واشنطن بوست: دعوى الجبري تكشف عن فصل جديد من غدر ابن سلمان
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحية علقت فيها على محاولة اغتيال مسؤول سابق في المخابرات السعودية فرّ إلى كندا، ووصفتها بأنها “فصل جديد مخيف من الغدر المزعوم لولي العهد السعودي”.
وقالت الصحيفة إن اغتيال السعودية للصحافي جمال خاشقجي حدث في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2018. وكان خاشقجي المساهم بعمود في “واشنطن بوست” يعيش بالمنفى عندما ذهب إلى القنصلية السعودية في اسطنبول للحصول على أوراق تسمح له بالزواج مرة ثانية.
وكما وثقته المحققة الخاصة أغنيس كالامار، فقد وصلت فرقة القتل ومعها أدوات الجريمة بما فيها منشار للعظام. وجاء قتل خاشقجي بعد محاولات عدة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لجر خاشقجي وإقناعه بالعودة إلى المملكة وإسكاته.
وعلقت الصحيفة أن حالة خاشقجي هي صورة عن الخداع، وجريمة تمت بدون خوف من العقاب. ولم يتم العثور على جثة خاشقجي أبدا. والآن ظهر فصل جديد مخيف في الغدر المزعوم لمحمد بن سلمان وذكرنا بأن المملكة يقودها ديكتاتور لا قلب له.
فعندما اختفى خاشقجي، قالت المملكة إنه طلب الأوراق في القنصلية وأخذها “وخرج بعد ذلك بفترة قصيرة”. ففي السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، قال مسؤول سعودي ردا على تقارير تحدثت عن مقتل خاشقجي: “نشجب وبقوة هذه المزاعم التي لا أساس لها”.
وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر، قال السفير السعودي في الولايات المتحدة، إن التقارير عن قتل أو احتجاز خاشقجي “عارية عن الصحة مطلقا ولا أساس لها”.
وفي 15 تشرين الأول/ أكتوبر، قال الرئيس دونالد ترامب إنه تحدث مع ولي العهد و”نفى مطلقا” أي علاقة له بالجريمة.
وتقول الصحيفة إن دعوى قضائية تزعم أنه في نفس اليوم الذي نفى فيه الأمير علاقته بجريمة قتل خاشقجي، وصلت فرقة قتل ثانية إلى كندا. وهذه المرة لاستهداف سعد الجبري، المسؤول الأمني السابق الذي عمل عن قرب مع المسؤولين الأمريكيين في ملفات مكافحة الإرهاب، وكان ولي العهد يريد إسكاته أيضا.
وتحمل الدعوى القضائية التي قدمها الجبري مزاعم لم يتم التحقق منها ولكنها موازية لجريمة اغتيال خاشقجي. وبحسب الدعوى القضائية، فالقتلة السعوديون الذين وصلوا إلى تورنتو هم عناصر من “فرقة النمر” و”مجموعة الضرورة لولي العهد”، وكانوا يحملون معهم حقيبتين من أدوات القتل وجاء مع الفرقة مرشد من نفس الدائرة التي قام مسؤولها بتقطيع جثة خاشقجي.
ووصل أفراد فرقة القتل بناء على تأشيرات سياحية، وعندما سألهم مسؤولو الهجرة الكنديين إن كانوا يعرفون بعضهم البعض، كذبوا وقالوا إنهم لا يعرفون. وفي محاولة ثانية للتأكد من هويتهم كشف عن صورة معهم وانكشفت المؤامرة، حسب الدعوى القضائية.
وتشير الصحيفة إلى أنه في اللحظات الأخيرة أخبر القتلة خاشقجي: “هذا أمر من إنتربول الذي طلب عودتك”.
ويزعم الجبري أن ولي العهد السعودي هدده عبر واتساب في 10 أيلول/سبتمبر 2017 أنه لو لم يعد إلى المملكة طوعا، فستتم ملاحقته بناء على اتهامات مشكوك فيها في ارتكاب الفساد، وهي الاتهامات التي رفضتها الشرطة الدولية عام 2018، واعتبرتها ذات دوافع سياسية.
وتختم الصحيفة بالقول: “لو ثبتت صحة الاتهامات، فإنها تؤكد المفهوم، وهو أن المملكة يقودها ولي عهد يشرف على فرق قتل ويواصل الهروب من العقاب على جرائمه”.
ارسال التعليق