
هل الجولاني نسخة مصغرة من ابن سلمان
اختتم أحمد الشرع – الجولاني الذي عينته الإدارة المؤقتة في سوريا رئيسا للمرحلة الانتقالية، اليوم الاثنين، زيارته الخارجية الأولى إلى السعودية. وغادر الرياض عائدا إلى العاصمة دمشق على أن يتوجه، الثلاثاء إلى أنقرة بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان أحمد الشرع قد التقى ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وناقش الجانبان مستجدات الأحداث في سوريا، والسبل الرامية لدعم أمنها واستقرارها، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وفي جولة على الصحف السعودية، وكيف تناولت الزيارة، نجد على سبيل المثال في صحيفة الجزيرة عنوان “عناق سعودي – سوري في الرياض”. أما صحيفة المدينة، فعنونت، “تقديرا لمكانة المملكة.. أحمد الشرع يصل إلى الرياض في أول زيارة رسمية”. بدورها صحيفة الوطن، كتبت: “السعودية الوجهة الأولى للشرع .. دعم سياسي وشراكات اقتصادية”، وأيضا، “الرئيس السوري: ناقشنا مع السعودية خططا مستقبلية ونسعى لشراكة حقيقية تحفظ السلام”. وعلى هذا المنوال، تناولت باقي الصحف السعودية الزيارة.
لكن لنتوقف قليلا عند ما كتبته صحيفة عكاظ، التي أسهبت بكيفية شكر أحمد الشرع، محمد بن سلمان، على حفاوة الاستقبال والاستضافة، في ختام زيارته إلى الرياض.
لماذا صحيفة عكاظ تحديدا؟
بجولة صغيرة على الصحيفة، نجد أنها في 15 أبريل من العام 2021 كتبت تحت عنوان: “قيادي سابق في هيئة تحرير الشام: الجولاني فاسد .. ولابد من عزله. ونقلت الصحيفة عن القيادي في الجماعة الإرهابية تأكيده أن عمليات التعذيب التي مارسها أبو محمد الجولاني في السجون أصبحت روتينا يوميا، فضلا عن التجاوزات بحق النساء في هذه السجون. وتأكيده أيضا أن الجولاني مصاب بجنون العظمة، ومتورط في إصدار أكثر من ألف حكم إعدام في مناطق الشمال دون محاكمات أو قضاء ولا شهادات وفاة، وإفصاحه أن الرئيس الحالي لسوريا كان قد أضاع 1.5 مليار دولار خلال السنوات الثلاث التي وضع فيها يده على آبار البترول في سوريا.
وهنا يتبادر إلى أذهان المتابعين للشأن السعودي، ومتقفي أثر ممارسات ولي العهد، أن هناك ما يجمع الرجلان، الشرع وابن سلمان، من حيث أسلوب القيادة.
فإبن سلمان، وضع يده على السلطة، استغل نفوذه للسيطرة على مقدرات البلاد، تحكم بعمل القضاء، وفي عهده تم ارتكاب أعلى معدل جرائم إعدام، عدا عن الاعتقالات التعسفية والإخفاءات القسرية. وكذلك فعل أحمد الشرع.
فهل رأي أحمد الشرع – الجولاني في ولي العهد السعودي شبيها له حتى اختار السعودية لتكون وجهته الخارجية الأولى؟
هل سنشهد نظاما قضائيا في سوريا شبيها بالنظام القضائي في السعودية؟
هل سيستغل الجولاني ثروات سوريا ليحافظ على عرشه الجديد؟ تماما كما يفعل ابن سلمان بثروات السعودية؟
ارسال التعليق