خاشقجي الرياض تحارب الإرهاب بمعاقبة الأبرياء!
اتهم الكاتب السعودي جمال خاشقجي النظام فى بلاده بمعاقبة الابرياء خلال حربها على ما يسمى “الإرهاب”، وقال ان الإجراءات التي يتخذها النظام في خطواته يتضرر منها “الأبرياء” بشكل رئيسي. جاء ذلك في مقال لخاشقجى نشرته صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية.
وعلق خاشقجي على تصريح القيادة السعودية الذي تعهدت فيه بأنها “ستسحق المتطرفين” وإعادة “الإسلام المعتدل” إلى المملكة العربية السعودية. “لقد توعدوا قائلين: “سوف ندمرهم، الآن وعلى الفور”. وقال: “يعكس النظام ما يشعر به كثير من السعوديين من غضب واحباط، وهم الذين طالما تشوقوا إلى التخلص من المؤثرات السلبية التي ابتليت بها بلادهم.كنا بانتظار قيادة تدرك أن التطرف، سواء الاقتصادي أو الاجتماعي، ضار بالبلاد.
وبين أنه داخل السعودية، يمكن للمرء أن يلمس نفوذ هؤلاء، حيث بإمكان الشرطة الدينية التدخل حتى في خصوصيات الناس، أما مناهج التعليم فديدنها التحذير من الكفر والكافرين، بينما يصدح وعاظ التلفزيون بآرائهم المعارضة لحقوق النساء والأقليات، ويستمر الحظر المفروض على استيراد بعض السلع مثل لعبة الشطرنج وعرائس باربي”.
وأشار إلى أنه “ما من شك في أن النظام محق في تعقب من يعتبرهم متطرفين، لكنه في الواقع يلاحق الأبرياء، حيث ألقى القبض خلال الشهرين الماضيين على العشرات من المفكرين وعلماء الدين والإعلاميين ورموز مواقع التواصل الاجتماعي داخل السعودية — وأغلبية هؤلاء في أسوأ الأحوال إذا صدر منهم نقد للحكومة فهو من أخف أنواع النقد.
وتساءل خاشقجى: “كيف يمكن لنا أن نصبح أكثر اعتدالاً إذا كانت السلطة تتسامح مع مثل هذه الآراء؟ وكيف يمكن لنا كأمة أن نتقدم حينما يتعرض للإقصاء والتهميش كل من يقدم نقداً بناءً أو معارضة (في اغلبها من باب الفكاهة والمداعبة)؟”.
وأشار إلى أنه “توجد صفحة على تويتر بعنوان( @m3takl_en) مكرسة للكشف عن الاعتقالات التي تقع داخل المملكة. وتحتوي على معلومات عن الذين يقع اعتقالهم، والكثير منهم مضى عليهم في الاعتقال أسابيع دون أن توجه إليهم تهم أو يعرضون على محكمة. ويمكن للمتصفح أن يجد هناك تفاصيل عن آرائهم ومواقفهم، وهؤلاء جميعاً يؤيدون التعددية ويرون التنوع داخل الإسلام، على النقيض تماماً مما تراه الوهابية. وتجدهم يدعون إلى الانفتاح، والسماح بالتسلية والترفيه، والسماح للنساء بقيادة السيارات، ويعربون عن تأييدهم لحقوق الأقليات. بل لقد ذهب بعضهم إلى حد المطالبة بوضع نهاية لولاية الرجال على النساء، وهي قضية ما تزال موضع خلاف كبير. باختصار، معظم هؤلاء يحملون أفكاراً تؤهلهم لأن يكونوا شركاء للأمير محمد في برنامجه الطموح”.
وقال: “إذن، لماذا ألقي القبض عليهم؟ التفسير الوحيد لذلك هو أنهم أيضاً طالبوا بهدوء بالحقوق السياسية. صحيح أن بعضهم يشتركون في بعض الآراء مع أعضاء هيئة كبار العلماء التي تحميها وترعاها الدولة، إلا أنهم رغم ذلك يختلفون عن أقرانهم في أنهم يعبرون عن معارضتهم للإصلاحات
وتابع متسائلا: “هل بإمكاننا أن ننجح في تقديم صورة مقنعة لمجتمع عصري، مجهز بالروبوتات ومزدحم بالأجانب والسياح، بينما تكمم أفواه السعوديين على بعد أميال من “نيوم”؟ هل هذه فعلاً هي السعودية “الحديثة”؟.
2/11/2017
ارسال التعليق