
لماذا الغى أوستن زيارته للسعودية؟
التغيير
لماذا الغى أوستن زيارته للمملكة؟
إلغاء أوستن لزيارته يمكن أن تفهم في السياق الذي استبق بأيام بل ساعات قليلة إحياء أمريكا ذكرى 11 سبتمبر.
إلغاء الزيارة أمر لافت يستحق التوقف عنده وتسليط الضوء عليه إذ لم يحظَ بكبير اهتمام من وسائل الإعلام والمراقبين.
صورة فضائية تظهر سحب الولايات المتحدة بعض منظوماتها الدفاعية المتطورة بما فيها بطاريات صواريخ "باتريوت" من المملكة.
"سحب صواريخ باتريوت من المملكة ليس مؤشرا على نية أمريكا المعلنة لمساعدة المملكة في الدفاع عن نفسها ضد أعداء خارجيين".
هل أسهمت ذكرى 11 سبتمبر الأميركية في إرباك جدول الوزير أوستن؟ أم أن الامر يتجاوز ذلك نحو ملفات أكثر اشكالية وتعقيدا بين المملكة وأميركا؟
رغم تزاحم الأحداث في المنطقة والإقليم، وتسارعها من المغرب إلى فلسطين؛ إلا أن الغاء وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن الزيارة المقررة له إلى المملكة ضمن جولته الخليجية التي شملت الدوحة والكويت والمنامة؛ أمر لافت يستحق التوقف عنده وتسليط الضوء عليه، إذ لم يحظَ بكبير اهتمام من وسائل الإعلام والمراقبين.
فالبنتاغون أرجع القرار إلى مشاكل في جدول أعمال الوزير، إذ نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في البنتاغون أن "زيارة الوزير إلى المملكة أرجئت بسبب مشاكل تتعلّق بالجدول الزمني".
الجدول الزمني للوزير أوستن ذاته الذي تزامن مع أمر أصدره الرئيس الأمريكي بايدن سمح فيه بنشر الوثائق المرتبطة بتحقيقات أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ ورغم أن المملكة رحبت بالقرار؛ إلا أنها لم تخفِ استياءها من الحملة الإعلامية الموجهة ضدها في الولايات المتحدة، والمترافقة مع إحياء ذكرى 11 سبتمبر.
فسفارة المملكة في واشنطن أصدرت بياناً قالت فيه إنها ترحب بالإفراج عن الوثائق، مذكّرة بأن المملكة "بصفتها ضحية للإرهاب تتفهم الألم والمعاناة التي لا توصف للعائلات التي فقدت أحباءها في ذلك اليوم الذي لا ينسى"؛ لتعود وتذكر في الوقت ذاته أن "أي ادعاء بأن المملكة متواطئة في هجمات 11 سبتمبر هو ادعاء خاطئ بشكل قاطع".
إلغاء أوستن لزيارته من الممكن أن تفهم في هذا السياق الذي استبق بأيام بل ساعات قليلة إحياء أمريكا ذكرى 11 سبتمبر، ما يجعل من رواية الجدول الزمني متداخلة من حيث الشكل والمضمون مع الحادثة والقرارات الصادرة عن بايدن؛ فهل أسهمت ذكرى 11 سبتمبر الأميركية في إرباك جدول الوزير؟ أم أن الامر يتجاوز ذلك نحو ملفات أكثر اشكالية وتعقيدا بين المملكة واميركا.
وكالة "أسوشيتد برس" قدمت مزيداً من التفسيرات المحتملة لقرار الوزير أوستن، إذ كشفت عن قيام الولايات المتحدة بسحب بطاريات صواريخ "باتريوت" من المملكة في الأسابيع الأخيرة؛ استنادا إلى صورة فضائية التقطتها شركة "بلانيت لابز" الأمريكية الخاصة تظهر سحبت الولايات المتحدة بعض منظوماتها الدفاعية المتطورة بما فيها بطاريات صواريخ "باتريوت" من المملكة ، خصوصا قاعدة الامير سلطان الجوية رغم مواصلة أنصار الله هجماتهم على المملكة.
أمر علق عليه الامير تركي الفيصل مدير الاستخبارات العسكرية السابق لقناة (سي إن بي سي) بالقول: "سحب صواريخ باتريوت من المملكة ليس مؤشرا على نية أميركا المعلنة لمساعدة المملكة في الدفاع عن نفسها ضد أعداء خارجيين".
إلغاء أوستن لزيارته لم تكن مصادفة أو جدول أعمال مزدحماً، بل هو غياب جدول الأعمال المناسب الذي ترغب فيه المملكة؛ فزيارته التي جاءت لتقديم رسائل طمأنة للحلفاء والشركاء في الخليج بعد الانسحاب من أفغانستان لم تلقَ قبولا في الرياض، خاصة وأنها ترافقت مع سلوك مغاير على الأرض؛ لم يقتصر على الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، بل وعلى سحب منظومة باتريوت، وإطلاق العنان لحملة واسعة على المملكة بحجة تحقيقات سبتمبر.
ارسال التعليق