تعثر تشكيل حكومة يمنية الجديدة
كشفت مصادر يمنية عديدة عن صعوبات بالغة أسفرت عن تعثر تشكيل حكومة ائتلافية يمنية جديدة يشارك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة، لأسباب أرجعتها إلى خلاف شديد بين حكومة عبدربه منصور هادي والانتقالي الجنوبي، حول توزيع الحقائب الوزارية، وأيضاً بشأن تنفيذ بقية بنود اتفاق الرياض المصاحبة للتشكيل الحكومي.
وقالت المصادر مطلعة، إن «التشكيل الحكومي يبدو سيكون أصعب من توقيع اتفاق الرياض أو آلية تسريع تنفيذه التي تم التوصل إليها مؤخراً».
وأرجعت أسباب ذلك إلى أن «التشكيل الحكومي مرهون بالإلغاء العملي للإدارة الذاتية للانتقالي الجنوبي، وما يترتب على ذلك من إنهاء السيطرة العسكرية لميليشيات الانتقالي الجنوبي على محافظة عدن وبقية المحافظات المجاورة لها والخروج منها لإتاحة المجال أمام السلطة الشرعية في ممارسة مهامها بعيداً عن النفوذ العسكري للانتقالي الجنوبي».
وأوضحت أن «الخلاف العميق القائم حالياً بين حكومة هادي والانتقالي الجنوبي يدور حول الجانب العسكري في بنود اتفاق الرياض والذي يقضي بانسحاب القوات العسكرية من مدينة عدن إلى محافظات أخرى، وهو ما يرفض الانتقالي الجنوبي تنفيذه جملة وتفصيلاً».
في غضون ذلك، قال وزير النقل السابق، صالح الجبواني، في تغريدة على «تويتر»: «لن يتم تشكيل حكومة حتى يتم تنفيذ الشق العسكري الذي يتمثل بنزع سلاح الميليشيات وإخراجها من عدن ودمجها مع الجيش وإعادة تموضعها في الجبهات مع الحوثي».
وأشار إلى أن «ما لم يتم تنفيذ هذا الجانب في اتفاق الرياض فإن التشكيل الحكومي سيتعثر أو لن يكتب للحكومة المشكلة النجاح في حال استمر الوضع على ما هو عليه».
وقال: «إذا لم يتم التنفيذ فإننا جاهزون للعودة للمعركة. لا مجال لمزيد من التنازلات التي يدفع إليها البعض في الشرعية من قبل الإمارات»، في إشارة الى رئيس الوزراء معين عبد الملك الذي أعاد هادي تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة بطلب ودعم من دولة الإمارات.
ويشهد اليمن منذ 2015 حرباً مدمرة تتواضع أمامها جرائم الحرب بين التحالف السعودي ـ الإماراتي والميليشيات التابعة له من جهة، والحوثيين الشيعة من جهة ثانية بذريعة اعادة عبد زربه منصور هادي الى سدة الحكم، حيث تسببت هذه الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بحسب احصائيات منظمات دولية إنسانية، ناهيك عن المجاعة، والأمراض المزمنة، التي خلفها الحصار، الذي فرضه التحالف على الشعب اليمن الفقير.
ارسال التعليق