لوموند: هل يؤدي التقارب الإسرائيلي السعودي إلى اتفاق تطبيع
التغيير
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن تقرب المملكة من إسرائيل، مع احتمال تطبيع العلاقات بين الطرفين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "التغيير"، إنّ القرار الذي اتخذته كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل يعد نصرا سياسيا لطالما تطلع له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه قد لا يعني شيئا أمام إمكانية اعتراف المملكة ، مركز ثقل الخليج وزعيمة العالم السني، بإسرائيل.
وأضافت أنه "لا بد أن هذه الفرضية مطروحة الآن، فحقيقة أن أرخبيل البحرين الصغير قد اختار أن يسير على خطى الإمارات العربية المتحدة تشير إلى أن الرياض لا تعارض الديناميكية الدبلوماسية المستمرة، وقد تنضم إليها يوما ما. تساءلت: "ألا يمكن أن نتوقع هذه الخطوة من محمد بن سلمان الذي منح المرأة حق القيادة؟".
ونقلت الصحيفة رأي حسين إبيش، المحلل بمعهد دول الخليج العربية بواشنطن، الذي يرى أنّ "البحرين لم تكن لتتخذ مثل هذه الخطوة لولا تلقيها الضوء الأخضر من المملكة، متوقعا أن يكون محمد بن سلمان على استعداد لاتخاذ القرار ذاته في المستقبل، وذلك اعتمادا على تطور الأمور في الإمارات والبحرين.
المبادرة العربية
وحسب القيادة في المملكة ، لن يحدث التطبيع في المستقبل القريب، و في 19 أغسطس / آب، كرر وزير الخارجية فيصل بن فرحان موقف المملكة غير الواضح حتى الآن، ألا وهو رفض التطبيع مع إسرائيل إلى حين إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس تطبيقا لنظرية "الأخذ والعطاء" التاريخية، التي جاء بها الملك عبد الله عام 2002، والتي تبنتها جامعة الدول العربية في العام ذاته تحت اسم "مبادرة السلام العربية".
تعليقا على مبادرة الإمارات، اعتبر وزير الخارجية أن "كل الجهود التي تعرقل سير ضم الأراضي الفلسطينية تعد إيجابية"، خارقا بذلك الصمت المطبق الذي التزمت به الرياض، فالمملكة لا تعارض قيام جيرانها بقلب بنود معادلة 2002، ما يثير استياء القيادة الفلسطينية التي تعتبر أنها تعرضت للخيانة.
وتحت ضغط كبير من دونالد ترامب، سمحت المملكة بالسماح للطائرات الإسرائيلية المتجهة إلى الإمارات للتحليق فوق فضائها الجوي.
لكن في الوقت الحالي، تتردد المملكة في الاعتراف بإسرائيل؛ إذ إنها لا تتمتع بحرية المناورة التي تقوم بها دول الخليج الصغيرة.
واستشهدت الصحيفة برأي عزيز الغشيان، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسكس بالمملكة المتحدة، الذي قال إنّ "النسيج الاجتماعي والسياسي في المملكة يختلف اختلافا كبيرا عن النسيج الإماراتي والبحريني. فالمملكة لا تستطيع الاعتراف بإسرائيل بسرعة، ولا يمكن أن تسمح لنفسها بأن تُعتبر تابعة".
وبيّنت الصحيفة أن الإشارات المرسلة إلى إسرائيل تعددت في السنوات الأخيرة. ولم تذهب الرياض إلى حد الترحيب بوفد رياضي إسرائيلي على أراضيها كما فعل جيرانها، ولا سيما عُمان، التي استقبلت بنيامين نتنياهو في عام 2018. لكن عزّزت الدولة مبادراتها، ما يعكس تغير العقليات، لا سيما في مجال الحوار بين الأديان.
في 13 أيلول / سبتمبر، نشرت صحيفة "عرب نيوز" وهي واجهة المملكة الجديدة التي يروج لها محمد بن سلمان، تحقيقا عن يهود لبنان.
وحسب عديد المراقبين، نفترض خطة التنمية الاقتصادية كما يراها ابن سلمان في 2030 رؤية مشاركة إسرائيلية. وقد لمح بن سلمان لذلك من خلال تحديد موقع مدينة "نيوم" في الركن الشمالي الغربي من البلاد، مقابل منتجع إيلات الإسرائيلي. قرار غير شعبي
وذكرت الصحيفة أن الأكاديمي عزيز الغشيان يحث على عدم المبالغة في تفسير تصريحات ابن سلمان، الصادرة في نيسان/ أبريل 2018، في مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، حيث اعترف "بحق الإسرائيليين في امتلاك أرضهم". وقال الباحث: "إن قبول القيادة في المملكة بإسرائيل ليس بالشيء الحديث، فقد سمعنا بها منذ الثمانينيات من خلال خطة الأمير فهد، التي اعترفت ضمنيا بهذا البلد".
في الختام، تساءلت الصحيفة عما إذا كان "محمد بن سلمان" سيجعل التطبيع أولوية في حال تقلد السلطة، ومن التالي بعد الإمارات والبحرين؟ تبقى سلطنة عمان، المرشح الأخطر للفوز بلقب خامس دولة عربية تعترف بإسرائيل، التي رحبت بحرارة بقرار الأرخبيل الصغير، مقابل غياب أي رد فعل للمملكة حول الموضوع.
ارسال التعليق