مضاوي الرشيد حول كتاب “الابن الملك”: هذه الأسباب دفعتني لكتابته
التغيير
استعرضت الأكاديمية والكاتبة المعارضة مضاوي الرشيد كتابها “الابن الملك” عددًا من المحفزات التي دفعتها لكتابته الذي يركز حول مفاهيم الإصلاح والقمع في ظل حكم الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه محمد.
وأضافت الرشيد خلال جلسة نقاشية حول كتاب “الملك الابن” التي نظمها “ديوان لندن” عبر “تويتر” بضيافة الناشط يحيى عسيري، أن من أحد التهم الموجهة لبعض المعتقلين السياسيين تواجد كتابها ومنشوراتها في حوزتهم وقررت الابتعاد عن التواصل مع الداخل وقررت رصد ظاهرة الهجرة القسرية للناشطين بالخارج.
يذكر أن يقدّم الكتاب تقييما نقديا للسرديات الاستشراقية عن المجتمع التيّ تسيطر على التقارير الصحافيّة، والتي تتناول البلاد على أساس أنّها “محافظة اجتماعيًا، ومتطرّفة دينيًا، وكسولة اقتصاديًا، وتعتمد على نظام الرعاية الاجتماعيّة.
وقالت إنه بعد 2017 كنا نسمع عن مشاريع تنموية رهيبة وكان كل هذا يصدر من الهالة الإعلامية والصحفية في المملكة لكني رصدت ظواهر اخرى مثل هروب البنات واللجوء السياسي.
ونوهت الرشيد إلى أن رصد الشتات والشباب في المهجر هو رصد لحالة جديدة في دولة كبيرة وغنية لم تستطع أن تستوعب الشباب بحرية أكبر ومشاركة سياسية.
وأكدت الرشيد أن محمد بن سلمان أرعب الشعب بأن ثمن التغيير الديمقراطي كبير وأنهم من سيدفع الثمن.
وفي حديثها مع عسيري، قالت إن المهجر والشتات مصدر للمعلومة وأهم إنجاز هو إيضاح الفجوة في السردية الخاصة بالمملكة ، وأن العامل الثابت للمعارضين ولاؤهم لأوطانهم ورغبتهم بالتغيير.
ولفتت إلى أن كتابها محاولة لفهم توتر مركزي يشوب المجتمع منذ بروز الملك سلمان وابنه، الأمير محمد، وأكدت أن هناك شريحة تبنت واستفادت من مشاريع ابن سلمان لكن رؤيته تستثني شرائح اجتماعية كبيرة من المجتمع.
وأكدت أنه منذ العام 2017 بدأ الملك ونجله محمد بإجراء إصلاحات اجتماعيّة مثل السماح للنساء بقيادة السيارات، وإلغاء بعض جوانب نظام الولاية، وزيادة توظيف النساء، واتخاذ خطوات باتجاه المزيد من التحرر الاجتماعي، وقد وعد الاثنان بإعادة المملكة إلى الإسلام المعتدل النقي عبر تحجيم سلطات رجال الدين والشرطة.
وأضافت: “كنت أرصد ظواهر غريبة منها حملة إعلامية تصور لنا أننا دخلنا عصر الدولة الرابعة أو السلمانية، فهذه التطورات شدتني لأنها شملت تناقضات كثيرة”.
وذكرت الكاتبة المعارضة أن هناك تفصيل لدور الدعوة الوهابية في تأسيس الدولة وكيف انقلبت عليها بعد ذلك وأصبحت تهدد الدولة وترفضها.
كما يستعرض الكتاب أيدولوجية الدولة والوضع الحالي في القرن العشرين وخصوصًا توحيد المملكة والقوى التي ساعدت مؤسس المملكة على إنشائها.
وفندت الكاتبة رواية أن المملكة لم تكن تحت احتلال أجنبي، في حين أن المملكة كانت تحت الهيمنة البريطانية وساعدت لندن الملك ابن سعود في تقوية نفوذه.
وأشارت إلى أنه في كل فترة ملك جديدن تصوّر الهالة الإعلامية عصره على أنه مختلف مثل الملك عبد الله وتصويره أنه ملك الإنسانية وسلمان الحزم، لكن لم يتوقع أحد أن يبرز محمد بن سلمان بتلك السرعة ويملك من المناصب ما لا يمكن إحصاؤها “.
وقالت: “منذ بروز بن سلمان، بدأتُ أتّبع تقييما نقديّا للتغيير الثوري المفروض من القمّة إلى القاعدة، فيما كنت أوثّق ارتفاع عدد الشبّان طالبي اللجوء في الخارج، والعدّد الصادم للمعتقلين داخل المملكة.
وأضافت أن معظم المعتقلين هم من أصحاب المهن الحرّة، والكتّاب، والنسويين، والناشطين الدينيين، والليبراليين. وكانت هذه المجموعة من السجناء المنتمين لقطاعات واسعة في المملكة قد لفتت انتباهي إلى ازدواجيّة الإصلاح والقمع.
وقالت الرشيد إن محمد بن سلمان حاول إقناع العالم أنه محتاج للخارج من أجل تحقيق رؤية 2030″، لافتةً إلى أن محمد بن نايف لم يكن سوى نسخة قديمة من محمد بن سلمان “.
وقالت الكاتبة إن بعض أنواع القومية الشعبية قد تصبح فاشية وتبدأ مع وجود مشاكل داخلية واحتقان مجتمعي وسياسي واقتصادي”.
وأشارت الكاتبة الرشيد إلى أن الأمير كان يريد أن تتجاوز المملكة الاعتماد على النفط عبر التحّول إلى رجال أعمال. كما أنّه وفّر فرصا كثيرة لـ “السيرك” كجزء من ثقافة جماهيريّة جديدة. وهو يجسّد توّقع جوفينال بأنه “أمّا وأنّه ليس هناك من يشتري أصواتنا الانتخابيّة، فإن الجماهير تخلّت منذ زمن طويل عن الاكتراث. الناس الذين أعطوا الأوامر ذات يوم، والقيادة والجيوش وكلّ شيء آخر، توقّفوا الآن عن التدخّل وهم يتوقون بلهفة لشيئين فقط-الخبز والسيرك”.
ارسال التعليق