لا "كلمة" تقال في الإعلام السعودي إلا لمصلحة "إسرائيلية"
التغييرالمتتبع للتغطية الاعلامية التي تقوم بها الفضائيات التابعة لافسد الانظمة في تاريخ البشرية، مثل النظامين السعودي والاماراتي، للتظاهرات المطلبية للشعب اللبناني، وكذلك لمواقف افسد زعماء الحرب الداخلية اللبنانية واكثرهم اجراما، من هذه التظاهرات بعد ان ركبوا موجتها، يشعر وكأنه امام حالة انقلب عاليها سافلها، وفقدت المفاهيم معانيها.آل سعود الذين يذبحون الاطفال بالسيف وهم في اعمار 11 و12 و13 عامًا بجريرة مشاركتهم في تظاهرات للاطفال بالدراجات النارية، وتهدم مدنا باكملها على رؤوس اصحابها، لمجرد مطالبة اهلها بمعاملتهم معاملة انسانية بعض النظر عن انتماءاتهم المذهبية، وسجن علماء دين ومشايخ يتجاوز اعمار بعضهم الثمانين عاما ويموت بعضهم تحت التعذيب لمجرد سكوتهم ، لا اعتراضهم، امام جرائم ابن سلمان، وعدم تاييدهم هذه الجرائم علنا، هذه السعودية نراها اليوم تتحول عبر قنواتها الفضائية، وفي مقدمتها "العربية" و "الحدث" الى جانب "سكاي نيوز" العربية الاماراتية، الى منابر للديمقراطية والحرية والكرامة الانسانية، وهي تغطي، او بالاحرى تشعل فتيل الفتنة والفوضى، في لبنان.لا يختلف عاقلان من عقلاء لبنان، حول حقيقة الدور التخريبي لآل سعود وأموالها القذرة في لبنان ومنذ عقود طويلة، فليس هناك من جهة او تنظيم او شخصية سياسية او اعلامية او صحفية او وسيلة اعلامية ، تناهض التوجه القومي والعروبي والاسلامي للبنان، الا واغدقت السعودية عليها من كرمها "الحاتمي"، وليس هناك من حزب او جهة او شخصية سياسية اوعلامية او صحفية او وسيلة اعلامية ذات توجه قومي وعروبي واسلامي ووطني يعادي الهيمنة الامريكية او الاحتلال الصهيوني، الا وجند آل سعود وبكل ما يملكون من امكانيات لمحاربته وشيطنته، فليس هناك من ينسى موقف آل سعود من الصراع العربي "الاسرائيلي" و من عبد الناصر و من حزب الله وكل حركات التحرر العربية، وكذلك مواقفها من اكثر الانظمة استبدادا ورجعية مثل الانظمة التي كانت تحكم في تونس ومصر والسودان واليمن.اليوم قناة "العربية" السعودية الناطقة باسم اكثر الانظمة رجعية وتخلفا وعمالة وانبطاحا لامريكا و"اسرائيل" ، وخاصة في "عهد" ولي عدها ابن سلمان "الحزم والحسم في الانبطاح"، الذي وضع نصب عينه هدف ارضاء "اسرائيل" عبر تصفية القضية الفلسطينية والى الابد، تندد بكل الاصوات الحكيمة والوطنية والاسلامية في لبنان، والتي حذرت من محاولات مرتزقة السفارات والطابور الخامس "السعودي الاسرائيلي" من ركوب موجة التظاهرات المطالبية اللبنانية، بعد ورقة الاصلاح التي قدمتها الحكومة والتي تعتبر ورقة غير مسبوقة في تاريح لبنان، كما دعا الى ذلك رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعدد كبير من الشخصيات الوطنية اللبنانية، التي اعتبرت ورقة الاصلاح بانها البوابة لحل الازمة وخطوة متقدمة على طريق الاصلاح.السيد نصرالله كان اكثر حرصا على مكتسبات الحراك الشعبي اللبناني، بعد ان دعا مناصري الحزب ترك الساحات لابعاد اي صبغة سياسية عليها وابقائها في اطار الشعبي العام، مشددا على ان رفض ورقة الاصلاح من قبل البعض يحول دون تحقيق الحراك اهدافه، ويستصغر المكاسب التي تحققت، وهي مكاسب يجب توظيفها لمصلحة الشعب، بدلا من دفع الامور للمجهول والفراغ والفوضى ولاسمح الله الى حرب اهلية لا تبقي ولاتذر، عبر التشبث باهداف غير واقعية مثل اسقاط النظام اللبناني ككل، وهي باتت كلمة حق يراد بها باطل.اصرار سماحة السيد حسن نصرالله على اعطاء الحكومة الوقت الكافي لتطبيق ورقة الاصلاح ، لم يأت من فراع، فهناك اعداء متربصون بلبنان وشعبه، فهذا "يوني بن مناحم" الخبير الصهيوني في الشؤون العربية والشرق الأوسط من "مركز القدس للشؤون العامة والدولة" يكتب مقالا يقول فيه بالنص :أن "وفق تقديري، الأزمة في لبنان تخدم مصالح إسرائيل في حربها ضد التمركز العسكري لإيران في سوريا والعراق.. حزب الله هو مبعوث إيران الذي يهدد إسرائيل من لبنان وأيضاً من حدود الجولان. وكلما اشتدت الأزمة فإن حزب الله سيغرق بها، فهي ستقلص من قدرته على المواجهة العسكرية مع إسرائيل لصالح إيران".ويضيف هذا الخبير الصهيوني وهو يحلل ما يجري في لبنان: ان "الانتفاضة في لبنان تخدم المصالح الأمنية لإسرائيل في المدى القصير، ويجب أن نأمل في أن تستمر هذه الأزمة لفترة أطول لان إسرائيل منشغلة في حرب قاسية ضد التمركز العسكري الإيراني في سوريا، وهي بحاجة الى كل تخفيف من الضغوط الأمنية عليها كالحاجة الى الهواء للتنفس".وحول المصلحة "الاسرائيلية في خلق الفوضى والفتن في البلدان العريية يقول: "هكذا ربحت إسرائيل الهدوء الأمني في السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية في سوريا التي اندلعت في العام 2011، وهي الآن رابحة من انشغال حكومة العراق بالتظاهرات ضد الفساد، ومن الأزمة الاقتصادية الصعبة في لبنان والانتفاضة التي اندلعت في أعقابها تقلّص من قدرة حزب الله على العمل ضد إسرائيل، والمخاطرة بجر لبنان في هذا الوقت الى حرب سيدفع (حزب الله) ثمناً أكبر بكثير من الثمن الذي دفعه في حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006".هذه الاهداف "الاسرائيلية" هي وحدها فقط من تضبط ايقاع الاعلام السعودي المأجور ، بل المملوك، للمشروع الامريكي الصهوني، فلا كلمة ولا صورة ولا خبر ولا تقرير يترشح عن الاعلام السعودي هذه الايام عن لبنان الا وكانت مصلحة "اسرائيل" قبله وبعده، فعلى الشعب اللبناني ان يعرف هذه الحقيقة، كما عليه ان يعرف "رجال" السعودية ، اصحاب التاريخ الاسود في لبنان، من الذين ركبوا موجة التظاهرات المطلبية والعادلة ، لحرفها لصالح الصهيونية بتمويل وبذخ سعودي.
ارسال التعليق