التطبيع العسكري الخليجي الاسرائيلي.. قائم ويتطور
[من الصحافة]
تتواصل التسريبات والمعلومات التي تؤكد تطور العلاقات بين الانظمة الخليجية وكيان العدو الصهيوني، وكل المؤشرات تظهر ان تطبيع العلاقات الخليجية الاسرائيلية يسير على قدم وساق على مختلف الصعد، ومن أحدث هذه المؤشرات ما تم تداوله قبل فترة عن مشاركة قيادات عسكرية في مؤتمر نظمه سلاح الجو الإسرائيلي في مدينة هرتسيليا في الاراضي المحتلة.
واشارت وسائل اعلام اسرائيلية الى ان "قائدي سلاح الجو في الأردن وفي احدى الدول الخليجية شاركا في هذا مؤتمر"، ولفتت الى أن الرقابة العسكرية في كيان الاحتلال تفرض حظر نشر اي تفاصيل حول الموضوع، والخطير هنا ليس فقط في رمزية المشاركة في مثل هذه الفعاليات العسكرية التي ينظمها العدو، وإنما ايضا في مضامين ما جرى وما تم تداوله خلال المؤتمر، فقد حاضر فيه قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكام نوركين متحدثا عن القدرات العسكرية الاسرائيلية في مجال الطيران، متحدثا عن بعض التفاصيل المتعلقة بالهجمات التي نفذها سلاح الجو في الشرق الاوسط، والاخطر بالموضوع ان نوركين تناول في سياق حديثه عن "قصف دير الزور في سوريا عام 2007"، وعرض صورة لطائرة "إف 35" اسرائيلية تحلق فوق العاصمة اللبنانية بيروت، ما يعني ان بعض القادة العسكريين من العرب يجلسون ويستمعون جيدا لقيام الطائرات الاسرائيلية بالاعتداء على سيادة الدول العربية من دون ان يهز ذلك فيهم اي شعور بالمسؤولية الوطنية والقومية والاخلاقية والدينية.
جميعهم غارقون بالخيانة..
وفي السابق كان هناك من يتحدث ان التواطئ الرسمي العربي مع العدو يقتصر فقط على بعض المسؤولين السياسيين من اللاهثين خلف مصالحهم مع الاميركيين والاسرائيليين، بينما كان هناك من يتغنى بمناقبية وعقيدة القادة العسكريين الذين يلتزموا قضايا الامة والعروبة وعليهم يُعتمد لمواجهة كل خطر تتعرض له دولهم، إلا ان اليوم كل ذلك سقط وبات الانصياع للعدو لا يقتصر فقط على هذا الملك او الامير او المسؤول السياسي وانما بات يشمل الجميع دون استثناء من عسكريين وأمنيين وسياسيين واقصاديين واعلاميين ومثقفين وغيرهم، فما عاد الاعتداء على دولة عربية بالأمر الهام بل هو أمر اكثر من عادي لدى من تخلى عن فلسطين والمقدسات.
واللافت أيضا في هذا الحضور العربي والخليجي في المؤتمر العسكري الاسرائيلي انه يتزامن مع كل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخططات لإنهائها وتصفيتها واستبدال القدس بعاصمة اخرى لفلسطين، وايضا محاولات القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة لا سيما بعد القرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة لكيان العدو وقرار نقل السفارة الاميركية اليها، ما يعني ان من حضر بالحد الادنى يوافق ولا يعارض ما يجري على الارض خاصة على حدود قطاع غزة مع بقية الاراضي المحتلة.
استكمال لما بدأ سابقا.. والآتي أعظم!!
هذا الحضور في المؤتمر اذا ما أضيف الى سلسة خطوات ومواقف صادرة عن جهات خليجية يمكن وصفه بأنه جزء من تطبيع العلاقات العسكرية الخليجية الاسرائيلية القائمة اصلا، فسابقا شارك سلاح الجو الإماراتي في مناورات مع القوات الجوية في الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الاميركية لمرات عدة في السنوات الأخيرة، كما ان سلسلة المواقف الصادرة عن العديد من المسؤولين الخليجيين تندرج في إطار الدعم الصريح والواضح للصهاينة ومنها ما صدر عن وزير الخارجية البحريني احمد بن خالد آل ثاني بعد العدوان الاسرائيلي الاخير على سوريا، حيث اعتبر ان من حق الصهاينة الدفاع عن كيانهم ضد اي خطر وأباح لهم تنفيذ الاعتداءات ضد اي جهة كانت، هذا كله يتلاقى مع الحملة السعودية للترويج للعلاقات مع كيان الاحتلال عبر سلسلة طويلة من الكتاب والاعلاميين، وهي حملة اطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته لواشنطن عندما اعتبر ان من حق الصهاينة اقامة كيانهم في ارض فلسطين.
وهنا يمكن التذكير بكل ما كتب وتسرب عن تعاون عسكري اسرائيلي سعودي إماراتي في العدوان على اليمن، وقيام طائرات اسرائيلية بتنفيذ غارات ومناورات حية وتجربة اسلحة جديدة بعضها محرم دوليا منذ بدء الحرب على الشعب اليمني قبل ما يزيد عن الـ3 سنوات وحتى اليوم، بالاضافة الى التعاون الاستخباراتي بين الاطراف الثلاثة برعاية اميركية مباشرة.
بعد كل ذلك لم يعد مهما التساؤل عن اسم قائد سلاح الجو في احدى الدول الخليجية الذي حضر الى جانب نظيره الاردني في هرتسيليا، كما لم يعد مهما معرفة اسم هذه الدولة الخليجية(سواء كانت مملكة آل سعود او الامارات او البحرين او غيرها) والنظام الذي ارسل ممثله الى الاراضي المحتلة بدون اي رادع اخلاقي، لان مواقف الانظمة الخليجية تدل على اصحابها بأنهم يتعاملون مع العدو بدون أي حرج وعلى "عينك يا تاجر" ولا فارق بينهم طالما انهم يوافقون على جرائم العدو وممارساته، سواء حضروا جيمعهم او بعضهم وسواء تم اخفاء اسم الشخص ام لا، لانه عاجلا ام آجلا سيعلن ذلك وستزيد فضائح قادة انظمة الخليج من آل سعود، والأكيد أن الآتي أعظم في هذا المجال.
ارسال التعليق