بين رعب إسرائيل من المقاومة...وهرولة آل سعود نحو التطبيع
الرعب والهلع الإسرائيلي من المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله، بات حديث المسؤولين الصهاينة ووسائل إعلامهم، فأسبوعياً إن لم يكن يومياً، إعلام الإسرائيلية، يتحدثون عن حزب الله وعن المقاومة، وكيف أنها باتت تمتلك أكثر من مئة ألف صاروخ من مختلف الأحجام والمديات، وكيف أنها تراكم الخبرة القتالية في مقاتلة التكفيريين الإرهابيين في سوريا، لدرجة أن بعض القيادات الصهيونية انتقدت هذه الأحاديث عن حزب الله وعن قدراته القتالية، واعتبرت أن هذه الأحاديث تجاوزت حدود التحذير والتحريض واتخاذ الاحتياطات اللازمة، إلى المساهمة في الحرب النفسية التي يشنها عليها حزب الله،ضد أنفسنا، فبدلاً من محاولاتنا إلغاء عنصر المفاجأة لدى المستوطنين من القدرات الهائلة لدى حزب حال وقوع الحرب وبالتالي منع حصول الإرباك والفوضى في الجبهة الداخلية،تبنا بهذه الأحاديث نعزز حصول هذا الإرباك في جبهتنا الداخلية ولدى قوتنا العسكرية، لكن حتى هذه الشخصيات المنتقدة لهذه التغطية الإسرائيلية، لقدرات المقاومة،والمحذرة من آثارها النفسية، هي نفسها أي هذه الشخصيات تعود وتتحدث عن القدرات الهائلة لحزب الله، وعن قساوة المعركة القادمة معه وشراستها، واحتمالات نجاح حزب الله في السيطرة على مدينة الجبيل المحتلة، أو القرى والبلدات المحاذية لحدود اللبنانية من جهة الشمال، أي شمال الأرض المحتلة.
في هذا الوقت الذي يعاني منه العدو الصهيوني من انكسار نفس ومن اعتقاد بأن الأيام التي تنتظرهم ستكون صعبة جداً في ظل الانتصارات التي تحققها المقاومة في سوريا، ويحققها معها محور المقاومة في ساحات المواجهة والصراع في المنطقة...في هذا الوقت حل الجنرال السعودي المقرب من آل سعود ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية أنور عشقي، ضيفاً على المسؤولين الصهاينة، والذي كما تابع وشاهد أبناء الأمة، احتفى به الصهاينة وبزيارته، واعتبروها حدثاً تاريخياً، وتطوراً هائلاً سيترك بصماته وانعكاساته على إسرائيل والمنطقة لصالح تطلعات إسرائيل وأهدافها في المنطقة، وانطلاقاً من هذه الرؤية حظيت هذه الزيارة بتغطية إعلامية إسرائيلية لافتة، تغطية طالت أبعادها وانعكاساتها على المنطقة رصداً وتحليلاً بإسهاب وتركيز كبيرين، ليست من ناحية أنها، أي زيارة حدث يصب في مصلحة إسرائيل، يقتصد الصهاينة تضخيمه والغلاء فيه من أجل تسويق عملية التطبيع معه، وحسب بل ولأن الجهة المطبعة تحتل موقعاً مهماً في العالمين الإسلامي والعربي، وهذا ما أضفى وسيضفي على عملية التطبيع شأناً خاصاً وأهمية لا تقدر بالنسبة للصهاينة وحلفائهم، فبلد مثل السعودية لا يمكن مقارنته مع بلدان أخرى، مثل قطر والإمارات أو الأردن...وما إليها...