تحت ذريعة وجود عدو مشترك يسمى “إيران” و “الانفتاح والتسامح”، أوجدت الرياض وخاصة منذ صعود محمد بن سلمان إلى سدة الحكم، ماتسميه مصالح مشتركة مع الكيان الإسرائيلي حيث رفع الجيش الإسرائيلي العلم السعودي لدعم آل سعود، كما فتح آل سعود أبواب بيوتهم وفروج نساءهم أمام الصهاينة ورحبوا بهم في بلاد الحرمين الشريفين.

وبعد التخلي عن المبادرة العربية التي تعترف أصلاً بـ”إسرائيل” وتنتقص من حقوق الفلسطينيين، إلا أنها على الأقل مبادرة كانت تضمن لهم قيام دولة وتستعيد جزءاً واسعاً من أراضيهم والأراضي العربية المحتلة، سارعت الرياض لتقدير جهود الرئيس ترامب في “صفقة القرن”.

ودعت الرياض إلى بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مجددة دعمها “كافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.

وفي تصريحات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمام منظمات يهودية في نيويورك، قال “أربعون عاماً يرفض فيها الفلسطينيون كل عرض، إما أن يقبلوا ما يعرض عليهم أو فليصمتوا”.

ويأتي موقف السعودية بعد ترويج إعلامي سابق لـ”صفقة القرن” عبر وسائلها الإعلامية الرسمية والوسائل التابعة لها والمقربة منها، وسلسلة من الخطوات التطبيعية المتواصلة والمتزايدة مع الاحتلال.

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الجانبين حتى الآن فإن النشاطات التي يقوم بها الجانبان في هذا الإطار باتت بشكل معلن مؤخراً.

وبعد الإعلان عن اتفاق التطبيع الإماراتي كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية عن لقاء جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والملياردير الأمريكي حاييم صابان، الذي لعب دورا هاما في إنجاز اتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب وقع The Wrap الأمريكي فإن لقاء العشاء قد عُقد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية بقصر خاص لولي العهد.

وقال صابان خلال حديث نشرته الصحيفة العبرية أنه سأل بن سلمان خلال تناولهم العشاء سويا، “لماذا يُبقي العلاقات مع إسرائيل تحت الطاولة؟ لماذا لا يخرج ويقود الأمور؟”.

فرد بن سلمان حسب ما صرح به الملياردير الأمريكي، قائلًا، يستطيع أن ينفذ ذلك في لحظة، لكنه يخشى من مهاجمة القطريين والإيرانيين له، كما يخشى من حدوث فوضى داخل بلاده أيضاً جراء قرار المملكة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل”.

إذا ولي العهد السعودي ليس لديه مشكلة في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، حسب تصريحات صابان لكنه متخوف من ردود فعل الشعب السعودي ودول الجوار.