التغيير

قال معهد إسرائيلي إن محمد بن سلمان قليل الخبرة في السياسة الدولية، وأن سياساته أغرقت المملكة في الوحل الداخليّ والإقليميّ.

جاء ذلك خلال مجموعة دراساتٍ إستراتيجيّة قدمها معهد دراسات الأمن القوميّ التابِع لجامعة “تل أبيب” إلى الرئيس الإسرائيليّ الجديد يتسحاق هرتسوغ، تناول فيها أهّم التحدّيات التي تُواجِه إسرائيل وأرفق معها توصيات لصُنّاع القرار في تل أبيب.

وشدّدّ معهد دراسات الأمن القوميّ على أنّ إيران ما زالت تحتّل المرتبة الأولى في قائمة التهديدات المُحدّقة بإسرائيل.

وبطبيعة الحال، عاد المركز ليؤكِّد مرّة أخرى أنّ حزب الله اللبنانيّ، الذي اعتبره “جريرةً” لإيران، ما زال يُشكِّل خطرًا إستراتيجيًا على الكيان.

وتناول المعهد الإسرائيلي دور المملكة، وقال الباحِث يوئيل غوجانسكي إنّ المملكة تعود إلى تبنّي العناصر التي ميزت سياستها الخارجية قبل تولّي محمد بن سلمان منصبه.

وأضاف: المصاعب التي واجهها محمد بن سلمان على الساحتين الداخلية والإقليمية دفعت كثيرين في إسرائيل وفي الغرب إلى التخفيف من حماستهم إزاء ملك المستقبل

وتركيز اهتمامهم على الحاكم الأكثر خبرة في الإمارات محمد بن زايد.

وشدّدّ الباحِث الإسرائيليّ على أنّ دخول الرئيس الأمريكيّ الجديد إلى البيت الأبيض، والذي يجري مفاوضات مع إيران وينتقد المملكة بشدّةٍ

دفع إلى تغيير مرحّب فيه في الإستراتيجيّة (من وجهة نظر محلية في المملكة) ومقاربة ديناميكيّة وبداية حملة دبلوماسية لم نشهد مثلها من قبل.

ولفت إلى أنّ بن سلمان كعادته يُطلِق النار في كلّ الاتجاهات، لكن هذه المرّة ليس من البندقية بل يستخدم قدراته الاقتصادية الضخمة في الشرق الأوسط

ومكانته كخادم للأماكن المقدسة الإسلامية ليُعيد المملكة إلى مكانها الطبيعي ويكون أكثر استعدادًا لانتقال العرش إليه من والده.

وشدّدّ الباحِث الإسرائيليّ على أنّ ضعف المملكة في مواجهة إيران والتساؤلات المتزايدة بشأن الاستعداد الأمريكيّ للوقوف إلى جانب المملكة هما اللذان يفرضان الإستراتيجيّة الحالية  للمملكة أكثر من أيّ شيءٍ آخر.

وقال غوجانسكي إنّه “ثمة شكٍّ كبيرٍ في نجاح المملكة في إزالة تهديداتٍ مركزيّةٍ تُواجِهها وتحسين مكانتها في الداخل والخارج من دون أن تبدو متساهلة”.

بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضح الباحِث الإسرائيليّ أنّ خطوات بن سلمان لا تتطابق كلّها مع المصلحة الإسرائيليّة.

وعلى نحوٍ خاصٍّ عندما يكون المقصود التوصل إلى تفاهمات مع إيران، ومن بين التداعيات هناك المسّ بالجبهة الإقليمية في مواجهة إيران، والتي طوّرتها إسرائيل وتشكل المملكة لبنةً أساسيّةً فيها.