![جواد قريريص وجلال اللباد قاصران بانتظار حد الحرابة](http://hourriya-tagheer.org/upload_list/source/News/moatqalin/9999607.jpg)
جواد قريريص وجلال اللباد قاصران بانتظار حد الحرابة
لعلّها لحظة، لحظة تفصل بين الحياة والموت. لكن في حالة السجين، لا تشبهها لحظة تلك التي تنهي معاناة طويلة سابقة منذ تاريخ الاعتقال. 9 قاصرين، على الأقل، يواجهون اليوم خطر الإعدام في "السعودية"، نت بينهم جواد قريريص وجلال اللباد.
ولد جواد عبد الله قريريص، في 16 أكتوبر 1997، وفي 1 يناير/كانون الثاني 2021 في القطيف اعتقل من منزله عن طريقة مداهمة قامت بها قوات أمنية يرجح أنها تابعة لجهاز رئاسة أمن الدولة الذي أنشأ في يوليو/تموز 2017، والذي يعتبر الذراع الأمني "للملك وولي عهده".
تعرض قريريص للتعذيب منذ لحظة الاعتقال وخلال التحقيق بهدف انتزاع اعترافات منه بالضرب المبرح والتعذيب النفسي الشديد وبقي 270 يوما في الحبس الانفرادي. ونتيجة ما تعرض له وخوفا من إعادة التحقيق معه صادق على الإقرارات التي نسب له.
في مايو/أيار 2022، بدأت محاكمته أمام المحكمة الجزائية المتخصصة سيئة الصيت، ووجهت له النيابة العامة عددا من التهم بينها ما حصل حين كان يبلغ من العمر أقل من 18 عاما. من بين التهم التي وجهت له، متابعة صفحات عبر برنامج فيسبوك، التواصل مع أحد المطلوبين، التدرب على استخدام الأسلحة وإطلاق النار.
إضافة إلى ذلك، من بين التهم التي وجهت له حرق أنابيب نفط. أمام القاضي أكد جواد أن الاعترافات انتزعت منه تحت التعذيب، وطلب من النيابة العامة تقديم مقاطع التسجيلات في غرف التحقيق التي تثبت قطعاً عدم وجود أي إقرار بأي من التهم والأفعال المنسوبة إليه. كما طلب إحضار المحقق وكاتب الضبط لأخذ شهادتهما حول التعذيب الذي تعرض له.
إضافة إلى التعذيب، منذ الاعتقال تعرض جواد لعدد من الانتهاكات بينها حرمانه من التواصل مع أهله ومن الاستعانة بمحام خلال التحقيق. بعد بدء المحاكمة حرم الممثل القانوني من الاطلاع على كافة الإقرارات والأدلة.
على الرغم من ذلك، طالبت النيابة العامة له بالقتل بحد الحرابة وإن درئ عنه بالقتل تعزيرا. وتشير المنظمة إلى السعودية كانت قد اعتقلت أخ جواد، رضا عام 2014 وحكمت عليه بالسجن 12 عاما، وبعد 3 أشهر اعتقلت أخاه مرتجى ليكون أصغر سجين سياسي تطالب النيابة العامة له بالإعدام قبل أن تغير الطلب وتحكم عليه بالسجن 12 عاما. وفي نهاية 2018 استُدعي الأب عبدالله قريريص إلى مركز الشرطة ليُعتقل تعسّفياً حتى أبريل/نيسان 2021، رغم وضعه الصحي المتدهور. إضافة إلى ذلك، كان أخ جواد الأكبر، علي قريريص قد قتل برصاص القوات الأمنية خلال مظاهرات العام 2011.
في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة بالقتل تعزيرا بحق جواد. وفي مارس/آذار 2023، أيَّدت محكمة الاستئناف السعودية حكم الإعدام بحقّ معتقل الرأي القاصر جواد قريريص
جلال اللباد قاصر ينتظر سيف الإعدام:
في 24 يونيو /حزيران 2019، طالبت النيابة العامة في السعودية بإيقاع حد الحرابة بحق جلال حسن لباد (3 أبريل/نيسان 1995)، على خلفية خليط من التهم اشتملت على التظاهر، وبعضها تعود لفترة كان فيها قاصرا. تأتي هذه المطالبة في سياق تصعيد غير مسبوق بمطالبات مماثلة.
اُعتقِل جلال لباد في 23 فبراير/شباط 2017، بعد أن داهمت القوات الأمنية منزل أسرته الواقع في مدينة العوامية. لم تبرز الفرقة التي نفذت المداهمة مذكرة اعتقال، كما لم يُسْتَدْعَ قبل ذلك.
