انتخابات أمريكا والخليج.. هل يرقص ترامب مجددا بالسعودية؟
التغيير
كيف ستؤثر نتيجة الانتخابات الأمريكية على مسار العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج بوجه عام، و المملكة بوجه خاص؟.. يتصدر هذا السؤال اهتمامات مراقبي الشأن الخليجي قبل أسابيع من الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، خاصة في ظل تواتر استطلاعات رأي مفادها أن الرئيس الحالي "دونالد ترامب" في طريقه لمغادرة البيت الأبيض.
ففي حال تطابق ما رصدته الاستطلاعات مع نتائج الانتخابات الرسمية فإن دول الخليج، خاصة المملكة ، ربما تعود إلى سابق علاقتها الفاترة بالإدارة الأمريكية، كما جرى في عهد الرئيس السابق "باراك أوباما"، الذي أثار بإبرامه الاتفاق مع إيران حول ملفها النووي، مخاوف المملكة وجيرانها.
وحسب الباحثة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن "رندا سليم"، فإن المملكة تفضل استمرار إدارة "ترامب"؛ لأنها "جعلت العلاقة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تتمحور حول الأشخاص بشكل أكبر (...) وبدرجة أقل حول المؤسسات"، وفقا لما نقلته وكالة "فرانس برس".
وقد عبر "ترامب" عن تفضيل مقابل للعلاقات مع المملكة في أول رحلة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة في مايو/أيار 2017، وحظي باستقبال حار بالرياض، وتقلّد ميدالية ذهبية، مطلقا العنان لمواجهة مع إيران، ومتجنبا موضوع حقوق الإنسان في المملكة وشقيقاتها الخليجيات.
لكن في حال فوز المرشح الديمقراطي "جو بايدن" بانتخابات الرئاسة الأمريكية، فمن المرجح أن يعيد اعتماد مواقف أكثر مؤسساتية بشأن حقوق الإنسان التي تتعرض لانتهاكات عدة في دول الخليج، خاصة المملكة ، حسب منظمات غير حكومية، إضافة إلى أنه سيتخذ مواقف أقل ترحيبا بصفقات الأسلحة.
وتقول كبيرة محللي الخليج في معهد مجموعة الأزمات الدولية "إلهام فخرو" إن المملكة والإمارات تشتركان في تصور أن إدارة "أوباما" تخلت عن حلفائها التقليديين في الخليج، مضيفة: "لقد حسّنت المملكة علاقاتها مع إدارة ترامب بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئيا إلى قرار واشنطن فرض ضغوط قصوى على إيران وقطاعها النفطي".
وترى "فخرو" أنه مع تقدم "بايدن" في استطلاعات الرأي، تشعر المملكة ، ومعها الإمارات، بالقلق من إمكانية "العودة عن العقوبات المفروضة على إيران" في ظل إدارة ديموقراطية.
كما أن "ترامب أكثر استعدادا لضمان أن تمضي مبيعات الأسلحة إلى هذه الدول قدما وبسرعة"، ويستبعد أن تبذل إدارة "بايدن" مثل هذه الجهود لإيصال الأسلحة إلى دول الخليج"، حسب الخبيرة بمعهد مجموعة الأزمات الدولية.
وستحاول إدارة "بايدن" على الأرجح جر إيران مجددا إلى طاولة المفاوضات، وهو ما يراه الخبير في شؤون الشرق الأوسط "جيمس دورسي"، "صعبا بالنسبة لآل سعود، لكن في نهاية المطاف سيكون عليهم التعايش معه".
ارسال التعليق