أسرار الزيارة الأخيرة لمسؤول اسرائيلي للسعودية
تداولت الصحف العالمية والعربية والاسرائيلية أنباءاً حول زيارة غامضة قامت بها شخصية اسرائيلية رفيعة المستوى إلى السعودية، وحتى كتابة هذه السطور لم تُعرف هوية هذه الشخصية، وهناك أخبار ترجح أن يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من كان على متن الطائرة التي اتجهت من تل أبيب مرورا بـ عمّان وصولا إلى الرياض.
نعتقد ان كان نتنياهو أم رئيس الموساد كوهين أم اي شخصية أخرى هي من حل ضيفا على آل سعود، هذا أمر غير مهم من حيث هوية الشخص، المهم هو المبدأ الذي لم يعد يعني أي شيء لـ آل سعود وهذا يعد تحول خطير في تاريخ المملكة السعودية لايمكن تجاوزه ويجب الوقوف عنده لأن تداعيات هذا الأمر ستؤثر على ثقافة الأجيال القادمة، وسيتم التسويق لا محالة لزيارات الصهاينة والتطبيع معهم على انه الأمر الصحيح ويجب التعاطي معه على انه أمر "طبيعي"، ولا نستبعد أن تذهب الأمور بـ آل سعود إلى اعتبار أن الفلسطينيين هم من يعتدي على الاسرائيليين ويأخذون لهم أرضهم على اعتبار ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مهد الطريق لذلك عندما قال "الاسرائيليين لهم حق العيش بسلام على ارضهم".
اسلوب ابن سلمان وسياسته العدائية للفلسطينيين وتلويحه بالتطبيع بين الفينة والأخرى جعل الصهاينة يتقربون منه أكثر بل ويسيطرون عليه ويرغبون بأن يصل إلى سدة الحكم بأسرع وقت ممكن حتى لو قتل ألف خاشقجي، لأن نتنياهو وأمثاله ليسوا افضل حالاً منه، ومن هنا بدأ الطرفان يبحثان عن قواسم مشتركة خارجية يمكن الحديث عنها فلم يكن أمامهم سوى "شيطنة ايران" واعتبارها العدو المشترك الذي يهدد المنطقة، وكأن ابن سلمان يرش الورد على اليمنيين وكذلك يفعل نتنياهو مع الفلسطينيين.
سياسة آل سعود خلطت الأوراق في المنطقة وأحدثت شرخا ليس فقط من النيل إلى الفرات كما يرغب الصهاينة وهذا هو مشروعهم بل حتى ما بعد ليبيا، ويبقى السؤال ما يقوم به ابن سلمان لصالح من؟، هل للشعب السعودي مصلحة من هذه السياسة الخارجية التي اهلكت الشعب ودفعت الدولة للاقتراض من الخارج، وهل يمكن اعتبار بيع اسهم من شركة "ارامكو" بشارة خير أم دليل عجز؟، وهل قدوم مئات الجنود الأمريكيين إلى السعودية دليل ضعف ام قوة؟.
ماذا قال الصهاينة عن ضيوف ابن سلمان؟
ذكر موقع «إينتل تايمز» العبري أنه وثّق رحلة تنفيذية غامضة ليلة الـ23 من الشهر الجاري، انطلقت من تل أبيب فعمّان وصولاً إلى الرياض. وبعد الفحص والتتبع، تبيّن أنها طائرة أميركية تؤمن خدمات رحلات تأجيرية، وربما كان ركابها أفراداً من نظام الاتصال والتنسيق الأمني الأميركي. وتحدث معلّق الشؤون الأمنية والاستخبارية في موقع «واللا»، أمير بوخبوط، من جهته، عن «رحلة جوية غامضة إلى السعودية»، لافتاً إلى أن «طائرة مدنية من طراز تشالنجر 50 أقلعت يوم أمس من مطار بن غوريون، وطارت إلى عمّان وحطّت على الأرض دقيقتين لتبييض رحلتها، ومن ثم أقلعت إلى الرياض. هناك بقيت على المدرج حوالي 55 دقيقة، وعادت إلى مطار بن غوريون». وأشار بوخبوط إلى أن «وزير الدفاع الأميركي، مارك أسبر، كان أمس (أول من أمس) في الرياض، وربما هناك علاقة»، مرجّحاً أن تكون الطائرة "قد أقلّت مسؤولاً إسرائيلياً رفيعاً، رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو)، أو رئيس الموساد (يوسي كوهين)، على خلفية بحث الموضوع السوري".