تعرض جلال لباد لظروف اعتقال مروعة منذ اليوم الأول، من بينها عزله عن العالم الخارجي في زنزانة انفرادية لمدة تسعة شهور ونصف، توزعت على فترتين، وحرمانه من حقه في الاستعانة بمحامٍ، كما أنه اُخضِع لتعذيب شديد وضروب أخرى من المعاملة السيئة الحاطة بالكرامة الإنسانية، وذلك في فترة التحقيق الواقعة بين فبراير وديسمبر 2017، بغرض إرغامه على الإدلاء بأقوال محددة.
ومن أبرز أصناف التعذيب التي تعرض لها:
ضربه من قبل ما يقارب 4 إلى 6 أشخاص في الوقت ذاته، باستخدام قضبان بلاستيكية وأسلاك معدنية. صعقه بالكهرباء في جميع أنحاء جسمه بما فيها المناطق الحساسة (العضو الذكري). ركله بالأرجل بواسطة الأحذية العسكرية التي تحتوي على مقدمة صلبة، من قبل مايقارب من 4 إلى 6 أشخاص في الوقت ذاته في كافة أنحاء جسمه بما فيها العضو الذكري. الدوس على رقبته بالحذاء العسكري حتى الاختناق. الإغراق، عبر إدخال رأسه لعدة دقائق في حوض مليء بالماء حتى الاختناق. تكثيف الضرب على عظمة فخذه الأيمن، بعد معرفة المحقق بوجود أسياخ حديدية في تلك المنطقة. إرغامه الجلوس على كرسي وتقييد يديه وقدميه فيه، والقيام بتعذيبه. ضربه حتى الإغماء، وحتى خروج زبد من فمه وأنفه.
علاوة على أساليب التعذيب القاتلة التي مورست بحقه، تعرض جلال لأنواع متعددة من التعذيب النفسي، كعزله لأيام متواصلة في غرفة ضيقة جداً تقدر أبعادها “متر × مترين” ذات برودة عالية وظلام دامس، أو وضعه في أحيان أخرى في غرفة ذات إضاءة عالية طوال الوقت حتى وقت النوم، مزودة بماء شديد البرودة، يصعب استخدامه. إضافة إلى ذلك عمد المحقق إلى توجيه الكلام البذيء له وتوجيه شتائم طائفية ضده، من قبيل: ابن المتعة – يا رافضي – كلكم الشيعة مجوس وكفار. بالإضافة إلى ذلك، قام المحقق بإهانة أخواته ووصفهن بالفاحشة وتهديده بإحضارهن واغتصابهن، وتهديده بشكل مستمر بالقتل، لإجباره على المصادقة على الاعترافات التي كتبها المحقق بنفسه.
اُدخِل جلال على أثر التعذيب أكثر من مرة إلى المستشفى، وذلك جراء الإغماء المتكرر وهبوط ضغطه وضعف نبض قلبه وانتفاخ شديد في فخذه الأيمن بسبب الضرب المركز عليه.
لا تزال مضاعفات التعذيب الذي استمر قرابة عشرة أشهر، تنخر في جسده، وتتسبب له بآلام طوال الوقت تمنعه من النوم سوى بحبوب منومة، كما أن الضرب المركز على منطقة الخصيتين نتج عنه إصابته بمرض دوالي الخصية الذي سبب له آلاماً شديدة وتجمع للدم بشكل مفرط، مما يجعله يتبول دماً. بالإضافة إلى ذلك، يعاني من تورم مستمر في فخذه الأيمن الذي يوجد به أسياخ حديدية نتيجة للتعذيب المركز عليه، وفقدان التركيز والنسيان المستمر، بحيث أنه يعيد الكلام ذاته عدة مرات.
عُرِض جلال على المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض بعد عامين وخمسة أشهر على اعتقاله. وجهت له النيابة العامة مجموعة من التهم، من بينها، المشاركة في المظاهرات حينما كان عمره 15 عاما وتشييع الضحايا الذين قتلتهم القوات الحكومية بنيرانها.
بالإضافة إلى ذلك، وجهت له تهم بالمساعدة في معالجة مطلوبين مصابين، تستره على مطلوبين، المشاركة مع عدد من المطلوبين أمنياً في قضية القاضي في محكمة المواريث والأنكحة بالقطيف الشيخ محمد الجيراني الذي تم خطفه وقتله، من دون الإشارة إلى دوره في هذه القضية، كما اتهم بإطلاق النار ورمي زجاجات المولوتوف على العساكر.
