بن سلمان يرتكب أم المجازر بحق عشرات المواطنين والمقيمين...و يقيم مهرجاناً دموياً بشعاً ومروعاً!!
[عبد العزيز المكي]
بينما ينشغل العالم بالحرب الروسية- الأوكرانية، واحتمالات تطورها الى حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر... أقدم بن سلمان على إقامة حفل دموي مروع يوم 12/3/2022 بحق 81 من مواطني المملكة واليمن وسوريا، بتهم " الارهاب" و"حمل افكار ضالة وموالية للخارج داخل المملكة" بحسب مزاعم النظام السعودي، ومن بين هؤلاء المغدورين 41 من شباب وأهالي الإحساء والقطيف، من المعارضين السلميين، أو الذين اعتقلهم السلطات السعودية لمشاركتهم في مظاهرات سلمية، طالبت بتحسين الأحوال المعيشية في تلك المنطقة، وبمساواة أهالي هذه المناطق ، ببقية مواطني المملكة، حيث يتعرضون للعسف والظلم والتعامل معهم، على أنهم من الدرجة الثانية، وملازمة النظام " الشك" بإخلاصهم لوطنهم، والطعن دائماً بمواطنيتهم ظلما وعدوانا.. ومن بين المغدورين سوري، و7يمنيين منهم أسيران من الجيش اليمني واللجان الشعبية...حيث احتجت صنعاء على هذه الجريمة والتي اعتبرتها فضيحة للنظام انتهك فيها القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بأسرى الحرب، وتوعدت النظام السعودي بالعقاب والرد على هذه الجريمة المروعة...
و هذه ليست المجزرة الأولى التي يرتكبها، النظام السعودي بحق أهالي المنطقة الشرقية الشيعة فقد سبقتها مجازر كثيرة مروعة ووحشية، منها مجزرة عام 2016 عند ما أقدم على إعدام العالم الديني في تلك المنطقة الشهيد الشيخ نمر باقر النمر، مع 46 من تلك المنطقة، وبنفس الأسلوب وبسيل من الاكاذيب إمعاناً في تشويه قضية أهالي تلك المنطقة كما أشرنا قبل قليل، وهي المطالبة والانصاف ورفع الظلم والعسف بحقهم.. ومجزرة أخرى في عام 2019 اعدم فيها 37 من المواطنين منهم 33من أهالي المنطقة بينهم ستة شبان قصر! ولاقت هذه المجزرة المروعة استكاراً على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أبناء الجزيرة العربية، فيما لم تحرك هذه المذبحة البشعة ضمائر الدول العربية وامريكا ومنظمات حقوق البشر، التي تدعي الدفاع عن حقوق البشر وتملأ الآن الدنيا صخباً وبكاءاً على ما تدعيه انتهاك حقوق الانسان في اوكرانيا من قبل الروس، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى ان هذه الاوساط تكيل بمكيالين، وتوظف الدفاع عن الحقوق الانسانية في إطار مصالحها بعيداً كل البعد عن الحقوق الانسانية، هذا اولاً، وثانياً: ان سكوت الدول وتلك المنظمات التي تتباكى الآن على ما يجري في أوكرانيا، يعني تواطئ هؤلاء مع القاتل بن سلمان، بل لا أستبعد ان يكون قد أخذ الضوء الأخضر لارتكاب هذه المجزرة من أسياده الأميركان والصهاينة، لان الصهاينة يبذلون ومنذ فترة طويلة ومعهم الاميركان لاثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين السنة والشيعة واثارة الفرقة بين طوائفهم من أجل الوصول بهم الى الحروب والاستنزاف والإضعاف لكلا الطرفين، لكي يتسيّد عليهم هذا الكيان الغاصب...
