أبرز تهديدات ابن سلمان التي تراجع عنها.. تعرف إليها
التغيير
تصادف هذه الأيام الذكرى الثالثة لتولي محمد بن سلمان ولاية العهد، بعد الانقلاب على ابن عمّه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي جرّد من كافة مناصبه.
ومنذ تعيينه وليا لولي العهد، خلفا لابن نايف الذي ارتقى لولاية العهد بعد إعفاء عمّه الأمير مقرن بن عبد العزيز، أطلق محمد بن سلمان جملة من التهديدات الخارجية، زادت بعد إزاحته ابن نايف في مثل هذه الأيام عام 2017.
وحملت حرب اليمن وتداعياتها، وأزمة قطر، إحراجات كبيرة للأمير الشاب، الذي تراجع عن جملة تهديدات أطلقها بشكل واثق، جلّها في مقابلات تلفزيونية.
وتستعرض "التغيير" أبرز التهديدات التي أطلقها ابن سلمان، أو الإعلام الرسمي والرديف التابع للحكومة، قبل أن يتم التراجع عنها.
نقل المعركة لطهران
في أيار/ مايو 2017، وقبيل أسابيع من وصوله إلى ولاية العهد، هدد محمد بن سلمان بشكل صريح باحتمالية نقل المعركة بين آل سعود وإيران إلى قلب العاصمة طهران!.
وقال في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، إنه لا يوجد أي احتمالية للتفاهم مع إيران، كونه "نظاما لديه قناعة مرسخة بأنه قائم على أيدلوجية متطرفة"، مضيفا أن طهران تسعى وفقا لدستورها المنصوص عليه في وصية الخميني إلى السيطرة على العالم الإسلامي، ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري.
وتابع نعرف أننا هدف رئيسي لإيران، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في مملكة آل سعود، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في مملكة آل سعود.
وفي أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، تراجع ابن سلمان عن فكرة نقل المعركة إلى إيران، قائلا إنه "يفضل الحل السياسي على العسكري". وأضاف في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس"، إن الحل السلمي مع إيران هو الأفضل، لأن "نشوب حرب في المنطقة سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي"، كما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاجتماع مع نظيره الإيراني حسن روحاني لـ"صياغة اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني".
التعاون مع قطر
شكّلت أزمة قطر منعطفا مثيرا في مسار السياسة الخارجية لمملكة آل سعود بعهد ابن سلمان، إذ قرر بعد وصوله لولاية العهد بفترة قصيرة، قطع العلاقات مع قطر، بالتشارك مع الإمارات ومصر والبحرين بعدها وضعت مملكة آل سعود مع الدول الأخرى 13 شرطا، قالت إن على قطر تنفيذها، لتعود المياه إلى مجاريها، إلا أنها تراجعت عنها بشكل تدريجي وغير معلن.
ورغم إعلان حكومة آل سعود قطع العلاقات بشكل تام مع قطر، إلا أن الأخيرة شاركت في اجتماعات عسكرية، واجتماعات للقمة الخليجية في الرياض.
ورغم قول محمد بن سلمان إن مشكلة قطر "صغيرة جدا جدا"، إلا أن الرياض باتت اليوم منفتحة على التصالح مع قطر، دون النظر إلى الشروط الـ13.
قناة سلوى
في نيسان/ أبريل 2018، نشرت وسائل إعلام سعودية، شبه رسمية، مخططا لما قالت إنه مشروع "قناة سلوى" الذي سيحوّل قطر من شبه جزيرة إلى جزيرة.
وذكرت "سبق" أن المشروع سيتم تنفيذه خلال عام واحد فقط، بتكلفة 2.8 مليار ريالا، وهو عبارة عن إحداث شق في القناة البحرية يبدأ من منفذ سلوى إلى خور العديد، على أن تبقى أجزاء من اليابسة بمملكة آل سعود خلف القناة المائية، وبالتالي يتم تحويل قطر إلى جزيرة.
