ورقة بحثيّة: هذه دوافع تعزيز علاقة آل سعود وإسرائيل
التغيير
تناولت ورقة بحثية إسرائيلية الخميس، العوامل التي دفعت إلى تعزيز العلاقات بين السعودية وإسرائيل، في ظل عدم الاستقرار الشديد وزيادة حدة التوتر في الخليج العربي، وتحديدا بين الرياض وطهران.
وذكرت الورقة البحثية الصادرة عن جامعة "بارإيلان" الإسرائيلية، أنه من العوامل التي ساعدت على تعزيز هذه العلاقة، تغير التوجهات الأمريكية تجاه المنطقة، ما شكل فراغا أمنيا كبيرا أمام تزايد النفوذ الإيراني.
الدافع الأول: الاتفاق النووي الإيراني
وأشارت الورقة إلى أن "العلاقة بين إسرائيل وآل سعود بدأت في الإحماء لبعض الوقت، قبل أن يشعر الطرفان بالقلق إزاء قرارات الإدارة الأمريكية السابقة تجاه إيران"، مضيفة أن "الرياض وتل أبيب يتفقان على ضرورة الإجراءات الصارمة ضد إيران، إلى جانب معارضتهما للاتفاق النووي الإيراني".
وأكدت أنه "رغم هذا الاتفاق، إلا أن التدخل الإسرائيلي المباشر في الصراع السعودي الإيراني غير وارد، لأنه سيعرض تل أبيب لأضرار جسيمة"، منوهة إلى أن دول الخليج المتحالفة مع آل سعود ترغب في زيادة اهتمام واشنطن بالمنطقة.
واستدركت بقولها: "لكن هذا الأمر أصبح أصعب من الماضي، ليس فقط لأن الأمريكيين تعبوا من المشاركة العسكرية في صراعات بعيدة، بل لأن الرئيس دونالد ترامب أعلنها صراحة أنه لا يرغب في التواجد في المنطقة لأولويات أخرى".
الدافع الثاني: صورة آل سعود "المشوهة"
ورأت الورقة البحثية أن صورة قيادة آل سعود "المشوهة" بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وكذلك الجرائم المرتكبة في اليمن، دفعت الرياض إلى المبادرة السلمية تجاه إسرائيل، ومن شأن هذه الخطوة أن تعزز صورة آل سعود لدى واشنطن، مع تقديم فوائد محتملة أخرى.
وفي دافع آخر لتعزيز العلاقات، أوضحت الورقة الإسرائيلية أن الخسائر التي تعرض لها نفط الرياض نتيجة الهجمات على شركة "أرامكو" مؤخرا، عزز خيار توجه المملكة إلى طريق تصدير بديل لنفطها، من خلال المبادرة تجاه إسرائيل.
الدافع الثالث: طريق تصدير بديل
وكشفت أن آل سعود يتحدثون بالفعل مع إسرائيل حول خط أنابيب إلى إيلات، مبينة أن "هذا الطريق يمكن تطويره كوسيلة بديلة لنقل النفط السعودية إلى ميناء حيفا، ومن ثم التصدير إلى أوروبا، لأن هذه الطريقة ستكون أكثر أمانا وسرعة".
وأردفت: "الطريق الجديد يضمن الصادرات السعودية إلى الغرب، دون تهديدات إيرانية في مضيق هرمز أو مضيق باب المندب بالبحر الأحمر"، مضيفة أنها "كذلك ستوفر رسوم العبور الكبيرة التي ينطوي عليها عبور قناة السويس".
وتوقعت الورقة البحثية أن "يفتح هذا الطريق عالما جديدا من أسواق التصدير لآل سعود"، مشيرة إلى أن الرياض تتطلع في الوقت الحالي إلى استيراد الغاز الطبيعي، لكن في وقت مناسب، ستتحرك لتطوير احتياطاتها من الغاز الطبيعي، والتي تعد خامس أكبر احتياطي في العالم.
وأفادت بأن "إسرائيل تطور احتياطاتها من الغاز الطبيعي، لكنها لا تملك ما يكفي لتبرير بناء خط أنابيب تصدير إلى أوروبا، ومع ذلك، قد يؤدي الارتباط مع آل سعود إلى رفع المقاييس لصالح خط أنابيب شرق البحر المتوسط، والذي قد يكون مربحا للغاية لكلا الشريكين".
ارسال التعليق