و في الحقيقة ان اقتراف النظام لهذه الجريمة المروعة، يضيف بها الى سجله الأسود المليء بمثل هذه المجازر التي ارتكبت تاريخياً في الجزيرة العربية وحالياً في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ففي اليمن يرتكب يومياً وأسبوعياً من امثال هذه الجرائم بحجة " تحريره" من أنصار الله. وهذا النظام اذ يؤكد بهذا المسلسل المتواصل من ارتكاب المجازر الدموية، حقيقته التاريخية والفكرية المنحرفة والإجرامية، فهذا النظام أسس وأقيم على أسس وقيم بريطانية ووهابية تكفيرية منحرفة تكفر الغير، وتوجب إبادته وفناءه ما لم يؤمن بهذه الأفكار وهذه القيم المنحرفة، وهذا ما انتبه اليه الغرب والأميركان أنفسهم ولذلك صرح بعضهم علانية بأن النظام السعودي هو مركز ومعمل توليد وإنتاج الفكر التكفيري الاقصائي الوهابي، والذي أنتج هذه المجاميع الدموية القاتلة مثل القاعدة وداعش وجيش فلان وفلان وما إلى ذلك من التسميات التي تخرجت من المدارس الوهابية وترعرت ونمت في الحضن الوهابي السعودي، مثل جون ماكين، الذي قال صراحة ان مصدر الإرهاب في العراق هي السعودية، وكثير من المسؤولين الأمريكيين آخرين صرحوا بهذه المقولة ومنهم حتى ترامب وبايدن وهيلاري كلينتون وغيرهم...
على ان البعض يتساءل حول ماذا يريد بن سلمان بهذا الاحتفال الدموي على جنائز هؤلاء المظلومين ؟ ولماذ اتهم الكل بتهمة الإرهاب بالرغم ان الاميركان يصرحون ليل نهار، خصوصاً بعد مقتل جمال خاشقجي ونشره في القنصلية السعودية في اسطنبول التركية وقتله بهذه البشاعة للدرجة التي جعلت أسياد النظام يعترفون بفظاعة هذه البشاعة يصرحون بإرهابية النظام!! وللإجابة على هذه التساؤلات وغيرها نشير إلى ما يلي:
1- توجيه رسالة رعب دموية للمواطنين، لأن بن سلمان وعلى خلفية تقارير صهيونية وامريكية مقدمة له بهذا الخصوص، تتحدث عن تراكم الغضب وعدم الرضا الشعبي عن بن سلمان بسبب سياساته الطائشة والتي ورطت المملكة في أزمات متوالدة، وكانت بعض الأوساط الاعلامية الغربية والصهيونية قد تحدثت عن عملية اغتيال لهذا الأمير الطائش، حيث كان للمخابرات الصهيونية الدور الفعال في إفشال عملية الاغتيال تلك، ذلك فضلاً عما سربته وسائل الاعلام ومواقع التواصل عن المواجهات بالاسلحة النارية التي تحصل بين الحين والآخر في مدن المملكة الكبيرة منها خصوصاً..و لأن بن سلمان مرعوب وخائف أراد ان يوجه رسالة الرعب الدموية هذه الى كل من يفكر بالقيام ضده، ولكن المشكلة كما يقول بعض الخبراء، ان المعارضة اتسع نطاقها بحيث باتت تشمل بعض الافراد من الأسرة الحاكمة التي نالت من التضييق والاضطهاد ومصادرة الأموال، لقطع الطريق على منافستها له على العرش.
2- محاولة إحداث صدمة للرأي، ولاسيما داخل المملكة، للتغطية على ما يعانيه هذا الأمير الجزار من هزائم متلاحقة، سياسية وعسكرية، فهو يعاني من عزله دولية لأن اكثرية الأوساط الدولية لم تنسَ بعد جريمته البشعة بقتل جمال خاشقجي، ويعاني من احباطات متتالية وتخبط على صعيد تطورات عدوانه على اليمن، أو الجبهات الخارجية على الحدود السعودية، ولعل الهزيمة المدوية في جبهة حرض وتوغل أنصار الله في جيزان وعسير تركت بصماتها بالاضافة الى الضربات المتواصلة في العمق السعودي بالمسيرات والصواريخ المجنحة، على الداخل السعودي..، وسببت اهتزازات اجتماعية واقتصادية خطيرة باتت مهددة لبن سلمان ولوجوده في السلطة.
