«التايمز»: السعودية تنشر ثقافة التجسس بين مواطنيها
قالت صحيفة «التايمز» إن السلطات السعودية طلبت من مواطنيها التجسس على بعضهم عبر تطبيق حكومي؛ الأمر الذي يعيد إلى الأذهان أجواء «القمع الأورويلية»، في إشارة إلى كتابات الروائي البريطاني الشهير «جورج أوريل»، الذي أبدع في ذلك النوع من الأعمال الأدبية.
وحسب الصحيفة البريطانية، طلبت وزارة الداخلية السعودية من مواطنيها استخدام تطبيق «كلنا آمن»، الذي يعمل عبر الهواتف المحمولة، للإبلاغ عن جيرانهم أو الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يُعتقد أنهم «منخرطون في نشاطات إرهابية، أو يبثون منشورات تروج للإرهاب».
وجاء في تغريدة على حساب تديره وزارة الداخلية على موقع «تويتر» الثلاثاء: «عند ملاحظتك لأي حساب على الشبكات الاجتماعية ينشر أفكارا إرهابية أو متطرفة يرجى التبليغ فورا عبر تطبيق: (كلّنا آمن)».
ولاحقا، نشر الحساب ذاته تغريدتين بينت أولاهما ما يندرج ضمن «الجرائم الإرهابية» من «تعريض الوحدة الوطنية للخطر» و«تعطيل النظام الأساسي للحكم أو بعض مواده»، و«الإساءة إلى سمعة الدولة أو مكانتها».
وبينت التغريدة الثانية أن «أي عمل فردي أو جماعي هدفه زعزعة النظام العام يندرج ضمن الأعمال الإرهابية».
وأنشئ تطبيق «كلنا آمن»، في فبراير/شباط 2017، لغرض الإبلاغ عن المخالفات المرورية والسرقات، قبل أن يكتسب الآن بعدا سياسيا.
خطوة وزارة الداخلية السعودية جاءت قبيل احتجاجات «حراك 15 سبتمبر»، اليوم، وذلك للاحتجاج ضد الفقر والاضطهاد السياسي وحرمان المرأة من حقوقها.
ووفق «التايمز»، علق نقاد على الخطوة، معتبرين أن الحكومة السعودية تقوم بتعبئة السكان للتجسس على الإنترنت للحد من نشاطات المعارضة.
وتقول الصحيفة إن البعض قام بعد ساعات من الإعلان بإبلاغ الداخلية عن أشخاص لهم علاقة بالتظاهرات، لافتة إلى أن الوزارة قالت للناس إن التطبيق يسمح لهم بتصوير حسابات التواصل الاجتماعي التي يريدون الإبلاغ عنها.
بينما قالت مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، «سارة ليا ويتسن»، إن تعريفا واسعا للإرهاب قد يشجع الناس للتجسس بعضهم على بعض، «ويدخل السعودية إلى مستوى جديد من الواقع الأورويلي، عندما تنقل مهمة الرقابة للمواطنين على التعليقات التي يكتبها المواطنون على الإنترنت».
و«جورج أورويل» (1903-1950) هو صحفي وروائي بريطاني كان لأعماله الروائية تأثيرا على الثقافة السياسية السائدة ومصطلح «أورويلية»، الذي يصف ممارسات الحكم الاستبدادي والشمولي.
ارسال التعليق