فالسعودية بنظر الصهاينة تمثل مفتاح بوابة التطبيع العربي برمته مع العدو الصهيوني، لأنها تتمتع بثقل إسلامي كبير، نظراً لاحتضانها المقدسات الإسلامية، الكعبة المشرفة، والمدينة المنورة، مهد الرسول الأكرم (ص) والصحابة شهداء الإسلام، واللتان يفد إليهما سنوياً مئات الآلاف من المسلمين للحج والزيارة سنوياً وللتبرك بهذه المشارف المقدسة، فوجود هذه المقدسات منح آل سعود والجزيرة العربية ثقلاً واحتراماً خاصاً بين المسلمين، وكل ذلك جعل من نظرة المسلمين إلى سياسات آل سعود المخادعة والتضليلية والتي غالباً ما تسبع عليها صبغة إسلامية، نظرة احترام، بل البعض من هؤلاء المسلمين، وبسبب عملية التضليل التي يمارسها آل سعود، اعتبر السعودية قدوة،كما قلنا بسبب السمحة الشرعية التي يحاول آل سعود دائماً إسباغها على سياساتهم، من أجل المحافظة على هذا الاحترام وهذا الموقع الذي يتمتعون به...وهذا هو ممكن الخطورة، الذي أشار إليه قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله في حديثه يوم 29 تموز الماضي يوم الجمعة بمناسبة احتفال تجليل القائد في المقاومة إسماعيل زهري (ابوخليل) في بيروت. فسماحته قال " إن أخطر ما في التطبيع السعودي مع إسرائيل، هو التضليل الثقافي والفكري الذي سيرافق هذا المسار". وأضاف..."يجب على الجميع رفض وشجب التطبيع مع إسرائيل من أي طرف كان ". مشدداً سماحته على أن النظام يتصل ويطبع وبعدها يعترف وينسق مع إسرائيل والفتاوى بعد تجهز لذلك...
ما تقدم يفسر الفرح والسرور الصهيوني الكبيرين بزيارة عشقي ولقاءاته مع المسؤولين الصهاينة كما أشرنا في بداية السطور، لان التطبيع السعودي مع العدو يحقق للصهاينة أهدافاً في غاية الخطورة على مصالح الأمة الإسلامية، الشعب الفلسطيني على وجه التحديد، ومنها ما يلي:
أولاً: إن الهرولة السعودية نحو العدو تكسر الحواجز النفسية مع الأمة ودول المنطقة، سيما وان هذه الحواجز، التي مازالت تشكل سداً منيعاً أمام محاولات إندماج العدو في نسيج المنطقة، ازدادت تكلساً، بسبب ممارسات العدو الإجرامية بحق أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، من مثل القتل بدم بارد لشباب الانتفاضة، وحرق البيوت على ساكنيها وهدمها على رؤوس ساكنيها الفلسطينيين وجرف بساتينهم وقطع أشجار زيتونهم!!، فمنذ بدء الانتفاضة الثالثة مثل عدة أشهر قتل الصهاينة أكثر من مئتي شاب وشابة، فضلاً عن المئات من المعتقلين والسجناء، وإضافة إلى مئات من الجرحى والمصابين من أبناء الصفة الغربية. وعلاوة على الحصار الظالم الذي يفرضه العدو على غزة. واللافت أن النظام السعودي وإعلامه يتعامل مع كل هذه الممارسات الجائرة بحق الشعب الفلسطيني وكأنها غير موجودة، وكأن النظام الصهيوني حملاً وديعاً !! وان الضحايا هم الذين يرتكبون جرائم التمرد على النظام والقوانين الصهيونية !!
