السعودية تحولت من غازي منتصر في معركة اليمن إلى منهزم ضعيف..
السعودية تتوسل للتصالح مع الحوثيين، وبعد مرور خمس سنوات على الحرب اليمنية بدأت الأمور تتكشف بجلاء لتظهر المنتصر الحقيقي من المنهزم المنكسر.
خاضت السعودية هذه الحرب بعجرفة ليس لها مثيل في تاريخ الحروب حتى بدت وكأنها ذاهبة الى نزهة وليس الى حرب، فمن اليوم الأول التي بدأت فيها الحرب عملت السعودية على تدمير المدن ودك المنشآت والطرقات وإحراق المزارع وتحطيم المدارس والمستشفيات واستهداف الإنسان اليمني أفراد وجماعات، بلا أي وازع ديني ولا رادع أخلاقي ولا تأنيب ضمير حتى ظن الجميع انها منتصرة ولا محالة غير أن السنين أظهرت غير ذلك فالعجرفة التي أبدتها لم تكون عن قوة بقدر ما كانت ضربة الضعيف الخائف المنهزم.
فمع مرور الأيام تحولت موازين المعركة وصارت جماعة الحوثي التي لا حول لها ولا قوة تسيطر على زمام المبادرة وبدل أن كانت الأجواء اليمنية مسرحا للطائرات السعودية باتت الأجواء السعودية مسرحا للصواريخ الحوثية وطائراتها المسيرة وأصبحت السعودية التي بدت وكأنها متحكمة في صيرورة المعارك تستجدي العالم بوقفها وتتوسل الحوثي للتوصل معه إلى اتفاق يحفظ ما تبقى ماء وجهها وماء وجه ملكلها الذي اريق في الحظيظ.
وباعتراف السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر للوول ستريت جورنال يقول: بأن دولته تجري محادثات يوميا مع الحوثيين منذ الهجوم على ارامكو وزيادة في الذل والهوان السعودي، يبرر آل جابر للحوثيين أن غاراتهم الأخيرة على صنعاء كانت ردا على هجماتهم الصاروخية وليست للتصعيد مخافة أم يوقف الحوثيون المباحثات مع السعوديين فهل يعتبر ذلك إعلانا بالهزيمة ورفع الراية البيضاء من قبل السعودية!
ويشهد اليمن منذ 2015 حرباً مدمرة تتواضع أمامها جرائم الحرب بين التحالف السعودي ـ الإماراتي والميليشيات التابعة له من جهة، والحوثيين الشيعة من جهة ثانية بذريعة اعادة عبد زربه منصور هادي الى سدة الحكم، حيث تسببت هذه الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بحسب احصائيات منظمات دولية إنسانية، ناهيك عن المجاعة، والأمراض المزمنة، التي خلفها الحصار، الذي فرضه التحالف على الشعب اليمن الفقير.
ارسال التعليق