اللافت أن هذا المشروع الذي روّج له بشكل أساسي المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، تبخّر بشكل مفاجئ، ولم يتم الحديث عنه مطلقا.
منع بي إن
أصدرت حكومة آل سعود في كانون ثان/ يناير 2017 قرارا بوقف استيراد جميع أجهزة "بي إن سبورت" القطرية، ومنع تجديد الاشتراكات تحت طائلة المسؤولية.
وبعد ترويج شبه رسمي لجهاز القرصنة "بي آوت كيو" وما تبعها من تداعيات قانونية أحرجت الرياض، تراجعت المملكة بشكل غير معلن عن منع "بي إن" وعادت المقاهي إلى عرض المباريات بشكل علني.
المشاركات الرياضية
صرح رئيس هيئة الرياضة السابق، تركي آل الشيخ، مرارا بعدم قبول لعب الأندية أو المنتخب السعودي في قطر،
كما قال رئيس اتحاد الكرة السابق، عادل عزّت، إن "قطر دولة راعية للإرهاب، ولن نلعب نحن ولا إخواننا في الإمارات على أرضها".
إلا أن الاتحاد الآسيوي صدم آل سعود والإمارات برفض تخصيص أرض محايدة عند لعبهم ضد الفرق القطرية، وهو ما أجبر أندية البلدين على اللعب في الدوحة. كما أعلنت مملكة آل سعود اعتذارها عن لعب كأس الخليج نهاية العام الماضي في الدوحة، قبل أن تعدل عن قرارها وتأتي بكامل نجومها أيضا.
أزمة كندا
على إثر بيان صادر عن الحكومة الكندية يدعو آل سعود لإطلاق سراح الناشطة سمر بدوي، قررت مملكة آل سعود قطع جميع علاقاتها بكندا في آب/ أغسطس 2018.
لم تكتف الرياض بهذه الخطوة، إذ أجبرت جميع الطلاب المبتعثين على العودة، ما أفقدهم سنوات دراسة قضوها، بعضهم كان على وشك التخرج.
بعد ذلك بأيام، نشر حساب يحمل اسم "إنفوغرافيك السعودية"، يتبع لوزارة الخارجية، تصميما أثار جدلا واسعا، إذ فسّر بأنه تهديد سعودي بشن هجمات على كندا مماثلة لهجمات برجي التجارة في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وهو ما دفع الرياض للتنصل من الحساب.
وأكدت مملكة آل سعود عبر سفيرها في كندا أن لا عودة للعلاقات دون اعتذار رسمي، إلا أن العلاقات عادت بالفعل، وأبرم الطرفان صفقة سلاح ضخمة دون أن تقدم كندا اعتذارا.
القضاء على أنصار الله
في أيار/ مايو 2017، قال محمد بن سلمان: "نستطيع أن نجتث أنصار الله وصالح في أيام قليلة، لكن هذا يكون نتيجته ضحايا من قواتنا بالآلاف".
وتابع في مقابلة تلفزيونية بأن "الوقت من صالحنا"، مضيفا أن مملكة آل سعود لديها كافة الإمكانات لحسم المعركة، فيما لا توجد إمدادات للحوثيين. ورغم ترويج الإعلام الرسمي بأن الهدف هو القضاء على أنصار الله، عاد وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير عن تلك التهديدات، وقال في تصريحات صحفية إن المملكة لا تمانع من دخول أنصار الله في العملية السياسية.
في آذار/ مارس الماضي، تراجع محمد بن سلمان عن دعم آل سعود إسقاط النظام السوري بقيادة بشار الأسد. وقال في مقابلة مع مجلة "التايم" إن الأسد باق في السلطة، وعليه عدم البقاء إلى جانب حلف إيران، وكان عادل الجبير قال في 2015، إن بشار الأٍسد انتهى، وسيرحل قريبا بحل سياسي أو عسكري!.
ارسال التعليق