يذكر أن أخ القاصر جلال، محمد حسن اللباد. من مواليد 6 أبريل/ كانون الثاني 1988 ، حكمت عليه المحكمة الجزائية المتخصصة بالقتل تعزيرا . وكان لباد قد سلم نفسه في 12 سبتمبر/أيلول 2017، إلى مركز المباحث بعد أن تلقت عائلته اتصالا هاتفيا، تبلغت أنه مطلوب أمنيا. الاتصال أتى بعد أيام من إعلان إمارة المنطقة الشرقية أن أي مطلوب يسلم نفسه سوف يحصل على عفو خاص، كما أن لباد كان متأكدا أنه لم يقترف أي جريمة، ما دفعه إلى المبادرة إلى تسليم نفسه بواسطة أحد شخصيات المدنية، حيث أكد لهم المسؤولون أن قضيته سوف تحل ولن يبقى في السجن كثيراً وسيخرج بمجرد انتهاء التحقيقات معه.
وبحسب التقرير الذي نشرته “المنظمة الأوروربية السعودية لحقوق الإنسان”، بعد نقل اللباد إلى سجن المباحث العامة في الدمام، بدأت المعاملة تتغير. حيث تعرض محمد إلى انتهاكات واسعة وتعذيب جسدي ونفسي شديدين، استمروا لمدة 5 أشهر و6 أيام بقي خلالها في السجن الانفرادي.
وأوردت المنظمة الحقوقية أنه من بين ما تعرض له، ” الضرب والجلد من قبل عدة أشخاص بواسطة أسلاك معدنية، والركل والرفس على كافة مناطق جسده بما في ذلك الأعضاء الحساسة، والدوس على رقبته حتى الاختناق، بالإضافة إلى الإيهام بالغرق، وتقييد اليدين والقدمين لفترات طويلة. إضافة إلى ذلك، تعمد المحقق ضربه على رجله، حيث كان يضع أسياخ حديدة جراء عملية كان قد أجراها سابقا ما أدى إلى تورمها”.
وأكدت المنظمة الأوروربية السعودية لحقوق الإنسان “تعرض لباد للتعذيب النفسي الشديد، حيث وضع في غرفة مظلمة لأيام، وفي غرفة شديدة البرودة، ثم وضعوه في غرفة ذات إضاءة قوية لمنعه من النوم. كما تعرض للشتم والقذف والتهديد باغتصاب أخواته والتهديد بالقتل”.
أدى التعذيب الذي تعرض له إلى الإغماء المتكرر وهبوط الضغط وضعف نبض القلب، ما أدخله المستشفى. كما أدى التعذيب إلى آلام متواصلة ومستمرة منعته من النوم، إلى جانب آثار طويلة الامد، بينها النسيان وعدم التركيز.
أجبر لباد على التوقيع على إقرارات تحت التهديد، فبعد رفضه لأربع مرات التوقيع على الإقرارات التي كان المحقق قد كتبها، وإعادته إلى التحقيق والتعذيب في كل مرة، صادق عليها مكرها.
لم يحصل على حقه في التواصل مع محام إلا بعد بدء المحاكمة في 17 سبتمبر/أيلول 2019، أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، وحينها عرف التهم التي وجهت لها، وهي:
الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح يهدف إلى الخروج على الدولة والقيام بأعمال إرهابية لزعزعة الأمن من خلال: تلقي التدريبات العسكرية على يد مطلوبين أمنيا، إطلاق النار، الرصد والتخطيط لاستهداف رجال الامن ومركباتهم الأمنية ورمي الملوتوف، تقديم التجهيزات العسكرية للمطلوبين أمنيا، التستر على المطلوبين أمنيا والعناصر الإرهابية ومخططاتهم، والتستر على تخطيط عناصر التنظيم أمنيا لخطف أحد القضاة.
السعي لزعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية من خلال الدعوة والمشاركة والترويج للاعتصامات والمظاهرات.
تمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية. شراء وحيازة واستعمال الأسلحة النارية بقصد الإخلال بالأمن. أمام القاضي، نفى محمد لباد، كافة التهم الموجهة له، وأكد أن جميع التهم، تستند إلى اعترافاته واعترافات غيره من المعتقلين من دون أدلة او قرائن مادية، كما أشار إلى أن إقرارته انتزعت تحت التعذيب. لم يتم فتح تحقيق في المعلومات حول تعرضه للتعذيب، وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022، حكمت المحكمة بقتله تعزيرا.
ارسال التعليق