كاتب مصري يهدد السعودية بتحرك خطير
قال الكاتب الصحفي عادل نعمان، إن مصر بيدها أوراق قد تسبب قلقًا كبيرًا لتهديد السعودية من بينها إيران. وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة “الوطن”: “ماذا لو ردت مصر على الكيد بكيد، وأجابت على المكر بمكر، ولبّت نداء الخديعة بمخادعة أكبر منها، وراوغت بمراوغة ليست فى حساباتكم.
ماذا لو فتحنا باباً مع إيران أغلقناه لخاطركم، وأعدنا حديثاً معهم كنا قد قطعناه لوصلكم، وجددنا نسباً قديماً طلقناه لمصاهرتكم؟! الطريق إلى إيران أسهل من الطريق إلى إثيوبيا، وأصلح لأمورنا، ولنا ما يبرره، وليس لكم مبرر واحد سوى الكيد لنا”.
وأكد نعمان علي محبة الشعب المصري للسعودية، قائلًا: “نحبكم نعم، لكننا نحب رمال بلادنا أكثر من أولادنا، فيها رائحة الأجداد والشهداء، ونرفع رأسنا فى عز فقرنا، ونموت ولا نأكل بثدينا، ونصبر حتى يعجز الصبر عن عجزنا، لكننا إن كرهنا فلا عودة لحبنا.
والعود أحمد”. وإلي نص المقال: الإخوة فى السعودية يكيدون لنا كيداً، ويحسبون أننا قد نقضنا العهد، أو نكثنا الوعد، أو خالفنا العقد. لاحت بوادر كيدهم فى السير على نهج الصغيرة قطر فى حيلهم وتدبيرهم، وسلكوا بعيداً عنا «سكة اللى يروح مايرجعش». مستشار ملك السعودية أحمد الخطيب يزور إثيوبيا لزيارة سد النهضة فى وقت ليس لضرورة أو لحاجة.
المستشار يزور السد ويطمئن على متانة بنيانه، ويتعهد لرئيس الوزراء الإثيوبى بتمويل السد ودعمه مالياً. «الخطيب» يتعاقد على توصيل الكهرباء من سد النهضة إلى اليمن الحزين، ليعيدوا إليه ابتسامته وسعادته ونوره، بعد أن دمروه وأحزنوه واطفأوا نوره بأيديهم.
وزير خارجية قطر الجديد محمد بن عبدالرحمن يلحق بالخطيب، ويزور إثيوبيا أيضاً للاطمئنان على صحة ذات السد، وعلى مخزون المياه، ويرى بأم عينيه حجم المياه التى منعوها عن أشقائه، وحال لسانه يقول «اللهم زد وبارك فى مياهك خلف السد». الغريب فى الأمر أن الكبرياء والصلف القطرى لم يجد حرجاً أن يتنازل للإثيوبيين الذين اتهموهم من قبل بانتهاجهم سياسات عدائية ضد إثيوبيا، ودعمهم لجماعات فى أريتريا مناهضة لهم، وطردهم سفيرهم، ومع ذلك بلعت قطر لإثيوبيا الزلط تحدياً لمصر وحملاً للأذى لها.
أعرف ويعرف المصريون أن زيارة قطر للشماتة وللمؤامرة وهذا عهدنا بهم. لكننا نتعجب من زيارة الخطيب لإثيوبيا، هل هو بغض وغل؟ أم هو كيد ومكر؟ نظن ونحسبهم جميعاً.ولن يحيق البغض والغل والكيد والمكر السوء إلا بأهله. ظن إخواننا فى المملكة، وبعض الظن إثم، أن السكة التى نسلكها مكتوبة على أوراقهم المالية، نبدأ السير بين أيديهم، وتحطنا قدم فى اليمن وتحطنا قدم أخرى فى حلب. الإخوة لم يقرأوا قاموسنا اللغوى جيداً.
