حملة لتعرية النظام السعودي من عروبته واسلاميته
في خضم ما تمرّ به المنطقة من مخاض عسير منذ أكثر من سنة، داوم النظام السعودي على مساره التطبيعي مع الكيان الصهيوني ولو أشاع عكس ذلك على لسان وزير خارجيته فيصل بن فرحان، وكل ما تم تسريبه إعلاميا عن شروط سعودية بحل الدولتين.
مواقف النظام السعودي وعزمه على إثبات انفصاله، كما العديد من الدول العربية، عن واقع المنطقة، وذلك من بوابة الحفلات الراقصة والغنائية وكذا رعاية المهرجانات، أثارت استياء الرأي العام العربي والإسلامي. الأمر الذي دفع عددا من الناشطين والمعارضين السياسيين للنظام للدعوة إلى حملة إلكترونية تحت وسم التصهين السعودي لرفع الصوت ضد سياسات آل سعود وتوجهاتهم التطبيعية.
الناطق الرسمي باسم البرلمان الحجازي، سلطان العبدلي، شارك بالوسم وكتب "صباح الحجاز الأسيف: الأمة اليقظة لاتترك مقدساتها تحت احتلال خزر الدرعيه كيف وقد رأت التصهين السعودي واضحا وعداءهم لـ فلسطين فاقعا. قوموا لـ تحرير الحجاز يامسلمون."
بدوره أكد القيادي في "لقاء" المعارضة في الجزيرة العربية، الدكتور حمزة الحسن، على أنه " تمهيداً للتطبيع، جاءت قناة العبرية بمقابلة مع بندر بن سلطان، الطيار الذي صار سفيراً في واشنطن، ثم اصبح مستشار الأمن القومي، قبل ان ينهكه الإدمان على الكحول. لكن هناك تعويض: فقد اصبحت ابنته سفيرة آل سعود في واشنطن؛ وأصبح ابنه سفيراً لآل سعود في لندن. جاءت العبرية بمقابلة مع بندر، ليؤكد ان السعودية تدعم فلسطين وان الفلسطينيين هم الأغبياء الذين يرفضون السلام وزاد بأن شعر رأسه صار أبيض بسبب فلسطين. استُخدمت المقابلة كمادّة لشيطنة فلسطين، وطلبت السلطة الفلسطينية أن لا يعلّق احد عليها سلباً حتى وإن حوت شتماً لعرفات، وكذباً في الرواية ايضاً. اما الذباب والكتاب فطاروا بالمقابلة وزادوا من تفخيم المُدمن، والحطّ من القيادات الفلسطينية. كل ذلك كان من أجل التمهيد للتطبيع، والانفكاك عن قضية فلسطين، ليدعم ذلك هاشتاق صدر بعنوان: فلسطين ليست قضيتي. العبقري جاسر الماضي، علق على مقابلة بندر فقال: من المهم ان يفهم العرب ان القيادات الفلسطينية عملاء يرفضون المطالب السعودية لصالح القضية. ونفى ان يكون هدف المقابلة هو التمهيد للتطبيع السعودي. عائض القرني، لا في العير ولا في النفير، امتدح بندر وقال انه قال الحقيقة وكشف الزيف، ووصفه بالدهاء والذكاء وبطل الدبلواسية والأسطورة! منصّة اندبندنت عربية الرسمية التي يديرها عضوان الأحمري، زادت الملح على الجرح في محاولة استفزاز، حين سألت: هل يشير الموقف الفلسطيني بالتزام الصمت تجاه تصريحات بندر، ان الفلسطييين يخافون من غضب سعودي؟"
ولفت الحسن إلى أن " تصهين آل سعود يختلف عن تصهين الحكام الآخرين. لأنهم يسيطرون على مقدسات المسلمين في الحجاز، ولأنّهم يزعمون الحكم بما أنزل الله وتطبيق الشريعة، حتى بعد ان وضع ابن سلمان الوهابية ومشايخها (على الرفّ).. ثم إن آل سعود يتحكمون بثروة كبيرة ليست ملكهم، ويسخّرونها في خدمة مشاريع التصهين، وينفقون منها على أزلامهم وذبابهم وإعلامهم، كي يكسروا إرادة الأمة في المواجهة. بل انهم استثمروا مليارات الدولارات في شركات التكنولوجيا الإسرائيلية، عبر زوج الست إيفانكا، اليهودي الصهيوني جاريد كوشنر. وكانت لديهم شراكات (الأمير سلطان وزير الدفاع) مع صهاينة يمتلكون شركات ألماس في هولندا، تقوم بتقطيع الألماس وصناعة المجوهرات. هذا منذ الثمانينيات الميلادية. فضلاً عن هذا، كان المال السعودي يسهّل السياسات التي تخدم الصهاينة وحلفاءهم الأمريكان في المنطقة."
