حلفاء إسرائيل في المنطقة.. تزاوج لتنظيم استراتيجي (مترجم)
يبدو أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين مقتنعون بأن أي اتفاق سلام بين إسرائيل والعالم العربي قد يواجه عقبات، لكن خلال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط، وصف الشراكة بأنها ستحقق المزيد من الأمان للمنطقة والولايات المتحدة والعالم أجمع.
لا تزال العقبة الرئيسية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، القضية ذات الطابع العاطفي، والتي تحمل وزنا استراتيجيا في العواصم العربية، لكن في أنحاء الشرق الأوسط، نجد أن إسرائيل حاليا متورطة في الحروب العربية.
ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد يمكن رؤيته في سوريا، حيث وجود تنظيم داعش وتكثيف إسرائيل تعاونها الأمني والاستخباراتي مع الأردن في جنوب سوريا، لتفادي انتشار المكاسب الإيرانية في المنطقة.
لم يكن التعاون الإسرائيلي الأردني خبرا جديدا، فقد شحنت إسرائيل مروحيات هجومية من طراز كوبرا إلى الأردن في عام 2015، ولدى الحكومة الإسرائيلية سياسة تعود إلى عام 1970 للحفاظ ودعم استقرار الأردن، كما يوجد تعاون أردني أمريكي لدعم المتمردين السوريين في جنوب سوريا، دون وجود معلومات حول ما إذا كانت إسرائيل تشاركهما أم لا.
تؤكد التقارير أن إسرائيل منذ العام الماضي تعمل على إنشاء منطقة عازلة على مرتفعات الجولان، وتقدم وحدة عسكرية إسرائيلية متخصصة الدعم والمساعدات المدنية والمواد الغذائية للسوريين بما فيهم المتمردين، كما تنقلهم للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية.
من حدودها الجنوبية، تساعد إسرائيل مصر في مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، ويحترس المسؤولون الإسرائيليون حين يتحدثون بشأن التعاون مع القاهرة وكذلك وسائل الإعلام المحلية، ويتم التعاون على مستوى المخابرات، لكن مسؤولا إسرائيليا رفيع المستوى قال لصحيفة بلومبرغ نيوز، إن طائرات إسرائيلية بلا طيار استهدفت خلال السنوات القليلة الماضية المسلحين في شبه جزيرة سيناء بموافقة من مصر.
وعلى الصعيد الداخلي، هناك علاقة أمنية حميمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وبدعم من الولايات المتحدة، يتطور هذا التنسيق ليصبح دعامة للعلاقة الفلسطينية الإسرائيلية، وربما يعد من أنجح جوانب عملية السلام، حيث قال مسؤول أمني فلسطيني إن المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين يناقشون يوميا التهديدات المشتركة، والوضع الأمني المستقر على كلا الجانبين.
لدى إسرائيل اتفاقات سلام مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، لذا فالعلاقات العسكرية بينهم قد لا تكون مفاجئة، ورغم تطور علاقة إسرائيل بدول الخليج العربي، مثل السعودية والإمارات، فإنها تعد أقل شهرة مقارنة بالدول السابقة، وكثيرا ما يشار إلى هذه العلاقات بشكل غير مباشر من قبل وزراء الحكومة الإسرائيلية بأنه مصالح مشتركة في مجالي الأمن والمخابرات ضد التهديد الإيراني المشترك.
وفي السنوات الأخيرة، ظهرت تقارير عن اجتماعات سرية بين رؤساء المخابرات الإسرائيلية ونظرائهم الخليجيين، وترددت أخبار أن رئيس الموساد السابق، مائير داغان، سافر إلى السعودية في عام 2010 لإجراء محادثات سرية حول البرنامج النووي الإيراني.
اللقاءات العامة بين المسؤولين السعوديين المتقاعدين والإسرائيليين منتشرة بشكل كبير، سواء في واشنطن، وميونيخ أو حتى القدس، كما أن العلاقات التجارية تنمو، بما فيها بيع المحاصيل الزراعية الإسرائيلية، بجانب تكنولوجيا الإنترنت، والاستخبارات والأمن الداخلي.
بشكل عام، الأنشطة الإسرائيلية في سوريا والأردن ومصر والضفة الغربية والخليج، لا يمكن غض الطرف عنها، لكن يبقى أن نرى ما إذا كانت العلاقة مجرد زواج مؤقت أم بداية لإعادة التنظيم الاستراتيجي المستمر.
من المرجح أن تستمر العلاقة لبعض الوقت، كما أنها لن تنتهي في المستقبل القريب، ولهذا السبب، لن ينظر إلى إسرائيل كونها مشكلة مركزية في الشرق الأوسط، لكن غياب الحركة الفلسطينية لن يسمح للدور الإسرائيلي الجديد بجلب التطبيع الكامل والعلاقات أو إنهاء الصراع في المنطقة.
ترجمة : ريهام التهامي
ارسال التعليق