السعودية تضغط على محمود عباس للقبول بصفقة القرن
أكد عضو في اللجنة المركزيّة لحركة “فتح” بالضفة الغربية المحتلة وجود ضغوطات عربيّة “هائلة” تُمارس على قيادة السلطة الفلسطينيّة، للقبول بالصفقة السياسيّة التي يجهزها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وباتت تُعرف إعلامياً باسم “صفقة القرن”. وأوضح القيادي الفتحاوي، أن السعودية تقود هذه الضغوطات لإجبار قيادة السلطة على التعامل إيجاباً مع الصفقة الأمريكيّة وعدم معارضتها، وذلك قبل أسابيع قليلة من طرحها بشكل رسمي. وأضاف: “هناك دول عربيّة، وعلى رأسها السعودية والإمارات ومصر، مهتمّة كثيراً بالصفقة الأمريكية، وتسعى بكل الوسائل، وحتى عبر الابتزاز السياسي والمالي، من أجل إخضاع الفلسطينيين للقبول بالصفقة رغم كل مخاطرها على القضية الفلسطينيّة”.
ولفت إلى أن الضغوط التي تمارسها الدول العربيّة على الفلسطينيين مشابهة تماماً للدور الذي تقوم به إدارة ترامب حالياً باللجوء للابتزاز والضغط بكل الاتجاهات لخنق الفلسطينيين ومحاولة إجبارهم على القبول بالصفقة السياسية المُرتقبة.
القيادي الفتحاوي اعتبر أن الدور العربي بملف “صفقة القرن” انهزامي ومخادع لكل العبارات التي يطلقونها بدعم قضية فلسطين، مشدداً على أن القيادة الفلسطينية لن تستجيب لأي ضغوطات عربية أو أمريكية وحتى إسرائيليّة للقبول بالصفقة.
وذكر أن رئيس السلطة، محمود عباس، سيطلب غداً في الاجتماع الوزاري العربي لوزراء الخارجية بالقاهرة تنفيذ الدول العربية التزاماتها بتوفير شبكة الأمان المالية لدعم السلطة الفلسطينيّة، والمقدّرة ب100 مليون دولار شهرياً، وتقديم المساعدات العاجلة لها.
وكان جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال الأربعاء الماضي، إن “صفقة القرن” التي يسعى من خلالها إلى “إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” سيعلن عنها بعد شهر رمضان المُقبل (يصادف فلكياً 6 مايو 2019).
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر وصفته بالمُطلع أن كوشنر أفصح عن موعد إطلاق “صفقة القرن”، قائلاً: إنها “تتطلب تنازلات من الجانبين”، دون تحديد شكل هذه التنازلات. وأضاف المصدر: “كوشنر حثّ مجموعة من السفراء على التحلي بذهن مُنفتح تجاه مقترح ترامب للسلام في الشرق الأوسط”، في إشارة على ما يبدو إلى سفراء دول عربيّة تدعم تنفيذ الخطة التي ستقضي على القضية الفلسطينيّة.
ويُذكر أن “صفقة القرن” هي خطة أعدّتها إدارة الرئيس الأمريكي بهدف تسوية الصراع، ويتردد أنها تتضمن إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مُجحفة لمصلحة “إسرائيل”، كما أنها تلقى دعماً من السعودية والإمارات ومصر ودول عربيّة أخرى.
ارسال التعليق