الحسن أشار إلى تركي الحمد وأكد أن الأخير كان " يرى أن آل سعود خرّبوا ملك ابيهم الذي توارثوه، وذلك في تغريدة منشورة. وحين جاء ابن سلمان، صار يبرر القم بالقول: (المهم ان تبقى الدولة) (الحريات ليس هذا وقتها)! وبعد ان التقاه ابن سلمان صار يتغزل به: (محمد بن سلمان كنز، لا تفرطوا فيه). سخر الدكتور فؤاد وعلّق بالقول: ابن سلمان سيارة مرسيدس بنز، لا تفحطوا فيه! وخاطب الحمد ابن سلمان فقال: (أنا أحبك لأنك المستقبل للوطن.. انت الأمل). ولما كثرت الاعتراضات على (الولد المبارك) اخترع لنا الحمد نظرية تقول: كلما زاد الضجيج على ابن سلمان، كلما ادركتُ انه على صواب. سنطبّق هذا الكلام على النتن ياهو.. فالعالم يمتليء ضجيجاً ضدّه، حتى من شعبه، فهل هو على صواب! حتى ابليس ـ الشيطان الرجيم ـ يلهج العالم كله ضدّه، فهل هو على صواب؟ والعالم العربي والاسلامي يضج ضد التطبيع والمطبّعين فهل هم على صواب؟"
وأشار في إحدى منشوراته إلى "هيفاء المنصور، مخرجة سينمائية وصانعة افلام، وهي تتبوّأ منصباً رسمياً سعودياً في مجلس إدارة هيئة الثقافة. التقت بالصحافة الاسرائيلية في قمة الترويج للتطبيع من قبل (الولد المبارك وذبابه)، وذلك في ٢٠١٨. ولأنها ليست مجرد سينمائية، بل موظفة رسمية سعودية، اعتبر لقاؤها مع الاعلام الصهيوني اشارة سماح للتواصل مع (أبناء العم). لكنها قالت بأنها لا تمانع بالعمل مع الممثلين الصهاينة اذا صار الأمر رسمياً. الاكاديمي سلطان العامر، ذكّرها بوالدها المناضل والمثقف والشاعر، وجاء بقصيدة له يصف فيها كيف هاجمت عصابة صهيونية فلسطينيين، لعل موقف أبيها يردعها من المشي خلف المتصهين (الولد المبارك) وان لا تقبل بأن تكون أداة للتطبيع والتصهين"
أمّا الناشط السياسي محمد العُمري فكتب " الاحتلال البريطاني لفلسطين في عام ١٩١٧ مهد لإنشاء دولة إسرائيل، مندوب المخابرات البريطانية جون فيلبي لازم الملك عبدالعزيز ٣٧ سنة، جزء منها قبل التأسيس، أسهم في اتفاق اكتشاف النفط مع الشركات الأمريكية وفي انشاء دار التوحيد في الطائف، انتدب مدير للمخابرات العسكرية في السنة الأولى لاحتلال فلسطين، لذلك شارك في تأسيس السعودية واحتلال فلسطين قبل تسليمها للعصابات الصهيونية في عام ١٩٤٨"
وأضاف " السعودية في مواجهة الزخم الجماهيري العربي والإسلامي والعالمي والإعلام الشعبي وإلكتروني، والمظاهرات، والمقاطعة، لإزالت تحارب القضية الفلسطينية بالإجراءات الحكومية كتجريم المقاومة ووصمها بالإرهاب واصدار فتاوى بما يوافق الإحتلال وبالإعلام المدعوم محليا وخارجيا وبالإعلاميين ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، تقوم بحرب الوكالة إعلاميا نيابة عن الاعلام العبري العاجز عن الوصول للشعوب العربية"
من جهته، أكد الحقوقي عادل السعيد أن " السعودية تسعى للتطبيع مع إسرائيل، على الرغم من كل ما يحدث في المنطقة."
ورداً على المطبّل السعودي عبدالحميد الغبين الذي ادّعى خلال مقابلة له أن "الرأي العام للشعب في "السعودية" غير معني بالقضية الفلسطينية، ولا بالدول العربية . وأن هذا التوجه والرأي ظهر منذ عامين لكن بصوت خافت، إلا أنه بدأ يعلو مؤخرا". وادّعى أن الأولوية هي لترتيب مصالح السعودية، التي لن تتم إلا ببناء علاقات قوية مع إسرائيل.
علّق أبو جنى على التصريحات الواردة بالقول "التصهين السعودي وهذه حقيقة لا غبار عليها ولو نفى احدا هذا الكلام اذا لماذا السعوديين علانيه يصرحون بان قضية فلسطين لا تعنيهم"
حساب صقر الحرية نشر "تونسي يتحدث بحرقة يقول جده وصل عمره 75 سنة وهو يجمع الأموال من أجل أن يذهب للحج. وأبوه ما أستطاع الذهاب للحج أو العمره. والفنانات والساقطات مفتوح لهم زيارة السعودية بل ويأخذون أموال جينيفر لوبيز راحت وسلمان يتفرج ووحيد القرن مبس يتفرج والمسلمين لمن استطاع سبيلا"
وأضاف "نبشر السعوديين المسعدنيين الذين يحضرون هذه الحفلات وطقوس الإستحضار للشياطين الملجمة. كل الذين حظرو الحفلة لم يعودو لوحدهم بل كل واحد فيهم عاد معاه هذه ليست كعبة هذه موسم عبادة زحل"
تتعدد دلالات خيانة النظام السعودي لقضايا الأمة الإسلامية والعربية، حتى بات منضويا بشكل أو بآخر إلى مسار التطبيع الذي دشنّه دونالد ترامب.
ارسال التعليق