
تحريض الأمريكي للسعودية للانقلاب على صنعاء
يجري التداول بمعلومات، لا يمكن استبعادها، تفيد بأن إعادة وضع حركة "أنصار الله" على "لائحة الإرهاب" -وفق التعريف الأميركي للإرهاب- بداية تولّي ترامب الرئاسة الأميركية، تمّ بما يشبه المشورة السعودية، وقالت المصادر التي تحدّثت عن هذه المعطيات أن الأمر جرى مناقشته خلال اتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومحمد بن سلمان، أعطى الأخير خلاله تأييد سعودي على الإقدام على الخطوة رغم ما تشكله من خطر قد يتهدد الهدنة القائمة بين "النظام السعودي" وحكومة صنعاء منذ نيسان الـ2022.
وفي ما يمكن أن يُقرأ كردّ على مثل هذه المعطيات، أو معطيات مشابهة تفيد بنوايا تحريك حكومة عدن المدعومة سعوديّا، قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي خلال زيارته لقبائل منبه الحدودية بمحافظة صعدة إن من يزايد على وطنية اليمنيين هو واهم.
وأضاف: “نقول لجميع الأعداء، سواءً من جيراننا أو غيرهم، الأميركيين أو غيرهم، من يريد أن يزايد على وطنيتنا فهو الخاسر، ومن يريد أن يزايد على بطولة أبناء شعبنا فهو الخاسر، ومن يريد أن يحقق انتصارات على وطننا فهو الفاشل والواهم، ولن يتحقق لهم أي انتصار ما دام أبطال الشعب اليمني صامدين، ولا نعدهم إلَّا بأسوأ مما واجهوه طوال المعارك الماضية، فإذا اعتدوا علينا مجددا فسينالون ما هو أشد وما هو أعظم”.
وأشار إلى أن الشعب اليمني يملك اليوم قوات ردع، ويستطيع أن يسدد الأهداف التي يريدها، والخيارات على طاولة وزارة الدفاع مفتوحة، ولا يوجد أي خيار يمكن أن نستثنيه إذا تم الاعتداء على اليمن.
وتابع: “الرسالة هذه نقدمها نصيحة، سواءً للسعودية أو الإمارات أو أمريكا أو غيرها ممن يريد أن يعتدي على بلدنا لن يجدنا مكتوفي الأيدي، بل سيجد أبناء شعبنا حيث يكره، وسيجد صواريخنا ومسيّراتنا حيث يريد أبناء شعبنا، ليفرح المؤمنين ونغيظ بها المنافقين، ونستهدف بها أعداءنا الذين يواجهون شعبنا”.
وقال: “الشعب اليمني يريد أن يعيش، لكن بحرية، وكرامة، وعزة. وكما وقف مع أبناء غزة من أجل نصرتهم ونصرة قضاياهم، وشعر بمعاناتهم التي عانى منها أبناء الشعب اليمني طوال العدوان، فإنه اليوم أكثر صمودًا، وأكثر عنفوانًا وأكثر قوة واستبسالاً”.
وختم بالقول: “نقول لأبناء منبّه جميعًا، أعدوا أنفسكم، واستعدوا لأي جولات قادمة يريد العدو أن يعتدي بها على بلدنا. ونحن نقول: يريد العدو أن يعتدي بها على بلدنا، فإذن توقّف فسيجد رجالاً للسلام، وإن استمر في طغيانه وفي عتوّه، أو أراد أن يستمر في المعركة، فلن يجد إلا البأس اليماني المعهود، والرجال الأبطال المشهود لهم بالكفاءة ومواجهة كل معتدٍ على بلدنا".
أمام هذا، نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، جدّد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، موقف الرياض الداعم للجهود الأممية، والداعي إلى تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، ذلك خلال لقاء بينه وبين سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، عُقد في الرياض لبحث مستجدات الأزمة اليمنية المستمرة.
في الوقت عينه رجّح تحليل صادر عن "معهد الخليج العربي" في واشنطن، أخيراً، أن تصنيف حركة "أنصار الله" يمكن أن يُعيد الصراع إلى البحر الأحمر والمنطقة، ذلك أن "التصنيف قد يكون إجراءً تمهيدياً لتدخل عسكري مباشر، وخصوصاً بعد فشل استراتيجية الإدارة السابقة القائمة على الدفاع والردع". وأضاف المعهد أن "إدارة ترامب قد تتّجه نحو سياسة أكثر عنفاً في اليمن، ما قد يدفع واشنطن إلى الدخول في صراع طويل الأمد في المنطقة".
صدر عن سيناتور أميركي تصريحا يوضع في كفة ترجيحات المعهد، فقد قال السيناتور الجمهوري جو ويلسون، بعد أيام من تصنيف "أنصار"، إن الولايات المتحدة "بحاجة إلى العمل مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة جماعة الحوثيين".
وفي تغريدة لويلسون على منصة إكس، قال: "السعودية شريك وثيق وبنّاء وصديق عظيم ضد النظام الإيراني".
تعمل الولايات المتحدة الأميركية على ربط إمداد روح الهدنة الهشّة بين "السعودية" وصنعاء بالعمليات العسكرية لليمن، المتوقفة فعليا منذ وقف العدوان على قطاع غزة. ويقرأ البعض الرسائل عالية النبرة من القيادة الأميركية الحديثة المهددة بتفجير الوضع في اليمن، بسياسة دونالد ترامب المعروفة برفع سقف النبرة بادئ ذي بدء، قبل أن تعود وتظهر بموقف أقل حدّة، ويستشهد هؤلاء باللهجة التي تحدّثفيها ترامب عن نوايا مواجهة الصين، قبل أن يتعود "لمغازلة" الرئيس الصيني.
ارسال التعليق