كتاب أمريكي يرصد موقف إدارة أوباما من بن سلمان
التغيير
كشف كتاب جديد النقاب عن طرح إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إقامة العلاقة مع محمد بن سلمان منذ بدء ارتقائه في صفوف العائلة المالكة.
وسلط كتاب “MBS” للكاتب “بن هابرد” كيف تم اعتبار جون كيري وآش كارتر، وزيري الخارجية والدفاع السابقين، لمساعدة ابن سلمان.
وقال الكتاب إن جو بايدن كان في السباق لكنه “اعتبر كبيرًا جدًا في السن”.
وواجه نائب الرئيس السابق جو بايدن ، 77 عامًا ، أسئلة حول عمره وهو يترشح للرئاسة هذا العام. بينما قال طبيب بايدن أنه “سليم” و “قوي” ، يشير كتاب جديد إلى أن عمر بايدن أصبح مشكلة حتى أثناء ولاية الرئيس باراك أوباما الثانية.
وفي الكتاب الجديد “MBS”، شرح مراسل صحيفة نيويورك تايمز كيف كان بايدن يُنظر في يوم من الأيام في إرشاد ابن سلمان الصاعد وكيف قررت الإدارة في نهاية المطاف أنه كان “كبيرًا جدًا” في المنصب.
عندما بدأ محمد بن سلمان في الصعود في صفوف قيادة مملكة آل سعود في عام 2010 ، التزمت إدارة أوباما بفكرة إرسال مسؤول أمريكي إلى المملكة لتشكيل علاقة مع ابن سلمان الذي كان آنذاك وزير الدفاع.
وكتب “بن هابرد”: “كان هناك حديث داخل الإدارة عن العثور على “همسات MBS يمكنه إرشاد ابن سلمان”.
وذكر أنه “تم اقتراح جون كيري لكنه كان مشغولاً للغاية. وكان وزير الدفاع آش كارتر نظير MBS الطبيعي ، لكنه لم يكن مهتمًا. تمت مناقشة نائب الرئيس جو بايدن ، لكنه اعتبر قديمًا جدًا”.
وذهب الكاتب ليقول أنه تم إسقاط الفكرة ولكن يبدو أن إدارة دونالد ترامب بذلت الجهد مرة أخرى، هذه المرة مع صهر الرئيس جاريد كوشنر.
ورصد الكاتب البريطاني سلسلة سلوكيات “غريبة” في شخصية محمد بن سلمان المعروف باسم (MBS – البدايات اللاتينية لاسمه)، متسائلا إن “حاكما عاقلا، أم سيستمر في مفاجآته المتهورة”.
وسرد الكاتب بن هابرد مدير مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” بالعاصمة اللبنانية بيروت، تفاصيل تاريخية لعائلة آل سعود والتي دفعت بالملك سلمان بن عبد العزيز لمخالفة نهج والده مؤسس الدولة في عدم الإبقاء على سلالة العرش بين أبناء الملك، ومن ثم تصعيد ابنه المفضل محمد لخلافته في الحكم، في انقلاب “ناعم” على الترتيبات في الديوان الملكي.
واعتمد الكاتب “بن هابرد” على زيارات مختلفة قادته لمقابلة أبرز المسؤولين والمثقفين السعوديين خلال السنوات الأخيرة، كما التقى بالعديد من المسؤولين والخبراء الأميركيين المعنيين بمستقبل العلاقات بين الرياض وواشنطن.
وقال إن “البعض حذروه من نشر كتاب كامل عن ابن سلمان، واتهموه بقصور النظر لذلك، حيث يمكن لمحمد بن سلمان أن يحكم بلاده عقودا قادمة، وهو ما قد يكلف الكاتب الكثير”.
وذكر “بن هابرد” في كتابه الذي جاء في 384 صفحة، أن (MBS) تعلق كثيرا بألعاب الفيديو وكان يقضى ساعات طويلة وهو من أوائل الذين تعلقوا بموقع “فيسبوك”.
وقال إن (MBS) كان طفلا مدللا وكان يأخذ جهازه اللاسلكي من العساكر ويطلق الطرائف، فيما قال عنه مدرس اللغة الإنجليزية: “كان أداؤه سيئا ولم يتطور، عرف عنه في مراهقته سوء السلوك، وكان يبدو لأبناء عمومته كثير الغضب”.
