![عندما يرفع صناع الارهاب وداعميه شعار محاربته ونبذه !!](http://hourriya-tagheer.org/upload_list/source/News/Old/2015-1-3-19-50-32.jpg)
عندما يرفع صناع الارهاب وداعميه شعار محاربته ونبذه !!
* جمال حسن- خاص
احتضنت مدينة مكة المكرمة مهبط الوحي وتنزيل الرحمة والرأفة والمحبة الالهية الواسعة ومحط الرسالة السماوية السمحاء النابذة للعنف والتطرف والارهاب والاستعباد والظلم والجهالة، المؤتمر العالمي ″الإسلام ومحاربة الإرهاب″ الذي نظمته ″رابطة العالم الإسلامي″ برعاية نظام آل سعود المتهم الأول والرئيسي عالمياً بتأسيس ودعم الفكر التكفيري الارهابي عالمياً، وبحضور المئات من العلماء والمفكرين من العالم الإسلامي في مقدمتهم مؤسسات لها باع طويل في تدريس النهج التكفيري وإراقة دماء المسلمين طيلة السنوات الماضية خاصة منذ عام 2000 وحتى يومنا هذا وهي المؤسسة الدينية السعودية بقيادة آل الشيخ .
شدد المراقبون المعنيون بشؤون المملكة وأسرة آل سعود أن من كتب كلمة الملك ″سلمان″ لمؤتمر ما يسمى بـ″الإسلام ومحاربة الإرهاب″ في مكة المكرمة هو ذاته الذي كتب كلمة الملك ″عبد الله″ في ″المؤتمر الإسلامي للحوار بين الأديان″ في يونيو/حزيران 2008 وفي مكة المكرمة ايضاً، حيث حذر الخطابان من خطورة الإرهاب ويدعو القادة وعلماء الأمة إلى حماية الإسلام ممن اختطفوه وقدموه للعالم بأنه دين تطرف.. ما يدلل على أوجه التشابه في الصياغة وتركيبة الجملات والتعبيرات الموحدة والمتسقة بين الكلمتين ناهيك عن التغييرات الجزئية في سباكة التعبيرات الانشائية والذي يوحي أن الأمور في بلاد الحرمين الشريفين تُسيّرُ عبر الريموت كنترول من خارجها .
″الملك″ سلمان طالب الحضور بكلمته التي القاها نيابة عنه ″الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز″ أمير منطقة مكة المكرمة، بـ″تشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام″، وقال: ″إنكم لتجتمعون اليوم على أمر جلل يهدد أمتنا الإسلامية والعالم أجمع بعظيم الخطر جراء تغول الإرهاب المتأسلم بالقتل والغصب والنهب وألوان شتى من العدوان الآثم في كثير من الأرجاء جاوزت جرائمه حدود عالمنا الإسلامي متمترسا براية الإسلام زورا وبهتانا وهو منه براء..وقد سوغت جرائمهم المنكرة تجريد الحملات العدائية ضد الأمة ودينها وخيرة رجالها وترويج صورة الإرهاب البشعة في أذهان الكثير من غير المسلمين على أنها طابع الإسلام وأمته وتوظيفها لشحن الرأي العام العالمي بكراهية المسلمين كافة ..″ .
خطابه هذا أعاد للأذهان خطاب أخيه عبد الله للمشاركين في ″المؤتمر الإسلامي للحوار بين الأديان″ عام 2008 بمكة المكرمة الذين كانوا غالبية المشاركين في المؤتمر الحالي ومن المدارس ذاتها الراعية للارهاب ودعم الفكر المتطرف، بالقول: ″إن الإرهاب عندما يختار ضحايا لا يفرق بين الحضارات أو الديانات أو الأنظمة والسبب هو أن الإرهاب لا ينتمي الى حضارة ولا ينسب إلى دين ولايعرف ولاءً لنظام إن الإرهاب شبكة إجرامية عالمية صنعتها عقول شريرة مملوءة بالحقد على الإنسانية ومشحون بالرغبة العمياء والقتل والتدمير″ .
يرى المراقبون أن العقلية ذاتها لا تزال تحكم السلطة في العربية السعودية، عقلية تجاهل الواقع، وإنكار المشهور والموثق، والتشدق بمكافحة ومحاربة الارهاب أعلامياً فيما مال البترول السعودي يغرق المجموعات الارهابية المسلحة ويفيض عليه بالخير الوفير سلاحاً ومؤسستها الدينية تنزل عليها رحمة الفتاوى المزورة والمنحرفة لتدعمها وتسندها بالسذج والجهلة والحاملين لفكر الحقد والضغينة ضد الآخر ليوثقوا صوراً تشوه صورة الاسلام الأصيل دين السماحة والرأفة والمحبة والمودة والعيش الآمن والسليم والحياة الكريمة للانسان، والذي تشدق ويتشدق به قادة وكبار الأسرة الجاثمة على أرض الحجاز وشعبها المظلوم الذي يعيش الفقر والجهل والبطالة فيما أمواله تذهب هدراً نحو ذبح وقتل وسبي وسلب الآخر ودمار بلاد المسلمين .
