نيويورك تايمز: مدينون لخاشقجي.. وبن سلمان يقف عاريا كطاغية
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” افتتاحية في ذكرى مقتل الصحافي جمال خاشقجي قالت فيها إن “خاشقجي لا يزال مدينا لنا بالعدالة” وقال إن الطريقة الوحشية التي قتل كشفت وعرت حاكم السعودية باعتباره عدوا للإعلام الحر ويجب ألا يتوقف إرث الصحافي بمقتله.
وقالت “مضى عام منذ دخول الصحافي جمال خاشقجي المساهم في صحيفة واشنطن بوست والذي كان مقيما في فيرجينا القنصلية السعودية في اسطنبول لتأمين أوراق تتعلق بزواجه القريب ليتم قتله وتقطيعه إلى أشلاء، وتم تسجيل كل هذا بتفاصيل مثيرة للغثيان من خلال أجهزة تسجيل زرعتها المخابرات التركية”. وأضافت “مع أن الأدلة قوية وأنه قتل على الأقل بأمر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية من أجل إسكات ناقد حاد، إلا إن الأمير لا يزال يحظى بنعم الرئيس ترامب”. وتضيف إن “جثة جمال المقطعة نقلت من القنصلية في أكياس ولم يتم العثور عليها منذئذ. وظلت محاكمة 11 متهما في السعودية بجريمة قتله بطيئة وسرية وبدون مصداقية. ولم تتم إدانة سعود القحطاني، مستشار الأمير والمتهم بهندسة الجريمة واختفى”. وتقول إن الأمير قرر أخيرا “تحمل المسؤولية” في مقابلة مع شبكة أنباء “سي بي أس”، ولكن كما يقول “الدولار يقف هنا” (في لعبة القمار) علامة على تحلله من المسؤولية أو معرفته المقدمة بالجريمة.
ترامب تجاهل تقييمات “سي آي إيه” بشأن تورط الأمير وكذا تقرير الأمم المتحدة والمحققين الأتراك والكونغرس من أجل الحفاظ على وهم “صداقة” الأمير وصفقات الأسلحةومواجهة إيران وتأمين النفط.
وتعلق الصحيفة إن الرئيس ترامب تجاهل تقييمات “سي آي إيه” بشأن تورط الأمير وكذا تقرير الأمم المتحدة والمحققين الأتراك والكونغرس الأمريكي من أجل الحفاظ على وهم “صداقة” الأمير وصفقات الأسلحة المهمة ومواجهة إيران وتأمين النفط وتمرير صفقة السلام في الشرق الأوسط التي يواصل زوج ابنته جارد كوشنر وعوده بالكشف عنها. وعند مقابلته الأمير في قمة العشرين التي انعقدت بأوساكا، ألمانيا كان ترامب متحمسا وسخيا في ثنائه على الأمير “إنه لشرف عظيم لي أن أكون مع ولي عهد السعودية، صديقي، الرجل الذي قام بعمل الكثير خلال السنوات الخمس الماضية فيما يتعلق بفتح السعودية” وقال مخاطبا الأمير “لقد قمت في الحقيقة بعمل باهر”، صحيح أن الأمير قام ببعض الأعمال على الساحة الإجتماعية، السماح للمرأة بقيادة السيارة ومعاملة متساوية لها في أماكن العمل والسفر بدون إذن من وليها، وهي تغيرات مهمة وتشهد عن النظام القمعي الذي كان في المملكة ولا يزال. فبعض النساء اللاتي كافحن للحصول على هذه الحقوق في السجن ينتظرن المحاكمة. وتعلق الصحيفة إن “الإنكار المخجل لتورطه في وفاة خاشقجي وتبرئة ترامب قاسي القلب للأمير هي ما تجعل من ذكرى وفاته الأولى حزينة. وفي نفس الوقت فقد جعلت هذه الأكاذيب، خاشقجي إدانة قوية وملزمة للانتهاك الذي تقوم به السلطة المستبدة، وأصبح نقطة التعبئة للدفاع عن حرية الصحافة”.
وقالت إن الذكرى الأولى لوفاة خاشقجي تم إحياؤها من خلال تدفق كم من المنشورات التذكارية على منصات التواصل الإجتماعي والتجمعات أمام البعثات الدبلوماسية السعودية حول العالم وطفح من المقالات والتصريحات العامة للقادة السياسية. فلو اعتقد ولي العهد الذي احتفل بعيد ميلاده الـ34 أنه سيسكت ناقدا له فقد أساء التقدير. فالغضب العالمي قوض صورة الرجل المصلح التي حاول تقديمها للعالم وبعناية، وأخفى الدعم للمملكة من الحزبين في الكونغرس حيث أثار قصفه الوحشي لليمن عدة أسئلة بين المشرعين. وكما قالت نانسي بيلوسي، المتحدثة باسم مجلس النواب في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العام “لا أرى أن من مسؤوليتنا حماية والدفاع عن السعودية”. وترى الصحيفة أن ترامب الذي يدافع عن نفسه من خطوات محاكمته أن يغير موقفه. فقد مضى الوقت على هذه الإدارة لكي تعمل شيئا كان يجب أن تعمله عندما تم خنق مقيم أمريكي للموت وقطع على يد حليف. ولكن “يجب تجدد المطالبة بالمحاسبة وتعليق صفقات السلاح وتقديم تقرير إلى الكونغرس” و “لا شيء يبرر مقتل خاشقجي الرهيب، ويجب ألا يكون موته عبثا، ويقف الأمير محمد بن سلمان عاريا كطاغية.
والأمم التي تحمل قيم حقوق الإنسان وحرية التعبير وفي المستقبل إدارة أمريكية أفضل ستقوم بعمل شيء أفضل لتذكر جمال خاشقجي وتطالب بإصلاح سريع ودائم في السعودية”.
ارسال التعليق