حرب اليمن أرادتها الرياض لأسابيع فتحولت إلى سنين عجاف
بقلم: عرار الشرعتشهد الأزمة اليمنية منذ أسابيع تحركات لافتة ولأول مرة منذ شهور يسود الحديث عن الدبلوماسية وسبل الخروج من الحرب المستعرة بأقل الخسائر، حرب أريد منها ما لم يتحقق، فبات المنتصر في هذا الصراع مهما أنجز مهزوما.
حرب على دولة على وشك أن تصبح دولتين، وكيان ضعيف خرج من الصراع أكثر قوة، ومليارات صرفت رصاصا وصواريخ ووقودا لحرب اختارها السعوديون، وتورط فيها الإماراتيون، وخاضها الحوثيون، وذاق مرها اليمنيون.
فهل يحق للحوثيين اليوم تذوق حلاو نصر لم يتوقعه أحد؟ وهل هي نهاية حرب أرادتها الرياض لأسابيع فتحولت إلى سنين عجاف؟ وهل سيدفن اليمن آخر المغامرات السعودية في الجارة الشقيقة؟ وهل سيعود اليمن مقسما كما كان ليكرس واقعا فرضه المستعمر وقَبِله الشماليون والجنوبيون على مضض فاستحال حقيقة؟
أسئلة تبدو مشروعة في هذا التوقيت الذي تتعدد فيه السيناريوهات، وتكثر الافتراضات، وكل الأطراف تلمح ولا تصرح.
ورغم أحاديث الهدنة، والجنوح إلى الحوار، فإن لغة التحدي ما تزال ماثلة، أرض تملؤها الدماء وسماء تملؤها الطائرات المسيرة وشعب ينتظر الفرج.اليمن كان ولا يزال في قلب معادلة صراع دولي، وإقليمي يبحث عن حل غائب، ويستثمر في الصراعات في كل الاتجاهات ليتغذى وينمو على حساب سيادات الدول وحقوق الشعوب.
ما الذي تريده السعودية من اليمن في نهاية المطاف، هل آن وقت قطف ما تعتبره ثمرة الحرب الممتدة لسنوات، وهل أدركت الإمارات ما غاب عن الرياض، فألقت بحمولها واستراحت.
الجنوب كان هم أبو ظبي الأول، تدخلت عسكريا، وخسرت معنويا فتحولت إلى دعم كل الأطراف ضد كل الأطراف، نزاع قرب اليمن أكثر من ماضيه، دولتان شمالية وجنوبية، ستكون إن وضع السلاح أمام دمار شامل، وكيان ممزق، وبقايا دولة تلملم جراحها وتحاول تناسي سنوات المأساة التي فرضت على أبنائها، وفتحت الأبواب للغرباء والمتطرفين والحاقدين لنفث سمومهم في يمن كان يوما سعيدا..
ارسال التعليق