ثانياً: توظيف العدو الصهيوني للتطبيع السعودي في إطار حشد الدول العربية وحتى بعض الدول الإسلامية في المواجهة مع محور المقاومة بقيادة إيران وسوريا وعلى كل الأصعدة العسكرية والاقتصادية والسياسية...فالعدو ومعه أمريكا بعد أن نجحا من خلال السعودية تحشيد القطعان الوهابية من كل أنحاء العالم في مواجهة الأمة واستنزافها بمعارك داخلية منذ خمس سنوات ومازالت متواصلة، فهذا العدو يدرك تماماً ان التطبيع السعودي سيوفر له تحشيد الدول العربية والإسلامية ضد محور المقاومة نظماً للموقع الذي تمتع به السعودية والذي اشرنا إليه قبل قليل، بل المسؤولين السعوديين ابدوا استعدادهم في هذا الإطار، إذ كان من تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق وسفير السعودية في واشنطن سابقاً، وكذلك أنور عشقي أعلنا في كل لقاءاتهم مع المسؤولين الصهاينة العلنية والسرية، أنهم على استعداد، أي أن السعودية على استعداد لجلب كل العرب للتطبيع مع العدو واحتضان الكيان الصهيوني في الجسم العربي وفي جسم المنطقة بمجرد أن يوافق نتنياهو على ما يسمى بالمبادرة العربية ويقيم سلاماً ولو شكلياً مع الجانب الفلسطيني!! وفي هذه الزيارة قال عشقي " أن السعودية بحال أوفى بوعده (أي بإعلان تنبيه للمبادرة العربية) ستبادر لعملية تشجيع دول عربية للبدء بالتطبيع مع إسرائيل ". وأضاف عشقي قائلا...قريبا ستبدأ السعودية ببناء جسر يوصل بين آسيا وإفريقيا، وفي منطقة مضائق تيران سنبني منطقة تجارية حرة، وبحال تنبت (إسرائيل) مبادرة السلام العربية ستكون شريكة بالسوق الحرة، وهذه فرصة لها لتحقيق أرباح بالغة،كما سترون مسؤولين سعوديين بلقاءات علنية وستكون الرياض مفالة ". وعبر عشقي عسى ثقته بالإسرائيليين الذين يلتقيهم قائلاً إنهم "لا يكذبون رغم الاختلافات بوجهات النظر" على حد مزاعمه وادعاءاته!!
على خلفية هذه التصورات سارع المسؤولون الصهاينة، ومنذ بدء التوجه السعودي نحو إعلان العلاقات مع الكيان الصهيوني، سارعوا إلى توظيف موقع السعودية في إقامة ما أسموه التحالف الإسرائيلي مع الدول العربية " المعتدلة "وعلى رأسها السعودية لمواجهة إيران وحلفائها في محور المقاومة، ومنذ ذلك الوقت والمسؤولون الصهاينة ابتداءاً من نتنياهو والى اصغر معلق في الصحف الاسرائيلية يوجهون الدعوات تلد الدعوات لإقامة مثل هذا الحلف،الذي طوروا إطاره ليضعوه في إطار طائفي فأصبح الحلف الإسرائيلي مع الدول السنية وعلى رأسها السعودية. ضد "إيران وحلفائها الشيعة ".ذلك لان الصهاينة يدركون إنهم لا يمكنهم تحمل مثل هذه المواجهة مع محور المقاومة لوحدهم،وقد هُزموا في 2006 أمام حزب الله في جنوب لبنان، وهُزموا في 2009 أمام المقاومة الفلسطينية في غزة وأيضاً في الحرب التي تلتها عام 2012، وفي كل هذه الحروب تكبد فيها العدو خسائر عسكرية واقتصادية فادحة، لذلك يريد حشد كل طاقات وامكانات هذه الدول المطبعة العسكرية والاقتصادية واللوجستية في مواجهة إيران وبقية قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة،لان العدو يدرك أن النظام السعودي وحده القادر على تعبئة عدد كبير من شرائح الأمة وزجها في أتون حرب طائفية مع محور المقاومة، لامتلاكه المؤثرات في هذه الشرائح فكرياً وعقائدياً وإعلامياً ومالياً وما إلى ذلك اشرنا فيما سبق،وفي هذا السياق تقول وزير الخارجية السابقة والقيادية في " كتلة المعسكر الصهيوني " تسيفي ليفني، تقول في ندوة أقيمت مؤخراً في كفر سابا " إن دولاً معتدلة في المنطقة في المنطقة تسعى التحالف مع إسرائيل لمواجهة محور إيران - حزب الله". مضيفة أن هذه الدول "ترغب أولا في إجراءات إسرائيلية لحلحلة الصراع مع الفلسطينيين". وفي الحقيقة أن حديث الصهاينة وإعلامهم حول هذا الحلف المزعوم ليس مجرد أماني صهيونية يريد الصهاينة تحويلها إلى حقائق وحسب، وإنما السعوديون أيضاً هم متحمسون لها ولترجمتها على الأرض، فعشقي وتركي الفيصل أشارا أكثر من مرة إلى أن السعودية وإسرائيل تشتركان في المواقف من إيران ومحور المقاومة، وبإمكانهما تنسيق جهودهما في مواجهة هذا المحور!! وحتى هذه اللحظة يحاول العدو دفع المنطقة إلى حرب طائفية طاحنة بتجنيد النظام السعودي، سيما بعد ما أخفق قطعان السعودية التكفيرية في تحقيق أهداف العدو،في إثارة الحرب الطائفية لاستنزاف الأمة وفي تمزيق الأوطان الإسلامية إلى كانتونات متصارعة...