فى قاموسهم «مسافة السكة» لا فرق فى مفرداتها بين صد العدوان أو الغزو، أو بين جهاد الدفع و جهاد الطلب، فهى مفردات فى التاريخ الوهابى القديم والحديث تتداخل حروفها وتتشابك تحت عنوان واحد. فى قاموسنا «مسافة السكة» تعنى نجدة الملهوف، ودفع الظلم عن المظلوم، وإجارة الجار من الأذى والضرر، وصد العدوان عن أرضه وعرضه وماله، وتقديم يد العون دون منٍّ أو إحسان أو إذلال. ولم تكن «مسافة السكة» فى قاموسنا غزو ديار، أو سلب مال الغير، أو ترويعه وتخويفه، أو الاعتداء على أرضه وعرضه وشرفه، أو تثبيت شأنه وملكه وحكمه. ولسنا بغاة أو عتاة أو طغاة، نفرض قوتنا على مظلوم أو ضعيف.
ولسنا مأجورين رهن من يدفع ومن يشترى. ولسنا غزاة نستحل دماء الغير أو ندخل بيوتاً ليست لنا.
ولسنا نوائح نُستأجر حين يعز على النوائح الثكلى البكاء. ولا نقف على أرصفة المحاكم شهود زور، ولا استؤجرنا يوماً لظالم يجور، ولا عطلنا يوماً قافلة تسير، ولا وقفنا يوماً ضد حق يعود، ولا منعنا يوماً عدلاً يفوت، ولا شمتنا فى الظالم حين يموت.
ولم نكن يوماً جار سوء أو نذير شؤم، أو وسيط مكروه، ولا جزءاً ولا كلاً من مؤامرة على وطن، أو نحارب الإرهاب فى بلادنا ونصدره لغيرنا، ولسنا طرفاً فى النزاع السنى الشيعى بين أولاد العمومة، فلا ناقة لنا فيها نركبها ونتسابق بها، ولا كانت يوماً لقمة عيش أغنتنا عن الحلال.
ولم نعاير يوماً أحداً على فقره يوم كانت خزائن عزنا تجوب المشرق والمغرب، ولم نمنَّ على أحد منذ الخلفاء حتى الملوك، فهو طريق يكتوى بناره ولهيبه كل من سار فيه وباع يوماً ذمته أو أكل لحم أخيه، ألم يكن بشار يوماً مساعداً ومعيناً فى شحن المجاهدين إلى العراق، وكان الحليف والنصير فشرب من كأس كان مزاجها كافوراً.
قالوا لنا قديماً: إذا وقفت على رأس الفتنة، وضاقت بك وضقت بها فاعتزلها «خير الناس فى الفتنة رجل اعتزلها»، هؤلاء خير الناس كما قالها الرسول، وأنتم تعتبرون هؤلاء خوارج يستحقون التعطيش بدلاً عن الحرق!! من يا سادة المسؤل أمام الله عن أرواح ملايين المظلومين فى اليمن وسوريا التى صعدت إلى بارئها تسأل ربها بأى ذنب قُتلت؟ من يتحمل سؤال الله عن خراب البلاد وتشريد العباد، وموت الصغار على شواطئ العالم يستجدون لحظة أمن وسلام؟ من سيدفع عنا الدَّيْن أمام الله، ومن سيقف منا أمام المظلوم حين يقتص منا مظلمته؟ لا هلاك إلا بظلم، ولا نجاة إلا بالعدل أو بالاعتزال. وأسأل الإخوة فى السعودية: ماذا لو ردت مصر على الكيد بكيد، وأجابت على المكر بمكر، ولبّت نداء الخديعة بمخادعة أكبر منها، وراوغت بمراوغة ليست فى حساباتكم.
ماذا لو فتحنا باباً مع إيران أغلقناه لخاطركم، وأعدنا حديثاً معهم كنا قد قطعناه لوصلكم، وجددنا نسباً قديماً طلقناه لمصاهرتكم؟! الطريق إلى إيران أسهل من الطريق إلى إثيوبيا، وأصلح لأمورنا، ولنا ما يبرره، وليس لكم مبرر واحد سوى الكيد لنا. الإخوة فى السعودية: نحبكم نعم، لكننا نحب رمال بلادنا أكثر من أولادنا، فيها رائحة الأجداد والشهداء، ونرفع رأسنا فى عز فقرنا، ونموت ولانأكل بثدينا، ونصبر حتى يعجز الصبر عن عجزنا، لكننا إن كرهنا فلا عودة لحبنا. والعود أحمد.
ارسال التعليق