
الطابور العربي الخايس يلمع عملاء البيجر
خلال اليومين الماضيين، خصّصت وسائل ومنصات الطابور العربي الخايس مساحةً من تغطياتها لخبر عن احتفال تكريمي لعناصر من جهاز الموساد الإسرائيلي، نُسبت إليهم تنفيذ عمليات استهدفت أجهزة البيجر الخاصة بالمقاومة.
جاءت التغطية على شكل مقاطع مصوّرة تُظهر ثلاثة من العملاء «ملثّمين» وهم يوقدون شعلة كأنهم فرسان الهيكل الموكلون بحماية المقدسات، وسط تصفيق جماهيري ورفع لعلم الكيان العبري، فيما كانت العبارات المرافقة مقتضبةً ومحايدة إلى حدّ لافت.
في مراجعة سريعة لعناوين وتقارير بعض الوسائل، يُلاحظ تغييب متعمّد لكلمة «عدو» في البداية واستخدام توصيفات لا تضمر أي عدائية.
في المقابل، غابت مفردة «المقاومة » عن وصف المستهدَفين في العملية، كما تمّ تجاهل الإشارة إلى أنّ الهجوم الإسرائيلي كان جزءاً من الرد على دعم «حزب الله » لقطاع غزة خلال الحرب الأخيرة التي صنّفتها جهات حقوقية بـ «إبادة جماعية ».
وقد اتخذ بعض تلك الوسائل عبارات تمهيديةً من قبيل «الظهور العلني الأول لعملاء الموساد الإسرائيلي الذين نفّذوا عملية البيجر ضد عناصر حزب الله ». صيغة تُذكّر بإعلانات ترويجية أكثر منها تغطية صحافية، وتكاد تمنح المحتفى بهم صفةً بطولية.
هذه التغطية ليست معزولة عن سياق سياسي أوسع. إذ يعكس الخط التحريري الجديد تحوّلاً في سردية العدو والصديق داخل الخطاب الإعلامي الخليجي ليصبح أكثر تمويهاً، ويطرح تساؤلات حول حدود الحياد المهني حين يتعلق الأمر بإسرائيل من جهة، وحركات المقاومة من جهة ثانية.
في الآونة الأخيرة، بات الإعلام الخليجي يميل إلى توصيف الأحداث بلغة تتفادى الإدانة المباشرة لإسرائيل، خصوصاً إذا كان الطرف الآخر خصماً سياسياً لدولة خليجية بعينها.
المعادلات القديمة بين الخير والشر والاحتلال والمقاومة والقاتل والضحية لم تعد صالحة للاستخدام كما يبدو، والعمل جار على تفكيكها وإعادة تركيبها ضمن منظومة جديدة، أكثر عملية وأقل وضوحاً لخداع جمهور يبدو أكثر صحوةً من أصحاب تلك القنوات، إذ جاء في العديد من التعليقات «كأنو «العربية » فرحانة أكتر منهم!».
ارسال التعليق