سوابق
والشهر الماضي، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن طائرة إماراتية قامت برحلات أسبوعية بين الإمارات وإسرائيل، وأحيانا كانت تحلق ثلاث مرات أسبوعيا على هذا الخط.
وقبل شهرين، كشف تقرير عن صفقة سرية بدأ العمل على نسجها منذ 10 سنوات، وكانت إسرائيل الجانب السري فيها. وبالنتيجة، فإن طائرة تجسس متطورة تقلع منذ أسابيع من قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي، وتحلق لساعات في أجواء الخليج بهدف جمع معلومات استخبارية إلكترونية، من عدة دول أبرزها إيران.
وكانت الرحلات التجريبية التي تقوم بها مؤخرا إشارة إلى المراحل النهائية في الصفقة السرية لتزويد الإمارات بطائرة تجسس، والتي عمل عليها رجل الأعمال الإسرائيلي ماتي كوخافي، وتقدر قيمتها بنحو 3 مليار دولار.
وكشف عن هذه الصفقة نتيجة تسريب وثائق من مكتب المحاماة "Appleby" إلى الاتحاد الدولي للمحققين الصحافيين "ICIJ" (International Consortium of Investigative Journalists)، والصحيفة الألمانية "Sueddeutsche Zeitung"، وأطلق عليها "Paradise Papers". وبحسب الوثائق التي وصلت صحيفة "هآرتس"، فإن جزءا من هذه الصفقة تم دفعه نقدا، كما ارتبطت الصفقة بأسماء مسؤولين كبار في الإمارات
يشار إلى أنه لا توجد علاقات دبلوماسية علنية بين إسرائيل والإمارات وباقي دول الخليج، إلا أن ذلك لم يمنع إقامة علاقات غير سرية بزعم وجود مصالح مشتركة على المستويات التجارية والعسكرية والدبلوماسية، وأهمها ما يتصل بإيران.
وكان قد أشار تقرير نشر في "وول ستريت جورنال"، هذا العام، إلى أن إسرائيل والسعودية والإمارات تتبادل المعلومات الاستخبارية بشأن إيران. كما أشار تقرير نشره "معهد طوني بلير"، في آب/ أغسطس من العام الماضي، إلى أن إسرائيل تدير علاقات تجارية تصل إلى مليار دولار سنويا مع دول الخليج.
وكشف "الخليج أونلاين"، بتاريخ 28 أكتوبر 2018، عن إتمام السعودية صفقة شراء أجهزة تجسس عالية الدقة والجودة من "إسرائيل" قيمتها 250 مليون دولار أمريكي، نقلت للرياض، وبدأ العمل بها بشكل رسمي بعد أن تم تدريب الطاقم الفني المسؤول عن إدارتها وتشغيلها.
وشهد العامان الماضي والحالي سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين "إسرائيل" والسعودية في مجالات عدة؛ إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودي ، دولة الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، كما وجه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بالترويج للتطبيع مع "إسرائيل"، وفق ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وبعد رفض قاطع في السنوات الماضية، دخل المنتخب السعودي لكرة القدم الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر المعابر الإسرائيلية، وتعرضت البعثة للتفتيش الإسرائيلي، منتصف أكتوبر الجاري، وذلك لخوضه مباراة أمام نظيره الفلسطيني، ضمن التصفيات القارية المزودجة المؤهلة لكأس العالم (قطر 2022)، وكأس أمم آسيا (الصين 2023).
ارسال التعليق