وثالثاً: تصفية القضية الفلسطينية، وصرف اهتمام الأمة بهذه القضية نحو قضايا ثانوية تضر بهذه الأمة لا تخدمها، مثل الصراع مع محور المقاومة على أسس طائفية ومذهبية..فهذه الهرولة السعودية هي التي دفعت نتنياهو إلى التعنت في موقفه من المبادرة السعودية للسلام أو ما يسمى بالمبادرة العربية، فلسان حاله يقول مادام هؤلاء هم المهرولون معنا، وما دمهم يحتاجوننا أكثر مما نحتاجهم فلماذا نقدم لهم التنازلات، لأنهم مجبرون بالنهاية على تلبية شروطنا،ولذلك نحن غير مستعجلين على تلبية دعواتهم وتوسلاتهم للقبول بهذه المبادرة إلا بعد إجراء تغييرات هائلة على محتواها...وما عزز هذه القناعة عند نتنياهو، هو هذه الهرولة رغم استخدامه لوسائل القيمة التعسفية كما أشرنا مع أبناء الشعب الفلسطيني، فقبان جرائمه بحق هذا الشعب كافأه آل سعود بهذه الهرولة للتطبيع وإقامة الأحلاف، لدرجة أن الذين كانوا يلومون نتنياهو من المسؤولين الصهاينة على سياسته الدموية من الفلسطينيين خوفاً من ارتداداتها السلبية عربياً، نراهم اليوم يسجلون هذه الهرولة السعودية انجازاً لسياسة نتنياهو، ويعتبرون أنهم كانوا على خطأ، لأن آل سعود كافأوا نتنياهو بإعلان التطبيع، على هذا الإجرام الذي يمارسه بحق الشعب الفلسطيني!وذلك من خلال الزيارات واللقاءات بين الطرفين والتي يعبر فيها الطرف السعودي عن الود والحمية مع الطرف الصهيوني إلى حد القرف والاشمئزاز في هذه المظاهر المذلة والمهينة للنظام السعودي، فالصهاينة أنفسهم تحدثوا نيابة عن السعوديين ولأكثر من مرة بأنهم لا يفكرون بالقضية الفلسطينية وإنها لا تشكل أولوية في برنامج اهتماماتهم، إنما مواجهة محور المقاومة هي تخطى بأولوية اهتماماتهم وتقض مضاجعهم...وفي هذا السياق تقول صحيفة " إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو أن " من ضمن ما يميز التطورات المهمة في العلاقات الخارجية لإسرائيل هو التناسق بين دفع المصالح الإسرائيلية وبين ما يحدث في العالم من حولنا، خاصة العوامل المشتركة بيننا وبين الدول العربية في مواجهة تهديدات إيران وداعش ومواقف الولايات المتحدة منها ". وأضافت الصحيفة قولها " الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني لم يعد الموضوع الرئيسي الذي يشغل اهتمام صناع السياسة في العالم العربي السني،لكن هؤلاء لا يمكنهم تجاهله، لذلك علينا ألا نتوقع إقامة علاقات دبلوماسية رسمية قريباً مع الرياض مثلاً..إسرائيل يمكنها استغلال الوضع الجديد في علاقاتها مع قسم من العرب لمحاولة دفع حلول مرحلية للمسألة الفلسطينية ". بمعنى حلول شكلية تبرر إعلان التطبيع السعودي مع إسرائيل ومن ثم إقامة تعاون رسمي معها في المجادلات المشار اليها.ماتقدم على لسان الصحيفة الصهيونية أكده أحد الأحزاب العربية في إسرائيل وهو حزب " الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ". بقوله " إن زيارة الوفد السعودي لا تهدف إلى تليين الرفض الإسرائيلي للمبادرة العربية للسلام، بل لإسباغ الشرعية عليها، وتقديم غطاء سياسي عربي لتفريغ المبادرة من مضمونها، واغتيال حل الدولتين،وتصفية حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ". وأضافت الجبهة في بيان لها أصدرته بمناسبة زيارة عشقي والوفد والمرافق له ..." إن الزيارة تهدف أيضاً إلى التطبيع التعاون بين إسرائيل والسعودية ضد إيران وسوريا وحركات المقاومة ".