تعري وانفلات في المدينة المنورة
أثارت جلسات تصوير أقامتها ممثلات وعارضات أزياء عربيات وأجنبيات، بملابس “خليعة” وغير لائقة بعادات وتقاليد المجتمع السعودي، في محافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة، جدلا واسعا في السعودية.
ويشار إلى أن السعودية عُرفت لعقود بطبيعتها المحافظة، وإلى الآن لا زالت تتواجد هذه الطباع لدى الغالبية العظمى من السعوديين، رغم “محاولات التحديث القسري” لـ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب رؤية 2030.
وشارك عدد من النشطاء صورا “خليعة” لجلسات تصوير شاركت بها عارضات أزياء أجنبيات، أقامتها دور تصميم مختلفة في محافظة “العلا” في منطقة المدينة المنورة.
ووسط تعجب وحيرة من التغير الكبير الذي أصبحت عليه الثقافة المحافظة للسعودية في غضون سنوات قليلة، انتشرت صور عدد للعارضات مع تعليقات من قبل “صدق أو لا تُصدق.. هذه الخلاعة في مدائن صالح (العلا)، التي أهلك الله فيها قوم ثمود” .
وتمثل هذه الصور “شبه العارية” و”المخلة بالآداب” تطورا كبيرا على مستوى تراجع “اعتبارت الهوية” بالنسبة لحكام السعودية من الجيل الجديد، ويذكر هنا خاصة الحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن سلمان، يقول النشطاء.
ومن ضمن هذه الصور التي التقطت في الصحراء بالعلا، صورا لفنانين مشاهير.
حيث شاركت الفنانة السورية جومانا مراد، صورا لها بعباءة سعودية مكشوفة أظهرت مناطق من جسدها وبدون غطاء للرأس.
وعلقت جومانا مراد على صورها من صحراء المملكة: “العلا تجربة فريدة من نوعها.”
وكانت الفنانة السورية تحاول التشبه بالسعوديات في لباسهم التقليدي، الذي ارتدته بالفعل ولكن بشكل مختلف بعيدا عن الحشمة التي تظهر بها السعوديات.
كما نشرت الفنانة التونسية المقيمة بمصر درة زروق، هي الأخرى صورا من جلسة تصوير لها بذات المنطقة في العلا.
وظهرت درة بفتسان أبيض عار كشف الكثير من مفاتنها في إطلالة مثيرة.
وعلقت الفنانة التونسية على صورها التي نشرتها على حسابها بانستغرام بالقول:”صباح بجمال الصحراء وسلام الروح.”
يشار إلى أن انفتاح السعودية المزعوم منذ صعود محمد بن سلمان لسدة الحكم بدء بإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستبدالها بهيئة الترفيه بقيادة تركي آل الشيخ ـ مستشاره المقرب ـ تلك الهيئة التي قننت الرقص والحفلات والتعري في إطار رسمي في سابقة بالمملكة المحافظة.
وفي هذا السياق من الاستياء والغضب من توجهات ولي العهد، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بالردود الغاضبة والمعترضة على هذه السياسات باعتبار أنها لا تلتقي و طبيعة المجتمع السعودي المحافظ بالأساس.
ولكن في المقابل، رأى البعض أنها اعتيادية وتصب في صالح مساعي المملكة للانفتاح على العالم، وأيضا تتناسق مع “رؤية جديدة للسعودية” يُروج لها محمد بن سلمان منذ وصوله إلى السلطة.
ويقول أحد المغردين على منصة تويتر إن “التعري في السعودية عمل ممنهج لتحويلها إلى بانكوك.. يعني رؤية 2030 مجرد مفتاح … تعري متعمد في مهرجان جازان والقادم أعظم.. وما خفي أعظم”.
ويقول آخر إن “عارضات أزياء أجنبيات يقمن جلسات تصوير في العلا ببلاد التوحيد السعودية تحت رعاية أميرية.. وآيا صوفيا تحول إلى مسجد بتركيا العلمانية.”
موضحا أن هذه الأحداث تأتي بمثابة “مفارقات تجعلنا نصدق أن الزمن بات يسير بالمقلوب” حسب وصفه.
بينما يقول حساب باسم “كندي” إن “السعودية في آخر زمانها فهمت أن التطور في التعري والمراقص ومواسم الرياض الفنية ومخططات تركي ال الشيخ ورؤية ابن سلمان في إغراق السعودية بالتطور”.
ارسال التعليق