صمت عربي مخزٍ إزاء جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني
بقلم: صالح البقشي...
وحدهم الفلسطينيون يحاربون ويواجهون اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ أيام. غارات متتالية، اغتيالات لقادة من الصف الأول في المقاومة الفلسطينية، وجرائم بحق المدنيين، فضلا عن الاقتحامات للبلدات والمضايقات التي تتواصل من المستوطنين ضد أصحاب الأرض، جميعها، تغض الطرف عنها، الأنظمة العربية التي تتواءم والاحتلال وتنصاع إلى مخططات التطبيع وفق ما يسمى باتفاقيات “أبراهام”.
على الساحة الفلسطينية التي تضج بأصوات النار، وبصرخات الشهادة، وأصوات القذائف والغارات و والصواريخ، لم تخترق أي من بيانات الإدانة هذه الأصوات، ففي فلسطين، يترك الشعب الأعزل وحده يواجه الاحتلال ويدافع عن القضية الأساس للأمتين العربية والإسلامية.
خلال هذا العدوان، حل الصمت العربي على المشهد، بيانات الإدانة التي لاتنقذ الفلسطينيين غابت، وصار الواقع العام، وكأنما لا شيء يحدث، رغم أصداء رد المقاومة والذعر الذي يستشعره العدو.
السلطات السعودية فرضت حالة من التجاهل على الواقع الفلسطيني، حيث يواجه الفلسطينيون انتهاكات جسيمة وجرائم إبادة بحقهم من قبل كيان الاحتلال.
في خطب الجمعة، التي يفترض في “بلاد تسمى بلاد الحرمين” أن تتناول واقع العالم الإسلامي وما يجري على المسلمين، غير أن خطب الجمعة بإمرة آل سعود غيّبت عنها القضية الفلسطينية، وكأنما لا شيء يحدث في أرض مهد الرسالة ومعراج النبي الأكرم محمد (ص)، وأولى القبلتين.
راحت السلطات السعودية لتصب جام تركيزها المزعوم نحو قيادة الأحداث في السودان، ساعية إلى تلميع صورتها المهشمة على الساحة الدولية، واتخذت من استضافة طرفي النزاع وعقد محادثات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وسيلة لحرف أنظار المجتمع الدولي والإقليمي عن مجريات ما يحدث على الساحة الإقليمية إلا أن شيئا لم يحدث، خاصة وأن الاتفاق الذي عقد في جدة والتوافق الذي جرى لم يوقف القتال واشتعال المعارك، ما زاد من الانتقادات السلبية نحو دور السعودية في السودان.
على خط مواز، كانت الإمارات التي تغرق في مستنقع تطبيع العلاقات مع الصهاينة، وهي التي لم تمانع في الغوص بالكثير من الخزي والعار، مع استضافة دبي لحفل إسرائيلي بمناسبة ما يسمى ذكرى الاستقلال لدى كيان الاحتلال، وذلك بمشاركة مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين وآخرين عن الجاليات اليهودية.
بالمقابل، كانت الشعوب المصممة على نصرة الشعب الفلسطيني بالمرصاد، ففي البحرين، عمّت التظاهرات عدة بلدات بحرينية نصرة لفلسطين وتضامن مع الأقصى وغزة العزة، وخرج البحرينيون في السنابس وباربار ودمستان والدراز في تظاهرات سلمية رفع فيها العلم الفلسطيني وشعارات النصرة للشعب المقاوم.
أما في الكويت، فقد خرجت بيانات التضامن من بعض الجمعيات، حيث ندد التآلف الإسلامي الوطني، بجريمة اغتيال كيان الاحتلال الإسرائيلي لعدد من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية.
وفي بيان، أعلن دعمه للشعب الفلسطيني ووقوفه إلى جانبه في ظل العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له. كما دعا جميع الشرفاء والأحرار في العالم إلى الوقوف مع عدالة القضية الفلسطينية في مواجهة الغدة السرطانية.
إلى سلطنة عمان، حيث ندد المفتي أحمد الخليلي بجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وحيا المقاومة الفلسطينية على صمودها أمام العدوان الغاشم.
في اليمن، أدانت منظمة انتصاف، استمرار سلسلة جرائم عدوان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني بحق الفلسطينيين، منبهة إلى أن التصعيد يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات التي طالت عدة مدن فلسطينية تستوجب العقاب وتكشف السلوك الوحشي للاحتلال ولجيشه الإرهابي الذي يرتكب اعتداءات تعد انتهاكا جسيما للقانون الدولي والإنساني وتصنف على أنها ضمن جرائم حرب الإبادة.
ميدانيا، نظم أهالي محافظة ذمار، وقفة تضامينة مع فلسطين والمقاومة المتصدية للاحتلال الإسرائيلي، وهنأ المشاركون الشعب الفلسطيني بعملية “ثأر الأحرار ” التي أطلقتها المقاومة ردا على جرائم الاحتلالـ، كما نددت بصمت الأمة الإسلامية على جرائم العدو الصهيوني واستهدافه للأحياء والمنازل في قطاع غزة.
المشاركو في الوقفة شجبوا تواطؤ مجلس الأمن والأنظمة العربية العميلة إزاء الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، داعين إلى دعم ونصرة المقاومة الفلسطينية باعتبار فلسطين القضية المركزية للأمة.
ولليوم، الخامس على التوالي، تواصل قوات الاحتلال عدوانها العسكري على قطاع غزة، حيث استهدف طيران الاحتلال منازل وشققاً سكنية، شمال ووسط وجنوب القطاع، موقعاً عدداً من الشهداء والجرحى. في المقابل، ضربت المقاومة مستوطنات غلاف المدينة بمئات الصواريخ ذات المديات والأحجام المختلفة.
وذكرت إذاعة “الجيش” الإسرائيلي، أن صفارات الإنذار دوّت في مستوطنات “عسقلان” و”نيريم” و”العين الثالثة”. هذا، ونعت سرايا القدس، عضو المجلس العسكري ومسؤول وحدة العمليات في السرايا إياد الحسني، الذي استشهد مساء الجمعة بعملية اغتيال صهيونية وقعت في قطاع غزة.
واعتبرت المقاومة الفلسطينية، أن استشهاد القادة دليلٌ على أنهم في قلب المعركة والميدان، وفي مقدمة صفوف المواجهة. كما نبهت إلى أن العدوان الإسرائيلي الغاشم سيرتد نارًا ودمارًا على كيان الاحتلال، الذي سيواجه باستمرار القتال ومواصلة المعركة نصرة لدماء الشهداء، مهما كلف الثمن.
ارسال التعليق