مصدر: توتر في الديوان الملكي والملك سلمان يستشعر بـ”انقلاب داخلي”
التغيير
كشف مسؤول النقاب عن حالة توتر وغليان تسود الديوان الملكي إزاء الخلافات المتصاعدة بين الملك سلمان ونجله محمد حيال قضية التطبيع مع إسرائيل.
وقال المسؤول الرفيع أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الليلة الماضية، حول حديثه عن تأييد الملك سلمان ونجله للتطبيع مع إسرائيل، دفع الملك سلمان للغضب، واستدعاء ابنه محمد للاستيضاح حول تصريحات الرئيس الأمريكي في أجواء توتر.
وأضاف المسؤول – الذى تتحفظ “التغيير” على هويته – أن الملك سلمان بدأ يشعر بانقلاب داخلي من نجله “الطائش” الذي يحاول إعطاء مواقف رسمية للرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التطبيع.
وأكد أن حالة من الغضب والمشاداة وأجواء توتر سادت مكان إقامة الملك سلمان، وهو ما دفعه لإصدار بيان في ساعة متأخرة بعد منتصف الليلة للتأكيد على موقف المملكة.
وأعلن مجلس الوزراء أن المملكة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتدعم كل الجهود الرامية إلى التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
جاء ذلك في جلسة عقدها المجلس عبر الاتصال المرئي برئاسة الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس).
وقال وزير الإعلام المكلف “ماجد القصبي”، في بيان، إن مجلس الوزراء استعرض خلال جلسة له “مجمل الموضوعات حول تطورات الأحداث ومستجداتها في المنطقة والعالم، ومن ذلك ما تطرقت إليه أعمال الدورة الـ154 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية من الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية في الوطن العربي”.
وأشار إلى “ما أكدته المملكة من اهتمام وحرص على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وعدم قبولها بأي مساس يهدد استقرار المنطقة، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني”.
وشدد على دعم المملكة للجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ووقع اتفاقي التطبيع مع إسرائيل بالبيت الأبيض، الثلاثاء، عن الإمارات وزير خارجيتها “عبدالله بن زايد” وعن البحرين وزير خارجيتها “عبداللطيف بن راشد الزياني”، وعن إسرائيل رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو”.
وحضر مراسم التوقيع وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” و”جاريد كوشنر” مستشار الرئيس الأمريكي وأكثر من 1000 شخصية أمريكية ودولية وعربية وجه لهم البيت الأبيض دعوات باسم الرئيس دونالد ترامب.
وبهاتين الاتفاقيتين تصبح الإمارات والبحرين ثالث ورابع دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، بعد مصر في 1979 والأردن في 1994.
ويشهد الديوان الملكي، منذ أيام خلافات حادة بين الملك سلمان و ابنه محمد، في ظل الضغوطات الأمريكية المتزايدة على المملكة لدفعها نحو توقيع اتفاق تطبيع جديد مع إسرائيل.
وبينما تشهد المنطقة العربية، دورا أمريكيا في دفع دول عربية كالإمارات ثم البحرين للتطبيع مع إسرائيل، تتطلع الإدارة الأمريكية لـ”مفاجئة” من الدولة التي تمثل “العالم الإسلامي”.
وكشف مصدر أمريكي الذي يشغل باحثا في أحد معاهد الدراسات أن صهر الرئيس ترامب جاويد كوشنر، بحث مع محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة للملكة، الأسبوع الماضي، التطبيع مع إسرائيل.
لكن بن سلمان أبلغ الضيف الأمريكي، أن الملك سلمان هو من يتحفظ على ملف التطبيع.
وقال المصدر الأمريكي لـ”التغيير” إن الملك سلمان يحاول السير على درب أسلافه من ملوك آل سعود بتمسكه بمبادرة “السلام العربية” بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وأضاف أن هذا الأمر دفع بن سلمان “الابن الطائش” للمشاداة الكلامية والحادة مع الأب الملك نحو إتمام اتفاق على غرار الإمارات.
واستدرك أن بن سلمان يرى باتفاق التطبيع المرتقب مع إسرائيل، تعزيزا للنشاطات الاقتصادية والاستخباراتية ضد إيران عدا عن “رسم صورة لحاكم جديد في المملكة”.
وكشف الباحث الأمريكي أن كوشنر الذى خرج من الرياض “دون جواب رسمي” دفع الرئيس دونالد ترامب للاتصال بعد أيام هاتفيا مع الملك سلمان لحثه نحو اتفاق التطبيع مع إسرائيل.
واستطرد أن الملك سلمان أبلغ ترامب تمسكه بمبادرة “السلام العربية”، وهو أمر أثار غضب ترامب الذي لجأ لمضايقة الملك بـ”الأزمة الخليجية”.
وخلص المصدر الأمريكي أن الخلافات تشهد أوجها في القصر الملكي فـ”الأب يدفع نحو المصالحة مع قطر هروبا من التطبيع، وأما الابن يفضل خيار التطبيع على المصالحة مع قطر”.
ارسال التعليق