المساحة المزروعة في السعودية لا تتجاوز 3% من الأراضي الصالحة
أوضحت دراسة حديثة صادرة عن معهد أبحاث سياسات الغذاء العالمي أن المساحة المزروعة المستغلة في السعودية تبلغ نحو 1.14 مليون هكتار، وتمثل 3.22% من جملة المساحة الصالحة للزراعة البالغة 35.35 مليون هكتار.
وذكرت الدراسة أن متوسط نصيب الفرد من المساحة المزروعة في السعودية يبلغ نحو 0.04 هكتارات، في حين بلغ نحو 0.18 هكتار على مستوى الدول العربية.
وبحسب الدراسة، فإن الإنتاج الزراعي والتنمية الاقتصادية يعانيان إهمالا في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث وصلت نسبة الفقراء في المناطق الريفية في المنطقة إلى 70%.
وأكدت الدراسة أن للزراعة أهمية استراتيجية لاقتصاد المنطقة رغم أنها تسهم فقط بنحو 13% من الناتج المحلي، موضحة أنه أصبح من الصعب تقديم منتجات زراعية كافية مع ندرة المياه والتغير المناخي.
ونقلت صحيفة "الاقتصادية" عن الدكتور "خالد الرويس" المشرف على كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمن الغذائي، أن هناك 7 عوائق تواجه الزراعة في العالم العربي، أبرزها أن المنطقة العربية تقع ضمن تصنيف الأراضي الجافة وشديدة الجفاف، ويسود فيها المناخ الصحراوي، حيث تشكل الأراضي المتصحرة والمهددة بالتصحر نحو 80% من إجمالي مساحة الوطن العربي.
وأوضح أن الخصائص البيئية لمنطقة الوطن العربي تشير إلى محدودية الموارد المائية العذبة، حيث تعد منطقة الوطن العربي من مناطق الفقر المائي (أقل من 1000م3/فرد/سنة)، نظرا لانخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف: "أن معظم الأراضي الصالحة للزراعة في الوطن العربي تتطلب مزيدا من الاستثمارات في البنية التحتية اللازمة لإدخال هذه الأراضي في دائرة الإنتاج".
وعن المنتجات الزراعية التي استطاعت الدول العربية تحقيق اكتفاء ذاتي فيها، قال "الرويس" البطاطس بنسبة 100% والخضراوات 101% والفاكهة 104.9%، والتمور 118.1% والأسماك 108.5%، والبيض 97.1%، والذرة الرفيعة والدخن 97.6%، واللحوم الحمراء 86.3%، واللحوم البيضاء 71.1%، والألبان ومنتجاتها 80.7%، وذلك في عام 2017.
وأوضح أن القمح بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي 33.7%، والذرة الشامية 27.3% والشعير 31.2%، مبينا أنه يمكن زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي للحبوب من خلال تحسين الإنتاجية وتركيز زراعتها في المناطق ذات الإنتاجية العالية.وذكر "الرويس" أن قيمة الناتج الزراعي بلغت في السعودية بالأسعار الجارية نحو 17.34 مليار دولار، تمثل 2.69% من إجمالي الناتج المحلي البالغ 645.74 مليار دولار وذلك عام 2016.
وعلى مستوى الدول العربية بلغت قيمة الناتج الزراعي بالأسعار الجارية نحو 144.38 مليار دولار، تمثل 6.07% من إجمالي الناتج المحلي البالغ 2379.53 مليار دولار.
وأضاف: "مقارنة بعدد السكان فإن متوسط نصيب الفرد من قيمة الناتج الزراعي في السعودية يصل نحو 545.6 دولارات، في حين بلغ 355.73 دولار على مستوى الدول العربية، ومما سبق يتضح أن قيمة الناتج الزراعي في السعودية تمثل 12.01% من إجمالي قيمة الناتج الزراعي للدول العربية بحسب المنظمة العربية للتنمية الزراعية".
وعلى مستوى الدول العربية بلغت المساحة المزروعة نحو 72.03 مليون هكتار تمثل 33.1% من إجمالي المساحة الصالحة للزراعة والبالغة 217.75 مليون هكتار.
وتعاني الاستثمارات المخصصة للقطاع الزراعي من ضعف حاد، حيث لا تزيد الاستثمارات الزراعية عن 1% من جملة الاستثمارات الكلية للوطن العربي، يليه عدم نضج سياسة التكامل الزراعي بين الدول العربية، إلى جانب انخفاض أجور العمالة الزراعية مقارنة بنظيرتها في القطاعات الاقتصادية الأخرى، ما يؤدي إلى هروب العمالة الزراعية للعمل في القطاعات الأخرى غير الزراعية رغبة في تحسين مستوى معيشتهم، إضافة إلى التفتت والتشتت للحيازات الزراعية، ما يصعب معها تطبيق التكنولوجيات الحديثة في النشاط الزراعي.
وتواجه الزراعة في العالم العربي 7 عوائق، تحد من تعزيز القدرات الاستثمارية للقطاع، أبرزها محدودية الموارد المائية العذبة، والتصحر، وضعف الاستثمارات، وانخفاض أجور العمالة.
ارسال التعليق