هل خضع نظام آل سعود لأنصار الله.. التسوية في اليمن ممكنة
التغيير
صرح وزير الدولة للشؤون الخارجية في نظام آل سعود عادل الجبير بأن هناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة للصراع المستمر منذ أربع سنوات في اليمن في خضوع واضح لجماعة أنصار الله.
وأطلق تحالف آل سعود في نهاية نوفمبر تشرين الثاني سراح مجموعة من السجناء اليمنيين ينتمون لجماعة أنصار الله في خطوة قد تدعم جهود إنهاء حرب راح ضحيتها عشرات الآلاف ودفعت الملايين إلى شفا المجاعة.
وذكر تلفزيون العربية نقلا عن الجبير قوله “هناك إمكانية للتوصل إلى تهدئة تتبعها تسوية في اليمن”.وتدخل تحالف يقوده آل سعود في اليمن في مارس آذار 2015 ضد أنصار الله.
والشهر الماضي كشفت وسائل إعلام يمنية عن زيارة قام بها قياديان في جماعة أنصار الله إلى العاصمة الرياض واعتبرت أنها جاءت ضمن حوارات لإنهاء حرب اليمن والتوصل إلى تهدئة متبادل مع نظام آل سعود.
وأفادت بأن القياديين في جماعة أنصار الله اللواء علي الكحلاني وحسين العزي نائب وزير خارجية اليمن في صنعاء، زارا المملكة، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لإجراء حوار مع الرياض، برعاية أمريكية.
ومطلع هذا الأسبوع، زار نائب وزير دفاع آل سعود، “خالد بن سلمان”، الذي بدأ يتسلم الملف اليمني، سلطنة عمان، والتقى السلطان “قابوس بن سعيد”.
وهي زيارة عدها مراقبون في إطار مساعي إنهاء الحرب باليمن، وتقارب بين الرياض وأنصار الله برعاية مسقط، أبرز وسطاء الملف اليمني.
وتزامن ذلك مع ما تداولته وكالات أنباء عالمية عن محادثات تجريها الرياض مع أنصار الله والكشف عن وجود قناة مفتوحة بين الطرفين منذ 2016.
تلك التطورات جاءت بعد أيام من توقيع اتفاق الرياض بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، والحديث عن إمكانية توسيع الاتفاق ليشمل أنصار الله، ويفضي إلى حل سياسي شامل ينهي الحرب، التي جعلت معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
ومن بين بنود اتفاق الرياض، الموقع في الخامس من الشهر الجاري، تشكيل حكومة تتقاسم محافظات الجنوب والشمال حقائبها الوزارية.
قال عبدالحكيم هلال كاتب صحفي يمني، إن زيارة خالد بن سلمان إلى سلطنة عمان جاءت في سياق البحث عن حلول سياسية، عبر الحوار المباشر مع جماعة أنصار الله في ظل حديث عن رغبة أنصار الله في أن يمهد اتفاق الرياض لاتفاقات مستقبلية لحل شامل للقضية اليمنية.
وأضاف أن تلك الزيارة استهدفت عقد لقاءات مباشرة مع قيادات أنصار الله وممثليهم في الحوار السياسي، والطلب من القيادة العمانية التوسط لتيسير هذا الحوار.
أما رئيس مركز يمنيون للدراسات فيصل علي فأشار إلى “خالد بن سلمان” أصبح مسؤولًا عن الملف اليمني، ورافقه في الزيارة رئيس الأركان وسفير أنصار الله في اليمن، وهو ما يؤكد أن الزيارة بخصوص الملف اليمني.
وأردف أنه توجد تسوية في الملف اليمني ويراد من عمان، كدولة خليجية، أن تكون في الصورة، لكنه تساءل: “هل يفكر الخليجيون بشكل جماعي في تقاسم تركة اليمن، في ظل ضعف المتصارعين، الذين لم يبقوا سبيلًا للتصالح بينهم مع أنهم يتحاربون بالوكالة؟”.
ورأى أن ملف محافظة “المهرة” اليمنية (محاذية لسلطنة عمان) والنزاع السعوي العماني عليها كان ضمن الأجندة غير المعلنة لتلك الزيارة.
وذهب “محمد المحيميد”، كاتب ومحلل سياسي يمني، أيضًا إلى أن زيارة المسؤولين السعوديين لعمان لها علاقة بالملف اليمني، “فمسقط مقر شبه دائم لبعض قيادات جماعة أنصار الله وكذا في (المجلس) الانتقالي".
وتابع المحيمي” أن “عمان منزعجة من التواجد السعودي الإماراتي ضمن التحالف في جنوبي اليمن وفي المهرة تحديدًا، وتدعم الحراك المهري المناهض لهذا التواجد، وبالتالي فإن الزيارة بعد توقيع اتفاق الرياض تستهدف في جانب منها طمأنة العمانيين”.
وتقود الرياض تحالفًا عربيًا، ينفذ من 2015، عمليات عسكرية في جارها اليمن، دعمًا لقوات هادي، في مواجهة أنصار الله.
حول تواجد قيادات أنصار الله في الرياض، قال “هلال” إن “الرياض تسعى إلى إغلاق الملف اليمني نهائيًا بناء على توصيات واستشارات حلفائها الغربيين”.
وأردف: “وبالتالي فإن الحوار المباشر مع أنصار الله يأتي في هذا الاتجاه، وحسب نصائح حلفاء المملكة فإنه بالإمكان عزل الحوثيين عن إيران، كخطوة تمهد لإبرام اتفاق بين آل سعود وأنصار الله ينهي العدوان.
ارسال التعليق