ترويج سعودي غير مسبوق للقحطاني.. هل يعود إلى المشهد؟
التغيير
روّج مغردون وإعلاميون في المملكة بشكل مكثف للمستشار السابق في الديوان الملكي، سعود القحطاني، الذي أعفي من جميع مناصبه بعد اتهامه بالتورط في قضية اغتيال جمال خاشقجي في 2018.
وبعد عام ونصف على صدور قرار المحكمة بتبرئته من جريمة خاشقجي، برغم إدانته من قبل الولايات المتحدة، وفرض عقوبات عليه، نشر مغردين هاشتاغ "سعود القحطاني"، مروجين بشكل كبير لـ"رجل الدولة الوفي"، بحسب وصفهم.
وشارك في الحملة كل من الأمير عبد الرحمن بن مساعد، والكاتب محمد آل الشيخ، والمغرد منذر آل الشيخ مبارك، وإعلاميون آخرون باتوا يعرفون بأنهم الناطق غير الرسمي باسم الحكومة، بحسب معارضين.
ونشر ابن مساعد مقتطفات من قصيدة ألفها القحطاني بعد تبرئته، جاء فيها: "يبون كسر سعود وإلا انهزامه.. وأنا شبل قحطان شامخ كما الطود.. وأنا على حق وطريق استقامه.. وش ذنبي إلا أني عن بلادي أذود.. من لا كرب من شان داره حزامه.. ما هو من عداد الرياجيل معدود".
وفسر منذر آل الشيخ الحملة المروجة للقحطاني، بالقول: "ليلة وفاء اهتزت لها جنبات تويتر، وقد يستغرب الأخرين مقدار محبة معالي المستشار سعود القحطاني في قلوب الشعب في المملكة !! نقول له: تلك المحبة لم تأت من فراغ، بل نتيجة مواقف لا يمكن عدها، ولذلك ترى هذا الحب الجارف".
وبرأت النيابة العامة مستشار الديوان الملكي السابق سعود القحطاني، ونائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد عسيري، والقنصل في إسطنبول محمد العتيبي، من التهم الموجهة إليهم، لعدم كفاية الأدلة.
عمل بالخفاء
يجمع معارضون لآل سعود، بينهم سعد الفقيه، وعمر الزهراني، وآخرون، أن سعود القحطاني لم يتوقف لحظة عن العمل إلى جانب محمد بن سلمان.
وقال الفقيه والزهراني في فيديوهات سابقة إن القحطاني لا يزال يتحكم بملفات حساسة وهامة، وهو من يدير المشهد السياسي، لا سيما الداخلي.
وقال الزهراني إن "القحطاني، وبالإضافة إلى مسؤوليته المباشرة عن اغتيال خاشقجي، تورط في تعذيب المعتقلات، وهو من يقود هاشتاغات إباحية في تويتر، بهدف إحداث خلل في المجتمع ".
وأكدت لينا الهذلول، شقيقة الناشطة لجين، إن القحطاني قام شخصيا بتهديد شقيقتها بالاغتصاب، وأشرف على تعذيبها خلال فترة اعتقالها السابقة.
وفي شباط/ فبراير 2019، نقلت صحيفة "التايمز" الأمريكية عن مصادر، قولها إن القحطاني، وبرغم قرار إقالته المعلن، إلا أنه واصل عمله كمستشار لمحمد بن سلمان، وإنه لا يزال على صلة بالفريق الذي أقامه في الديوان الملكي لمراقبة الاتصالات والأمن الإلكتروني.
في شباط/ فبراير الماضي، كشف موقع إنتلجنس أونلاين" الفرنسي، المختص في شؤون الاستخبارات، عن محاولات القحطاني العودة إلى دائرة الحكم.
وقال الموقع إنه "في أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، أحبطت مجموعة من المسؤولين محاولة سعود القحطاني العودة إلى دائرة الحكم في المملكة ".
وأضافت: "يشعر البعض في قصر اليمامة الملكي بأن سعود القحطاني مُضر لنظام آل سعود؛ لذلك حركوا قضية قرصنة جيف بيزوس؛ لتشويه سمعة المسؤول الملوثة أصلا، رغم أن الاتهامات بهذا الخصوص لا تزال غير مؤكدة». وأشار الموقع إلى أن القحطاني حاول التقدم إلى الأمام، واضعا نفسه بمثابة مدافع عن ثقافة المملكة وقبائلها.
وقال المعارض عمر الزهراني، إن إحدى محاولات القحطاني للظهور كانت عبر إعادة رئيس الاستخبارات العامة السابقة، الأمير بندر بن سلطان، إلى الواجهة.
ومن المعروف أن القحطاني يملك علاقة وثيقة بابن سلطان، وهو ما يفسره القحطاني بإنشاء حساب في "تويتر" للأمير البالغ من العمر 72 سنة، واستضافته في قناة "إم بي سي"، لمهاجمة القضية الفلسطينية.
وكان حسابا "مجتهد" و"العهد الجديد" الشهيران، قالا في عدة تغريدات إن القحطاني عاد إلى مكتبه في الديوان الملكي بعد انقطاع، ولا يزال متمسكا بإدارة عدة ملفات حساسة، كما أنه يملك نفوذا على قطاعات الأمن، والقضاء، والإعلام.
كما إن نشر المستشار الآخر في الديوان الملكي، تركي آل الشيخ، القصيدة التي كتبها القحطاني بمناسبة تبرئته من قبل القضاء في المملكة له دلالة على احتمالية عودة القحطاني غلى الواجهة مجدداً وهو الذي بدأ عمله في الديوان الملكي في عهد الملك عبد الله، قبل أن يصعد بخطوات متسارعة بعد قدوم محمد بن سلمان إلى ولاية العهد، كان حتى جريمة خاشقجي يصدر أوامر تنفيذية هامة، بعضها يقوم بها نيابة عن ابن سلمان نفسه كما أن أي حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشارك فيها مغردون معروفون بقربهم من الحكومة، يكون القحطاني خلفها، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يدير الصحف المحلية عبر إعطائه توجيهات مباشرة لرؤساء تحريرها.
ارسال التعليق