أبرزت وسائل الإعلام الدولية حدة انحلال وإفساد فعاليات الترفيه في السعودية ضمن الانقلاب الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان على الطابع المحافظ لبلاد الحرمين.

ونشرت صحيفة الـ Times البريطانية تقريرا يتناول الغضب العارم بسبب راقصات السامبا في شوارع جازان وهنًّ بنصف ملابسهن.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر يعد خطوة جريئة جداً بالنسبة لسكان مدينة جازان المحافظة، وتأتي ضمن التغييرات التي يقوم بها بن سلمان في ثقافة المملكة.

من جهته قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن لقطات لراقصات السامبا شبه عاريات في السعودية أثارت ردود فعل قوية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولفت إلى أن مقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت لثلاثة مؤدين أجانب، يرتدون أزياء السامبا الزاهية الزرقاء والوردية المنمقة تقليديا، مما جذب حشودا غفيرة وهم يرقصون في شارع مزدحم في مدينة جازان الجنوبية.

واستدعى الراقصون، الذين تعرت أذرعهم وبطونهم وأرجلهم جزئيا، خمسات عالية مع الحضور المحليين، بينما كانوا يستعرضون جنبا إلى جنب مع الطبالين الذكور.

وكان العرض جزءا من مهرجان جازان الشتوي، وهو واحد من عدد من الفعاليات الترفيهية التي تنظمها السلطات السعودية في جميع أنحاء البلاد.

ويشكل الترفيه جزءا أساسيا من استراتيجية رؤية المملكة المحافظة 2030 للابتعاد عن الاعتماد على النفط وتحسين سمعتها الدولية، تحت القيادة الفعلية لولي عهد محمد بن سلمان.

وبثت قناة الإخبارية السعودية الحكومية لقطات للمهرجان، لكنها طمست صور راقصي السامبا وهن عاريات.

وأثارت مقاطع الفيديو ردود فعل واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أبرز المغردون أن المملكة موطن أقدس الأماكن الإسلامية تنحرف عن المبادئ الإسلامية.

وكتب أحد المغردين “لقد نسينا اننا بلد مسلم وبدأنا تجاوزات اخلاقية وغير صحيحة ليست ضرورية”.

وفي ديسمبر/كانون الأول، تعرضت المملكة لانتقادات مماثلة من المحافظين بعد استضافة مهرجان “إم دي إل بيست” الموسيقي، الذي شهد رقص مئات الآلاف من الرجال والنساء معا فيما وصف بأنه “هذيان عملاق”.

وفي أعقاب رد الفعل العنيف الأسبوع الماضي، أمر محافظ جازان الأمير محمد بن ناصر بإجراء تحقيق في وجود راقصي السامبا واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أي انتهاكات”.

ورد الباحث السعودي سعيد بن ناصر بانتقاد استقلالية مثل هذا التحقيق.

وقال بن ناصر “أحضروا راقصين عاريات الصدر إلى الاحتفالات… ثم أصدر الأمير محمد ناصر أمرا بالتحقيق في الأمر”. هل تخدع الله أم تخدع المؤمنين؟

وأضاف “هل تعتقد أن الناس نسوا أن محمد بن سلمان قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ثم أمر بالتحقيق مع من أرسلهم؟”.