كذلك رأى الحزب الشيوعي في إسرائيل أن " انتقال التحالف بين إسرائيل والسعودية إلى المرحلة العلنية، يعكس المخاطر الجسيمة على حقوق الشعب الفلسطيني،ولاسيما في غمار هجمة الاستعمار وزعانفه على دول وشعوب المنطقة ". وذلك ما تؤكده تصريحات عشقي نفسه في تصريحاته في الأرض المحتلة حيث قال في مقابلة له مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أن " الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس مصدر الإرهاب، ولكنه يخلق أرضية خصبة لإعمال إرهابية في المنطقة ". على حد زعمه، وهنا لا يرى عشقي ومعه آل سعود لأنه يعبر عن مواقفهم، لا يرون أن قتل الفلسطينيين وحرقهم أحياء وتهديم بيوتهم إرهاباً، وإنما " حقاً يمارسه الصهاينة دفاعاً عن أنفسهم !! ". إنما الإرهاب هو ما تقوم به فصائل المقاومة الفلسطينية بحسب عشقي، بهذا المنطقة المقلوب اللامنطقي يتعامل آل سعود مع القضية الفلسطينية، أكثر من ذلك أن عشقي رسم الطريق للعدو للتخلص من " إرهاب الفصائل الفلسطينية المقاومة، بقبول المبادرة السعودية وحل الصراع وإنهائه وبذلك ينتهي هذا الإرهاب الفلسطيني إذ يقول للصهاينة في ذات المقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي " في حال حل الصراع، فإن الدول التي تستغل القضية الفلسطينية، واعني بذلك إيران، لن تكون قادرة على الاستفادة من ذلك".على حد قوله ومزاعمه. على أن الفلسطينيين بكل فصائلهم الإسلامية الوطنية يدركون مدى خطورة هذا التطبيع السعودي على مستقبل قضيتهم، وبالتالي أن هذا الوعي بحد ذاته يشكل حصانة ومانعاً لتحقيق الصهاينة وأشقائهم السعوديين أهدافهم في تصفية القضية الفلسطينية على أي حال، أن النظام السعودي ماضٍ في سياساته جر المنطقة إلى مزيد من الحروب، ومزيد من الاحتقان والتوتر وماضٍ في إقامة حلفه مع الكيان الصهيوني وبشكل علني دون وجل ودون الشعور بأي إحراج أمام الأمة، وفي الحقيقة أن هذا الحلف بدأ باكراً وبشكل سري في حرب اليمن، وبدأت الصحف الأمريكية تغشي وتتحدث عن الدور العسكري واللوجستي والاستشاري الهائل للكيان الصهيوني في العدوان على الشعب اليمني، وبدأ أنصارالله يتحدثون عن تساقط جنرالات العدو وخبراء في تعز والجوف وقاعدة خمسين مشيط في عسير، الواحد تلو الآخر بالأسماء والرتب، والقادم أعظم، فهؤلاء الجنرالات الذين هُزموا أمام المقاومة الإسلامية لحزب الله في جنوب لبنان وعجزوا عن حماية الصهاينة، هم اٌعجز عن مواجهة بواسل أنصارالله وحلفائهم الشجعان في اليمن.. واعجز عن حماية آل سعود، فآل سعود يمضون نحو المهلكة المحققة يعتقدون أن العدو سوف يحميهم، والعدو يرتجف مرعوب من المقاومة ومحورها، وقلق على وجوده باعتراف مسؤوليه، فما بالك بآل سعود الذي يؤكد الخبراء الأمريكيون والأوربيون أنهم يتجهون نحو الانتحار والدمار، ولذلك ليس أمام هذا النظام لإنقاذ نفسه من هذه الهاوية التي يمضي نحوها بسرعة، سوى طريق واحد أشار إليه قائد المقاومة السيد حسن نصرالله، وهو أن يدرب إلى رشده ويراجع حساباته ويعود إلى عقله.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق