تعاون بين تركي وناسة و"العربية" لنشر لعب الورق في السعودية
في وقت كان ينتظر فيه ملايين السعوديين العاطلين أن تخرج عليهم سلطات بلادهم بحلول لمشاكلهم، ومشاريع يتم توظيفهم بها، ولا سيما أن 46% من العاطلين في المملكة يحملون مؤهلات جامعية، فوجئوا بتركي آل الشيخ المستشار بالديوان الملكي، رئيس الهيئة العامة للرياضة ، المشهور بتركي وناسة، يحاول إلهاءهم بل واستقطاب آخرين غيرهم عبر إطلاق بطولة المملكة للبلوت التي تسمى في بعض الدول: الشدة أو الورق أو الكوتشينة أو الكروت- بجوائز تبلغ مليون ريال سعودي، في مسعى واضح لنشر ثقافة البطالة وإلهاء العاطلين عن العمل بالبطولة وجوائزها، مع قيامه بتجاهل الشبهات الدينية التي ترتبط بتلك اللعبة لارتباطها بالقمار، والتحذير من ممارستها.
العربية.. من فضيحة إلى أخرى
ووجدت قناة "العربية" المعروفة بالعبرية هي الأخرى ضالتها في تلك البطولة معلنة عزمها رعايتها، في محاولة منها للتغطية على فضيحة طردها من بريطانيا، ولكن خرجت من فضيحة إلى فضيحة أعظم، وخصوصا أن القناة أعلنت عن ذلك عبر حسابها الرسمي في تويتر ردا على تغريدة آل الشيخ عن البطولة، وبأسلوب ولغة ركيكة لا يتوفر بها الحد الأدنى من معايير أي وسيلة إعلامية، الأمر الذي جعلها في مرمى انتقادات المغردين.
وكان مكتب (كارتر-رك) البريطاني للمحاماة قد كشف مؤخرا أن قناة "العربية" انسحبت مجبرة من هيئة البث البريطانية (أوفكوم) التي تلقت شكوى عن دور هذه القناة في تغطية جريمة قرصنة وكالة الأنباء القطرية "قنا" في يوم 24 مايو عام 2017.
وانسحاب قناة العربية يهدف إلى تجنبها تحقيقا كان يمكن أن ينتج عنه فرض غرامات كبيرة وعقوبات مشددة أخرى عليها تصل إلى إلغاء الترخيص بسبب تكرار مخالفاتها.
وكانت قناة العربية قد خضعت في السابق لعقوبات من قبل هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية، بسبب مادة إعلامية بثتها في عام 2016 ، وقامت بدفع غرامة مالية قدرها ب 120 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى عقوبات أخرى.
ويعد خروج قناة العربية من مجتمع المؤسسات الإعلامية التي تخضع لمراقبة هيئة البث البريطانية (أوفكوم) بمثابة تأكيد على صحة أنها كانت وسيلة في أيدي دول الحصار الأربع لبث الأخبار المفبركة ضد دولة قطر.
ابتزاز الشركات
وأعلن تركي آل الشيخ عبر حسابه وحساب الهيئة العامة للرياضة في تويتر عن إقامة كأس الهيئة العامة للرياضة للبلوت في الرياض بين يومي 4-8 أبريل القادم وبجوائز تصل إلى مليون ريال سعودي، حيث تصل جائزة المركز الأول إلى 500 ألف ريال، ووصيفه 250 ألف ريال، والمركز الثالث 150 ألفاً، بينما يحصل صاحب المركز الرابع على 100 ألف ريال سعودي.
وبمجرد الإعلان عن البطولة قام بابتزاز الشركات علنا لرعاية البطولة، دون أن تستطيع أي منها الرفض، فما أن يذكر اسم شركة عبر حسابه في تويتر حتى تبادر بالرد عليها بالموافقة، في أسلوب لا يليق بمسؤول.
المغردون يسخرون
كما كانت تغريدات تركي نفسها هدفا لسخرية مغردين آخرين لعدم مراعاتاها قواعد اللغة العربية ، فما إن كتب عن الهاشتاق" الاول في مملكة"، رد عله مغرد متهكما كاتب التغريده من قوقل ترجمة.
كما حذر آخرون من أن تلك البطولة تسهم في نشر القمار، حيث غردت الإعلامية إيمان الحمود قائلة :"حتى القمار صار حلال .. الموضوع كبير أوي .. بانتظار تدشين أول كازينو #بطوله_المملكه_للبلوت".
بدورها قالت المغردة نوره العسبلي :" #بطوله_المملكه_للبلوت ، البلوت في كل حالتها محرمه ، فكيف الآن يوضع عليها جائزة ؟؟ المفروض تسمى بطولة القمار و القمار محرم ، "مملكة التوحيد أصبحت تنضم بطولات للقمار " ديننا إلى أين ؟؟".
وأعرب المغرد محمد اليحيا عن استغرابه من تنظيم تلك البطولة قائلا :"يبدو أن هيئة الرياضة عاقدة العزم على عمل نقلة نوعية للرياضة السعودية لتنافس بها كل دول العالم بإنجازات نوعية لا يشبهها أي إنجازات !!بالأمس كانت الهيئة تستجدي المواطنين للتبرع لأندية كرة القدم واليوم تصرف الملايين على البلوت !!"
يذكر أن معدل البطالة بين السعوديين، قد صعد في نهاية الربع الثاني من 2017، إلى 12.8 بالمائة، مقارنة مع 12.7بالمائة في الربع الأول السابق له.
واعتبر مراقبون ان تنظيم مثل تلك البطولات يكشف جوهر حقيقة رؤية المملكة 2030، الساعية لنشر ثقافة البطولة ونشر ألعاب غير مفيدة، بدل محاربة البطالة.
البلوت والفتاوى
والبلوت أو الكوتشينة هي طريقة لعب بأوراق اللعب، وترتبط تلك اللعبة في أذهان الكثيرين بالبطالة، كون انه تشتهر ممارستها من قبل العاطلين عن العمل في المقاهي، فيما ترتبط بأذهان آخرين إنها وسيلة للتلسية في المجالس في اوقات الفراغ، وأحيانا يستخدم البلوت في لعب القمار، وسبق أن صدرت فتاوى دينية في المملكة بشأن البلوت.
وفي موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، وردا على سؤال "هل يجوز لعب الورق - البلوت -؟ وما حكم لعب الشطرنج؟ مع العلم أنهما لا يلهيان عن الصلاة "، جاء الرد :"لا تجوز هاتان اللعبتان وما أشبههما لكونهما من آلات اللهو، ولما فيهما من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة وإضاعة الأوقات في غير حق، ولما قد تفضي إليه من الشحناء والعداوة، هذا إذا كانت هذه اللعبة ليس فيها عوض، أما إن كان فيها عوض مالي، فإن التحريم يكون أشد؛ لأنها بذلك تكون من أنواع القمار الذي لا شك في تحريمه ولا خلاف فيه، والله ولي التوفيق".
ارسال التعليق