فلسطين وآل سعود
التطبيع الخليجي الاسرائيلي.. وتمهيد الطريق لحماقة ابن سلمان الكبرى
على قدم وساق تسير التحضيرات الخليجية لتطوير وتوطيد العلاقات مع العدو الاسرائيلي وصولا لتطبيعها فوق وتحت الطاولة بدون اي اعتبار لكل التاريخ الاسود له في قتل العرب والمسلمين في فلسطين وغيرها من الدول، فالاقنعة التي كانت تتطلى بها الانظمة الخليجية وبالتحديد النظام السعودي تهاوت وتتكشف حقيقة هذه الانظمة والعائلات الحاكمة في تلك البلاد لا سيما آل سعود الذين لا يوفرون طريقة إلا ويستخدمونها لتأكيد بعدهم عن الاسلام والعروبة ولتأكيد معاداتهم للناس والامة ومصالحهم، بل لإظهار انحيازهم التام للادارة الاميركية والعدو الصهيوني بغية الحفاظ على عروشهم ومصالحهم كما يفعل اليوم بشكل وقح وفظ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وبالسياق، يمكن ملاحظة اسلوب وطريقة كلام الكاتب السعودي المقرب من محمد بن سلمان "دحام العنزي" الذي بات يخرج علنا على وسائل اعلام العدو الاسرائيلي للحديث عن اهمية العلاقات الثنائية بين الكيانين الصهيوني والسعودي، ويروج العنزي ان ابن سلمان بات اليوم ضرورة للوصول الى علاقات ثنائية متينة بين تل ابيب والرياض لمواجهة الخطر المشترك الذي تمثله ايران وحركات المقاومة في المنطقة، ويتبجح العنزي ان لا مشكلة للقيادة في مملكة آل سعود بأن يكون لديها علاقات علنية مع الصهاينة، ويزعم ان الشعب ايضا في السعودية ليس لديه أي مشكلة، مدعيا ان العلاقات بين "اسرائيل" والسعودية ستسهم بالحفاظ على استقرار المنطقة.
الأكيد ان تصريحات العنزي وغيره من الابواق الإعلامية والسياسية في الداخل السعودي او غيره، لم تصدر صدفة او بدون تخطيط وتحضير مسبق، خاصة في هذا التوقيت الدقيق الذي يمر به ولي العهد السعودي بعد تورطه بمقتل الاعلامي جمال خاشقجي داخل القنصلية في اسطنبول، وخروج العديد من التسريبات عن امكانية ان يكون تطبيع العلاقات الاسرائيلية السعودية هو الثمن لإخراج الرجل من تورطه في هذه الجريمة، ويبدو ان تصاعد الفعاليات الخليجية الاسرائيلية المشتركة مؤخرا تصب في هذا الاطار، خاصة استقبال بعض الوفود الرياضية في الامارات وقطر او زيارة رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتانياهو الى سلطنة عمان على رأس وفد رسمي، بالاضافة الى الحديث عن وجود تحضيرات لاعلان تطورات معينة على صعيد العلاقات البحرينية الاسرائيلية، ومن ثم الترويج المتواصل لاهمية العلاقات السعودية مع كيان العدو.
فهل كل ذلك هو بهدف التمهيد وتعبيد الطريق امام ابن سلمان ليرتكب الخطيئة الكبرى في حياته السياسية وفي تاريخ مملكة آل سعود؟ وهل مثل هذه الخطوة ستنجح في إبعاد التهم عن ولي العهد السعودي في قتل وتقطيع خاشقجي وغيره من المواطنين والنشطاء ورجال الدين في مملكة آل سعود ام ان "الخطوة الخطيئة" ستكون مجرد واقعة لن تنفع ابن سلمان بعد استخدامه من قبل الاسرائيليين والاميركيين ومن ثم تتم الاطاحة به عند اول مفترق طرق خدمة لمصالح واشنطن وتل ابيب؟
الواضح ان محمد بن سلمان جاهز لفعل اي شيء كي يبقى في السلطة وحاضر لدفع اي ثمن لتحقيق احلامه والجلوس على كرسي الملك خلفا لوالد الملك سلمان، وكل ما فعله ابن سلمان حتى الساعة يؤكد انه سيدفع ما يطلب منه كثمن للحماية السياسية والدعم المزعوم لتمكينه من الإحكام اكثر فاكثر على السلطة في السعودية، ولو كان هذا الثمن هو تطبيع العلاقات مع "اسرائيل"، فالرجل فعل الكثير من الجرائم والارتكابات (هو وأسلافه من ملوك وأمراء آل سعود)، والوقائع أظهرت انه أحمق الى أبعد درجة وان الاميركيين يستفيدون من ذلك بشكل كبير وبأقصى حد ممكن.
كما ان الوقائع التي يدركها محمد بن سلمان جيدا تؤكد ان لا قيمة حقيقية له عند الادارة الاميركية واجهزة استخباراتها ولدى الصهاينة ولوبياتهم في الولايات المتحدة والعالم، وان سعره يكمن في مدى التنازلات التي يقدمها بدون اي اعتراض وانه في اللحظة التي سيحاول قول "لا" فهو يعرف ان مصيره: إما الى حفرة او الى حبل المشنقة، كما سبقه الى ذلك العديد من الطغاة الذين حكموا في هذه المنطقة قبله وباعوا أنفسهم للاميركيين والاسرائيليين، وكلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب في العديد من المواقف مؤخرا كان واضحا: إما الدفع او الاطاحة بالنظام السعودي، قبل ان تحصل حماقة قتل خاشقجي لتزيد من الطين بلة وتجعل هذا النظام في موقف الرضوخ المضاعف امام ابتزاز ترامب ومخططات "اسرائيل"، لذلك كله وغيرها من الحماقات التي ارتكبها محمد بن سلمان الذي تورط حتى النخاع في خدمة الاميركي والاسرائيلي، فهو لن يتردد لتقديم كل التنازلات التي تطلب منه سواء ماليا او سياسا.
ارسال التعليق