تداول ناشطون مقاطع فيديو أثارت جدلا واسعا في المملكة، لفتيات وهن يرقصن بشكل "مثير للغاية" في مهرجان "ميدل بيست" للموسيقى المقام ضمن فعاليات موسم الرياض الترفيهية.

وانتقد مغردون ما تم الكشف عنه داخل المهرجان الفني من أفعال خارجة عن تعاليم الدين الإسلامي، والتي لا تتوافق مع طبيعة المملكة، التي تضم الحرمين الشريفين.

كما انتقدوا مخالفة المهرجان، الذي قالت المملكة إنه الأكبر في الشرق الأوسط، للعادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمعات العربية، عبر ظهور فتيات وهن يرقصن بشكل "مثير"، وبملابس "شبه عارية".

وأظهرت مقاطع الفيديو، التي جرى تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل، فتاة ترقص بشكل إباحي، وأخرى ترقص بشكل مثير، وسط مجموعة من الشبان.

وأظهر فيديو آخر، تحرش شاب بفتاة وسط الحفل الذي شهدته الرياض، الجمعة الماضي، والذي كشف التصاق الشاب بشكل متعمد بالفتاة التي كانت تتمايل وسط مجموعة من الشبان.

وتسببت هذا المقاطع في غضب واسع بين الناشطين، ليدشنوا وسما بعنوان "تحرش ميدل بيست"، تصدر قائمة الأكثر تفاعلا في المملكة، وسط انتقادات واسعة، لهيئة الترفيه، ورئيسها "تركي آل الشيخ".

وقال الناشطون إنه لم يسبق أن ظهر "السلوك الخليع"، بهذا الوضوح، كما حصل في فعاليات "موسم الرياض"، الذي انطلق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويتضمن فعاليات فنية وترفيهية وثقافية.

وكان "آل الشيخ"، جدد السبت، تأكيده أن فعاليات الترفيه التي تواجه انتقادات مجتمعية، تأتي بتوجيه من ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان".

ونشر المستشار بالديوان الملكي، مقتطفات من لقاء قادم له في برنامج "ليالي الكويت"، يقول فيها: "اللي غير هو محمد بن سلمان وليس تركي آل الشيخ (...) وأنا وكل مسؤول بالمملكة نعمل بدعم من الله أولا ثم من قيادتنا الرشيدة الملك سلمان وولي عهده".

وأضاف: "فعاليات الترفيه تعود بمكتسبات سياسية، واقتصادية، ونفسية، كما توفر وظائف للمواطنين".

لكن "آل الشيخ" ألمح إلى إقراره بحدوث تجاوزات في فعاليات "موسم الرياض"، قائلا إن "المفروض أن تظهر الفعاليات بصورة غير مستفزة، ولا يوجد فيها استرخاص".

ومع صعود محمد بن سلمان، بدأت المملكة في طريقها لكسر التقاليد، مثل السماح للمرأة السعودية بدخول الملاعب وقيادة السيارة والدراجة النارية، فضلا عن ظهور الرقص والاختلاط والمشاهد الغريبة على المجتمع السعودي.

وأرجع ناشطون ظهور هذه المشاهد بالمملكة بصورة مفاجئة وانتشارها الواسع إلى غياب الرقابة وتقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مقابل توسيع صلاحيات وأنشطة هيئة الترفيه التي يرأسها "آل الشيخ".

وشنت السلطات الأمنية في المملكة، حملة اعتقالات طالت عددا من الشخصيات الاجتماعية، خلال الأشهر الماضية، على خلفية انتقادات وجهوها للهيئة خلال موسم الرياض الترفيهي.