
زعيم تنظيم القاعدة يزور السعودية
اتخذ أحمد الشرع – المعروف بأبو محمد الجولاني، رئيس جبهة النصرة الإرهابية سابقا، والمنصب نفسه رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية حاليا، قراره حول وجهته الخارجية الأولى.
فبعد تصريحاته بأن وجهته ستكون إما لتركيا أو السعودية، وقع اختياره على الأخيرة، وهي التي وعدته باستعدادها لدعم نهوض سوريا، والعمل بكل طاقتها من أجل رفع العقوبات الدولية عنها، ليس حبا بالشرع أو بدمشق وإنما في إطار الصراع الخفي مع أنقرة ومحاولتها حجز مكان لها في المنطقة كلاعب أساسي بعد أن جلست لفترة طويلة على مقاعد البدلاء، ترمي بين الحين والآخر بورقة الإرهاب، لعل خطوتها تلقى استحسانا من مشعلي نار الفتن في المنطقة، على رأسهم الولايات المتحدة.
والشرع الذي كان حتى الأمس القريب إرهابيا يعيد تاريخ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بأحرف صحيفة عكاظ السعودية، أصبح صديق اليوم.
فالصحيفة السعودية، تساءلت في مقال تحت عنوان “تساؤلات حول سوريا الجديدة والجولاني..!” بتاريخ الأحد 15 ديسمبر 2024 ، هل التاريخ يعيد نفسه؟ في إشارة إلى “مانشيت” لصحيفة الواشنطن بوست الأميركية ما ترجمته: “عهد جديد في سوريا بعد إسقاط بشار الأسد من قبل الثوار”. ومقارنته بمانشيت لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان، وبروز الجماعات “الجهادية” حينها بقيادة أسامة بن لادن، حيث جاء حينها في المانشيت العريض الذي تضمن صورة مبتسمة لابن لادن ما ترجمته: “محارب ضد السوفيت يضع جيشه في الطريق نحو السلام”.
وتساءلت عكاظ، هل من تعمل الصحافة الأجنبية على “أنسنة” موقفه بالأمس واليوم بمثل عبارات “محارب من أجل الحرية.. يقود الطريق نحو السلام”، ستعمل غدا على شيطنته بعبارات من مثل “إرهابي.. عصابات إرهابية.. نشر الإرهاب” لعلمها بإرهاصات اللعبة السياسية وتداعياتها في الغد؟ هل وجدت أميركا في هيئة تحرير الشام طالبان جديدة؟ والسيناريو متكامل ومتطابق بين الأمس واليوم. حرب باردة بين أميركا وروسيا بدأت في أوكرانيا عبر استنزاف روسيا عسكريا، ثم الإجهاز عليها سياسيا في سوريا – أفغانستان اليوم .. هل تبدأ من سوريا “اتساع خريطة إسرائيل” كما وصف ووعد ترامب؟
ونحن بدورنا، نسأل، كيف يمكن لمن حاول إعادة تعويم النظام السوري السابق، على رأسه الرئيس بشار الأسد، وإعادته إلى الحضن العربي وجامعة الدول العربية، الانتقال من ضفة إلى أخرى، من دعم نظام شرعي إلى دعم من دخل قصر الشعب بمؤامرة مسلحة مدعومة من تركيا؟
نسأل عن مستقبل الصراع بين الرياض وأنقرة في سوريا؟ ليس أنقرة فحسب بل والدوحة أيضا، التي وصل أميرها تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة السورية دمشق قبل يومين، كأول زيارة لزعيم عربي منذ سقوط النظام السابق. حيث عقد آل ثاني مع الشرع مباحثات حول المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين قطر وسوريا.
نسأل، هل سيتحقق التطبيع السعودي الإسرائيلي، وبالتالي تفسح الرياض الطريق أمام الكيان للتوسع في سوريا، بسحب ما ألمحت عكاظ، مستغلة علاقتها مع الشرع لتحقيق حلم ترامب نتنياهو؟
ارسال التعليق