
عين ترامب على 3 تريليونات دولار في رحلته الخليجية
يوم الثلاثاء المقبل الواقع فيه 13 الجاري، من المقرر أن يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارة إلى السعودية وقطر والإمارات، يطمح خلالها لترتيب اتفاقيات بقيمة تناهز ثلاثة تريليونات دولار، وذلك بعدما استثمرت هذه الدول بكثافة في الاقتصاد الأميركي خلال ولاية ترامب الأولى، فيما تشير بلومبيرغ في تقرير لها اليوم، إلى أن الدول الثلاث تسعى خلال زيارته إلى مباحثات تُفضي إلى تعزيز صناعات الطيران والدفاع لديها، لتحويل الصفقات التجارية إلى مكاسب سياسية، بحسب الوكالة الأميركية.
ووفقاً لبلومبيرغ، تتسابق بعض أكبر شركات الطيران في الشرق الأوسط لعقد اتفاقيات كبرى قبل زيارة ترامب، حيث تستعد الخطوط الجوية القطرية لعقد الصفقة الأضخم، إذ تضع اللمسات الأخيرة على طلبية بنحو 100 طائرة عريضة البدن من شركة بوينغ، مع خيار لطلب عدد مماثل، بحسب مصادر مطلعة على المفاوضات. هذا في وقت تشير التقديرات إلى أن قيمة الاتفاقيات التي تشمل صفقات في مجالات الدفاع والطيران والبنية التحتية والتكنولوجيا، قد تصل إلى ثلاثة تريليونات دولار، متجاوزة بكثير ما حققه ترامب في جولته الأولى على دول المنطقة عام 2017.
وفي السعودية، تدرس شركة الطيران الناشئة "طيران الرياض" شراء ما يصل إلى 50 طائرة عريضة البدن، بحسب مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرا لحساسية المفاوضات. وتُجري الشركة مفاوضات حالية، وقد تميل الصفقة لصالح إيرباص، التي زار رئيسها التنفيذي غيوم فوري الرياض الأسبوع الماضي. ومع جولة ترامب في المنطقة، ستتجه الأنظار نحو بوينغ في ما يتعلق بمبيعات الطائرات. لكن إيرباص أيضا تحاول انتزاع حصة من السوق، لا سيما من شركات مثل الخطوط الجوية القطرية. ومع ذلك، من المتوقع أن تحصد الشركة الأوروبية حصة أقل بكثير من بوينغ، إذ تركز الخطوط القطرية بشكل رئيسي على تعزيز أسطولها من طائرات بوينغ 787 دريملاينر وعدد محدود من طائرات 777X.
وقد تلتزم الشركة القطرية أيضا بطلب المزيد من طائرات إيرباص A350-1000، بحسب ما نقلت بلومبيرغ عن مصادر، لكن أي طلبات جديدة من شركات الطيران الخليجية لصالح إيرباص من المرجح أن تُعلن في معرض باريس الجوي في يونيو/حزيران أو لاحقا هذا العام خلال معرض دبي للطيران. وقد رفضت كل من بوينغ وإيرباص والخطوط الجوية القطرية التعليق، بينما صرحت شركة "طيران الرياض" بأن "حملة طلب طائرات عريضة البدن للغاية جارية، وسيُتخذ القرار في الأشهر المقبلة".
وتشير الشبكة إلى أن البيت الأبيض يضغط على دول الخليج لضخ استثمارات في البنية التحتية والطاقة والدفاع والتصنيع داخل الولايات المتحدة، بما يتجاوز كثيرا اتفاقيات بقيمة 400 مليار دولار كانت السعودية قد أبرمتها عام 2017، عندما زار ترامب المملكة لأول مرة كرئيس برفقة وفد من رجال الأعمال الأميركيين. كما يطمح ترامب إلى أن ترفع السعودية استثماراتها في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار، بعد أن عرض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استثمارات بقيمة 600 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة.
كما أبلغت الإمارات ترامب في مارس/آذار الماضي أنها ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي بمجالات تشمل بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك 100 مليار دولار في مشروع مشترك مع ترامب، إلى جانب أشباه الموصلات والطاقة والتصنيع خلال السنوات العشر المقبلة. وأوضح البيت الأبيض أنه يتطلع إلى التزامات مماثلة من قطر خلال أول زيارة لترامب للدولة الخليجية كرئيس، وفقاً لأحد المصادر.
ومن المتوقع أيضاً أن تشهد مبيعات الأسلحة ارتفاعاً كبيراً خلال فترة زيارة ترامب للرياض، وفقاً لما أوردت الشبكة نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر. وتشمل عمليات الاستحواذ المحتملة مقاتلات بوينغ F-15EX، وفقا لأحد الأشخاص. وافقت الولايات المتحدة على بيع أسلحة بقيمة تقدر بنحو 3.5 مليارات دولار الأسبوع الماضي إلى المملكة العربية السعودية، بما في ذلك 1000 صاروخ جو-جو متطور متوسط المدى من طراز AIM-120C-8 و50 قسماً للتوجيه، إضافة إلى الدعم اللوجستي ودعم البرامج.
هذا وتُعدّ الولايات المتحدة بالفعل أكبر مُصدّر للأسلحة في العالم، حيث تسيطر على حصة عالمية تبلغ 43%، وفقاً لقاعدة بيانات مركز أبحاث الدفاع السويدي "سيبري" (SIPRI). وفي السنوات الأخيرة، جاء أكثر من نصف واردات الأسلحة إلى الشرق الأوسط من الولايات المتحدة، وفقاً لحسابات "سيبري".
وستكون الإمارات المحطة الأخيرة في جولة ترامب الإقليمية. وتُعد طيران الإمارات أكبر مشترٍ لطائرات بوينغ في العالم، على الرغم من أن الشركة عادة ما تُصدر أي إعلانات تجارية في معرض دبي للطيران الذي يُقام كل عامين في نوفمبر/تشرين الثاني. صرحت طيران الإمارات أنها في السوق لشراء طائرات إضافية عريضة البدن من طراز 777X، كما تتطلع شركة فلاي دبي الشقيقة إلى طلب مئات من طراز بوينغ 737 الأكثر مبيعاً.
وفي هذا الصدد، تنقل بلومبيرغ عن مصادرها أن الطلبات قيد الدراسة لزيارة ترامب هذا الشهر من المرجح أن تشمل أيضا عمليات شراء لمئات محركات شركة جنرال إلكتريك التي تعمل على تشغيل طائرات بوينغ. وإلى جانب الخطوط الجوية القطرية، تتطلع فلاي دبي إلى إبرام صفقة لحوالي 70 محركاً من شركة جنرال إلكتريك لطائراتها من طراز 787 دريملاينر، بحسب المصادر التي قال أحدها إنه كما هو الحال مع زيارة ترامب السابقة إلى المنطقة، من المرجح أن تكون أي إعلانات مزيجاً من مبيعات جديدة واتفاقيات أولية ونشاط تم الإعلان عنه مسبقاً، منبهاً إلى أن هذا يعني أن الصفقات قد تكون مبالغاً فيها في القيمة وبعضها لن يكون ملزماً.
ارسال التعليق