3- مهرجان بن سلمان الدموي جاء خلاف ما كان يتوقعه المراقبون على خلفية حديثه لمجلة اتلانتيك الامريكية الأخير والذي إدعى فيه إطلاق الحريات والعدالة والمساواة وما الى ذلك، ما يؤشر الى احتمالات ان الصهاينة أشاروا عليه بإقامة هذا المهرجان الدموي، لإثارة الفتنة الطائفية، كما اشرت في بداية هذه السطور، لضرب الأجواء الايجابية وتفكيرها، التي سادت مؤخراً على خلفية تصريحات بن سلمان للمجلة الامريكية المذكورة وادعائه بأنه يؤيد الحوار مع ايران وانهاء التوتر في المنطقة، لأن إنهاء التوتر يتعارض مع السياسة الامريكية والصهيونية في منطقة الخليج القائمة على اثارة التوترات واشتعال الحروب، لاستغلالها في التدخلات والتموضع واستغلال الثروات والتسيّد على المنطقة كما سبق وأشرنا.
4- ان وضعه أبناء المنطقة الشرقية أصحاب المطالب العادلة والذين يتبنون الحراك السلمي في خانة الارهاب وحملة السلاح وممارسي الاغتصاب، إنما لتشويه تلك المطالب ولقطع الطريق على استمرارهم في تلك المطالب باستبدالها " بالارهاب " و"الفكر الضال" وما الى ذلك من المزاعم والاوصاف التي حاول ألصاقها بهؤلاء الأبرياء.
بيد ان المجزرة أكدت من جهة أخرى حقائق حول ماهية هذا النظام الدموي حاول بن سلمان طيلة تلك الفترة التضليل عليها عبر مناورات سياسية واعلامية زائفة، ومن هذه الحقائق ما يلي:-
1- ان النظام وبن سلمان خاصة رغم ادعائه بأنه يحارب الفكر الوهابي التكفيري الّا انه فعلاً أثبت انه لم يغادر هذا الفكر منهجاً وفكراً وحتى ممارسة، رغم انه في الظاهر حارب بعض دعاة هذا الفكر وزج بهم في السجن، لكن تلك المحاربة ظلت محصورة في اطار حدود التضييق، لمنعهم من معارضته تبني خطوات " الانفتاح" وخفض مستويات التشدد الوهابي في الشارع الاجتماعي لارضاء أمريكا والغرب،الا انه لم يغادر الخندق الوهابي التكفيري بدليل ارتكابه تلك المجازر لأنه كما أشرنا في البداية ان التكوين التاريخي والفكري لهذا النظام قائم على الفكر الوهابي التكفيري، فهذا الفكر يشكل بمثابة قلب النظام النابض!
2- ولأنه لم يغادر خندق الفكر الوهابي، فأنه المجزرة أثبت زيف ادعاءاته بالانفتاح ومنح الحريات والغاء عقوبة الأعدام وما الى ذلك من لافتات الاصلاح الزائفة التي رفعها بعد مجيئه، فهذه الشعارات انما رفعها بن سلمان لتسويق نفسه للاميركان والغربيين الذين سأموا من الوهابية ومن انتاجها وتصديرها للقطعان التكفيرية المجرمة التي نشرت الخراب والقتل الدموي في ربوع القارة الأوربية، وقبل ذلك في البلدان الاسلامية خصوصاً العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن وما اليها !
3- ولأن بن سلمان هو من انتاج المدرسة التكفيرية الوهابية، فالمجزرة وكل المجازر التي ارتكبها لحد الآن أكدت انه المجرم والإرهابي الأول في المؤسسة السعودية، اما "الشخصية الاصلاحية المعتدلة" التي يحاول تسويق نفسه بها، فهي مجرد عملية تزويق وتغطية وتضليل للرأي العام حول الحقيقة الإجرامية لهذا الشخص.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق