بابا نويل يزور متاجر السعودية للمرة الأولى في تاريخ المملكة
التغيير
في مشهد كان من الصعب حتى تخيله قبل سنوات في المملكة المحافظة، أصبحت أشجار عيد الميلاد وأنوار الزينة بألوانها المختلفة تباع في محلات الهدايا في العاصمة الرياض.
وفي السنوات الأخيرة بدأت هذه المبيعات بالظهور تدريجيا في المملكة، في بادرة لتخفيف القيود الاجتماعية بعدما تعهد محمد بن سلمان بقيادة مملكة "معتدلة ومتحررة" من الأفكار المتشددة.
ومن المعروف في المملكة أنها تحظر ممارسة أي شعائر دينية على أراضيها غير الشعائر الإسلامية.
وبالإضافة إلى أشجار عيد الميلاد، يبيع متجر الهدايا زي بابا نويل والأضواء وغيرها وهو أمر ظل محظورا في بلاد يتبع المذهب الوهابي منذ عقود.
مذهول
وقال أحد سكان الرياض الذي رفض الكشف عن اسمه: "لم أتخيل أبدا أن أرى هذا" في المملكة، موضحا "أنا منذهل".
وقالت "مريم" (اسم مستعار) وهي تونسية مقيمة في المملكة رفضت الكشف عن اسمها "منذ ثلاث سنوات تقريبا، ومنذ سُمح للنساء بقيادة السيارة في المملكة، بدأنا نشاهد مظاهر الانفتاح في الفضاءات العامة في المملكة".
وأضافت "أنا أسكن في المدينة، باتت المحلات اليوم تبيع أشجار وزينة أعياد الميلاد وأزياء بابا نويل... وإن كانت بعض العائلات تحتفل في السر سابقا، فإنها اليوم أصبحت تحتفل علنا ولا شيء يمنعهم".
ويشار إلى أنه قبل نحو ثلاث سنوات كان من شبه المستحيل بيع هذه البضائع بشكل علني في المملكة، ولكن شهدت المملكة أخيرا وضع حد لدور "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي كانت بمثابة شرطة دينية في البلاد.
ومن جهته، يؤكد مدير المتجر الذي يبيع زينة عيد الميلاد في الرياض الذي عرف عن نفسه فقط باسم عمر، أنه قام أيضا ببيع أزياء تنكرية في السابق بمناسبة عيد الهالوين.
من جانبها قالت "مريم" إنه صار هناك اختلاط في المطاعم وفي مواقع العمل، فُتحت دور سينما
احتفالات في السر
وعلى مدار عقود، كان الناس يقومون بشراء المواد الخاصة بعيد الميلاد بشكل سري تقريبا، بينما كان المسيحيون من الفيليبين ولبنان وغيرها من الدول يحتفلون بعيد الميلاد خلف الأبواب المغلقة أو في المناطق التي يقيم بها الأجانب.
وتقول ماري لوكالة الأنباء الفرنسية وهي لبنانية مقيمة في الرياض، إنه في السابق "كان من الصعب للغاية العثور على مواد مشابهة" خاصة بعيد الميلاد في المملكة. وتابعت "اعتاد العديد من أصدقائي على شرائها من لبنان أو سوريا ثم إدخالها سرا إلى البلاد".
وأجرى "محمد بن سلمان" ما يقول مؤيدوه إنها "إصلاحات" في المملكة سمح بموجبها بإقامة الحفلات الموسيقية، وإعادة فتح دور السينما وسمح للمرأة بقيادة السيارة في إطار مشروعه لتحديث المملكة.
إلا أن المملكة لا تزال محط انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية الدولية جراء أوضاع الحريات في البلاد وعلى رأسها حرية التعبير.
ارسال التعليق