ففي برقيات دبلوماسية مسربة لوزيرة الخارجية الاميركية السابقة ″هيلاري كلينتون″ عام 2009 تؤكد ″ان المانحين السعوديين هم اكبر مصدر لتمويل الجماعات السنية الارهابية في العالم″، مضيف ″ان من بين هذه الجماعات التي يصلها التمويل حركة طالبان وجماعة عسكر جنقوي والقاعدة في العراق″. فيما كشف البيت الأبيض مؤخراً إن إدارة الرئيس الأمريكي ″باراك أوباما″ تدرس رفع السرية عن أجزاء لا تزال من تحقيق أجراه الكونغرس عن هجمات 11 سبتمبر 2001 الذي يقع في 28 صفحة يوثق الدعم السعودي للإسلاميين المتشددين، ومنها ما قاله العضو السابق بتنظيم القاعدة ″زكريا موساوي″ المسجون حاليا في شهادة مكتوبة قدمها مؤخرا ″إن اكثر من 12 شخصية سعودية كبيرة ضمن أصحاب القرار في الأسرة الحاكمة تتبرع للتنظيم على الدوام″ .
في هذا الاطار قالت صحيفة ″واشنطن بوست″ قبل اسبوعين: ″أن السلاح الامريكي والغربي لا يزال يتدفق من قبل السعودية وقطر على المجموعات المسلحة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، استناداً لتقرير صادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي.آي.إيه″؛ بدورها سخرت صحيفة ″دي بريسه″ النمساوية من ادعاءات مشايخ وأمراء السعودية بمحاربتها للارهاب وأنضمامها للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، مشددة في مقال نشرته مؤخراً حمل عنواناً ساخراً ″السعودية ومحاربة الارهاب″ تقول: ″أن دعم دول مجلس التعاون وفي مقدمتها السعودية للمجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة إنما هو لتحقيق مصالحها وتقوية نفوذها الديني المتطرف في المنطقة وإضعافا لإيران″.
من جانبه يقول الكاتب الأمريكي ″ستيفن ليندمان″ في مقال نشره على موقع ″أندي ميديا″: إنه ″لا عجب في أن تدعم الولايات المتحدة النظام السعودي، الذي يعد بنظر الكثير من المراقبين أشد الأنظمة قمعية في العالم، لاسيما أن واشنطن لديها هوس بالتحكم بالمنطقة التي يوجد فيها ثلثا مخزون العالم المثبت من النفط وكميات كبيرة من الغاز″. مضيفاً: ″ أن النظام السعودي يمارس انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان الى جانب دعمه للوهابية المتطرفة والفساد والارهاب، مضيفا:أوغاد الإعلام الغربي بشكل عام يخفون دعم السعودية للمجموعات الارهابية المسلحة في المنطقة والإعلام الأمريكي يتجاهل ذلك″.
وفي ديسمبر 2014 اعترف وزير الخارجية السعودي ″سعود الفيصل″ خلال حديثه مع صحيفة ″عرب تايمز″.. أن بعض ″الأوساط″ داخل النظام السعودي تدعم الأنشطة الإرهابية في المنطقة. ثم ذرف الدموع على خطر هذا الارهاب على حلفاء آل سعود قائلاً: ″أن الرياض تسعى لوضع الحد من الأنشطة الإرهابية التي بإمكانها أن تشكل تهديدات أمنية خطيرة ضد حلفائها الغربيين″. في وقت أكدت فيه تقارير الاستخبارات الغربية والأمريكية وحتى الاسرائيلية ″ أن رئيس المخابرات السعودية (آنذاك) الأمير بندر بن سلطان لعب دوراً حاسماً في تعزيز الحركات الإرهابية في العراق وسوريا″
مؤتمر مكة هذا لمحاربة الارهاب يعيد للاذهان المسرحية الهزيلة التي عرضها ″المؤتمر الإسلامي للحوار بين الأديان″ في يونيو/حزيران 2008وما آلت اليه الأمة الاسلامية من بعده وما حل بها من دمار وقتل وسبي وتكفير وسلب وانتهاك للمقدسات والحرمات و... ما يدفع بالرأي العام والمراقبين الى طرح سؤال بحجم الفاجعة التي ألمت بالمسلمين في المنطقة والتي راح ضحيتها أكثر من مليون قتيل في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ومصر وليبيا وحتى يومنا هذا، وهو ماذا في انتظارها خلال السنوات القادمة ؟ وما ستؤل اليه السياسة السعودية تجاه أحداث وتطورات المنطقة ؟ فهل يا ترى سنذهب الى إٌراقة دماء بريئة أكثر أم نشهد تحكم الحكمة والعقلانية والمصداقية في الإدعاء السعودي الجديد بمكافحة ومحاربة الارهاب ؟ وهو الأمر الذي تستبعده دوائر القرار الدولي والاقليمي وآراء المفكرين والمحققين والمراقبين .
ارسال التعليق