وأضاف أن “زوجة أبيه سلطانة كانت تسخر منه دائما”.
وكشف الكاتب الأميركي أن ابن سلمان لم يقم بإدارة أي شركة ولم يكتسب أي خبرة عسكرية، ولم يتمكن من الحديث بطلاقة، ولم يتعلم في أي جامعة أجنبية، ولم يقضِ فترة طويلة في الولايات المتحدة أو أوروبا، “من هنا كانت المفاجأة تصعيده بهذه السرعة في قصر الحكم السعودي!”
ونقل عن السفير الأميركي الذي التقاه بشكل فردي عام 2014م، “أن بن سلمان شعر ببهجة واسعة عندما التقيته .. أدهش الحاضرين في قصر جون كيري بأميركا بعزفه مقطوعة كلاسيكية عن البيانو، كما فاجأهم بغروه حينما أخبرهم أنه يستطيع أن يقرر من يحكم في أي دولة عربية”.
وكتب “بن هابرد”: “ما أكثر خبر أثار استغراب الاستخبارات الأميركية عندما بدأت جمع المعلومات عن محمد بن سلمان سنة 2015؟ فكانت أكثر معلومة صادمة لهم وقتها هي احتجاز (MBS) لأمه ومنع والده من الوصول إليها، بل إنه كان يكذب عليه قائلاً: إن أمه في الخارج تتلقى العلاج”.
وأشار إلى لقاء ابن سلمان حاليا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما سنة 2015 خلال القمة التي جرت في كامب ديفيد بمشاركة محمد بن نايف؟ وذكر أن “بن سلمان قضى معظم الوقت صامتا، وعندما حاول أوباما التحدث معه رد (MBS) عليه بشكل متوتر وقلق ومن خلال المترجم، حيث أنه لا يتقن الإنجليزية”.
وتطرق الكاتب لتاريخ محمد بن سلمان منذ مولده عام 1985 وحتى تبعات مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول قبل نهاية عام 2018.
وبدأت خطة تصعيد محمد بن سلمان بتسميته وزيرا للدفاع ومشرفا على مكتب والده.
ويتفاخر بن سلمان بأنه بعد عشرة أيام من وصول والده إلى الحكم قد “أعاد هيكلة كل حكومة آل سعود”، وهو ما رآه كثير من الخبراء عملية فوضوية تعرقل بيروقراطية مملكة آل سعود المستقرة.
وبحسب الكتاب، كان معدل التغيير سريعا لدرجة الخطورة. وفي مارس/آذار 2015 -أي بعد شهرين من توليه مهام وزارة الدفاع- أمر بن سلمان ببدء التدخل السعودي العسكري في الحرب الأهلية باليمن.
وخلفت الحرب في اليمن صورة سيئة لابن سلمان حول العالم، خاصة بعد تسبب القصف الجوي السعودي في مقتل آلاف المدنيين الأبرياء، بما فيهم تلاميذ مدارس ومرضى ومستشفيات.
ونتج عن الحرب واحدة من أكبر مآسي الإنسانية في القرن الحادي والعشرين، ويلقي الكثير من الخبراء في الغرب بالمسؤولية عن ذلك على محمد بن سلمان.
ويفرد الكتاب حيزا كبيرا لحادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كونها دليلا على حجم التهور وانعدام الخبرة لدى ابن سلمان وكبار مساعديه ومستشاريه.
وجاءت خاتمة الكتاب غير مستشرفة لمستقبل المملكة ولا مستقبل محمد بن سلمان، بل طرحت تساؤلا عن مستقبلهما.
ويقول “بن هابرد” إن كتابه “لا يخبرنا عن قصة محمد بن سلمان بصورة كاملة، فقد ركز على صعوده لولاية العهد وما ارتبط بها من أحداث وتأثيرات داخل المملكة، وعلاقاتها بالولايات المتحدة، وتأثير ذلك كله على منطقة الشرق الأوسط”.
وختم أيضا الكتاب بعبارة عكست قلقا وشكوكا فيما سيأتي به محمد بن سلمان، وقال التالي: “سيحدد محمد بن سلمان كيف تنتهي قصته، أما جاء به هذا الكتاب فقد كان البداية فقط”.
ارسال التعليق