السعوديون واهمون عندما يتجاهلون الكونجرس
سلّط موقع بلومبيرج الإلكتروني الأمريكيّ الضوءَ عما يتصوّره السعوديون عن طبيعة العلاقة التي تربطهما بالولايات المُتحدة. ورأى الموقع الأمريكي أن السعوديين يخطئون إذا اعتقدوا أن تحالفهم مع الرئيس دونالد ترامب هو تحالف مع الولايات المتحدة. وأوضح الموقع عبر مقال للكاتب حسين إيشي ، أن الرياض تركّز على علاقتها بترامب وتتجاهل آراء الكونجرس بحزبيه الجمهوري والديمقراطي، ولا تأبه بحماية علاقتها مع أمريكا ككل، وأنها تتسبب في إثارة انتقادات من الحزبين ظهرت نتائجها على سبيل المثال في تصويت الكونجرس الأخير لوقف تدخل واشنطن في الحرب باليمن.
واستهلّ الكاتب مقاله بالسؤال التالي: هل يرغب السعوديون في الحفاظ على تحالفهم مع أمريكا بدلاً من مجرد التحالف مع إدارة ترامب؟ وأضاف إن الأسوأ من ذلك أن السعودية أصبحت قضية مشتركة للحزبين الأمريكيين.
وقال إن العلاقات السعودية الأمريكية ظلت مرنة على مرّ السنين لأنها ضرورية للطرفين لكثير من الأسباب منها أن منطقة الخليج لا تزال شريان الحياة للاقتصاد العالمي، وإن أهميتها حاسمة في الإستراتيجية العالمية لواشنطن.
وأوضح أن أمريكا يمكنها أن تتخلّى عن الخليج لكن ذلك يعني تخليها عن قيادة العالم تماماً، كما أن السعودية بحاجة لنصير دولي لحماية مصالحها ولن تستطيع أي دولة القيام بهذا الدور بخلاف أمريكا، لذلك ظل التحالف الأمريكي السعودي مستداماً ونجا حتى من الحروب العربية الإسرائيلية، والحظر النفطي عام 1973، وهجمات 11 سبتمبر 2011، وغزو العراق 2003.
واستمرّ يقول إن الأزمة الحالية في العلاقات بين البلدين لم تحدث من فراغ، لكن دوافعها ليست كبيرة مثل التطوّرات المذكورة. وعزا سببها إلى خُطوات تطبيع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لعقد اتفاق نووي مع إيران والتقارب مع طهران والسعي المحموم لإلغاء هذه الخُطوات من قبل الرياض وواشنطن عقب تولّي ترامب منصب الرئاسة، إذ كانت أول زيارة خارجية لترامب إلى السعودية. ومنذ زيارة ترامب الشهيرة للرياض ظلّت الأخيرة وإدارة الرئيس تتعاملان وكأن هذه العلاقة شخصية بين أسرتي الرئيس والملك. وفي أفضل الأحوال -يقول الكاتب- ظلّت الرياض تفهم أن العلاقة بين البلدين كعلاقة بينها والحزب الجمهوري، قائلاً إنّ ذلك أمر خطير نظراً إلى أن الحزب الأمريكي الآخر (الديمقراطي) جزء أصيل في صناعة القرار بالولايات المتحدة وأن نفوذه بدأ يزداد تدريجياً في الآونة الأخيرة.
وأضاف إن الخطر الأكبر على السعودية أن يفهم الديمقراطيون أن العلاقة مع الرياض لم تبدأ مع الرئيس الأسبق روزفلت في الثلاثينيات، بل نتجت عن خطأ ارتكبه ترامب بنهجه سياسة تلغي كل إنجازات أوباما بما في ذلك العلاقة مع إيران، ولذلك إذا فاز الديمقراطيون بالرئاسة ربما يقومون بتنفيذ السياسة النقيضة لسياسة ترامب بالشرق الأوسط.
وقال إنّ بعض الأصوات العالية بالحزب الديمقراطي بدأت تلمح بالفعل إلى تفضيل الشراكة مع إيران بدلاً من السعودية، وأعرب عن أسفه أن بعض السعوديين بدؤوا يتصرّفون وكأن أصوات الديمقراطيين القليلة هي الموقف المتوقّع والراسخ لحزبهم. ووصف ذلك بأنه أكبر خطر يتهدّد العلاقات بين البلدَين.
ارسال التعليق