رسالة مفتي سلطنة عمان للمسلمين بشأن مشايخ السلطة
وجه مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي رسالة جديدة للأمة الإسلامية مع استمرار القصف والحصار على قطاع غزة.
أصدر مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، بياناً أشار فيه بشكل غير مباشر “لعلماء ومشايخ السلطة” الذين برزوا بعدة دول وموقفهم المتخاذل من الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، مؤكداً أنهم يفضحون أنفسهم بألسنتهم.
وقال الشيخ أحمد الخليلي في بيان نشره عبر حسابه في منصة “إكس” حول الدعاة المحابين للسلطة والمطبلين لها دون أن يسميهم: “مما فوجئنا به هذه الأيام ظهور من يدعو محياهم إلى التفاؤل وحسن الظن بهم.. وإذا بهم يقيئون ما غصت به قلوبهم من الحقد الدفين على الفئة المؤمنة التي أحيت سنة الجهاد ودافعت بإخلاص عن حماها وعن المسجد الأقصى المبارك وحمى الأرض المقدسة”.
وذكر مفتي سلطنة عمان أن هؤلاء عوضا عن أن يقفوا مع قضايا الشعوب المحقة “يدعون إلى إذابة فئة المجاهدين الذين نشؤوا على القرآن وتربوا عليه منذ الطفولة؛ ليصفو الجو لبقايا العلمانيين الذين يدينون بالانبطاح للعدو وتسليم الخيط والمخيط إليه”.
وذكر مفتي سلطنة عمان أحمد بن حمد الخليلي، أن حديث هؤلاء كشف “التآمر السافر على القضية الفلسطينية”.
وتابع: “تراهم يعوّلون على فكر عقيم ابتليت به هذه الأمة فراغت به عن الرشد سواء ما يتعلق بالعقيدة أو بالسياسة الشرعية، كتقديس الأشخاص وإيثار طاعتهم على طاعة الله.”
واستطرد الشيخ الخليلي في هجومه على مشايخ السلطة في الدول العربية والذين لم يذكرهم صراحة: “وقد أحيطت هذه الطائفة بهالة من الدعايات صورتها أنها حارسة العقيدة وأنها المحافظة على التوحيد وعلى السنة المطهرة، واغتر بهم من الناس من اغتر، وما هي مما وصفت به في شيء، وإنما أراد الله تعالى بهذه الفضائح المتوالية على ألسنتهم أن يُعَرِّي دخائلهم للناس.”
واستشهد مفتي سلطنة عمان أحمد بن حمد الخليلي بالآية القرآنية الكريمة من سورة الأنفال: “لِيَمِيز اللهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الخبيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أولئكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
ودعا الخليلي “الأمة جميعاً إلى “مراجعة تراثها لتنقيته من كل دخيل على الاسلام مما يخالف نصوص القرآن الكريم والسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.”
“وحسب هؤلاء – لو فقهوا – أن يقارنوا بين أمرين: بين المواجهة التي كانت بين العصابة الصهيونية ومن وراءها، وبين الأمة العربية التي اجتمعت بجيوشها الجرارة من المحيط إلى الخليج لمواجهة تلك العصابة”.
وأكد مفتي سلطنة عمان أحمد الخليلي أن الأمة: “كانت مشتتة في الفكر بين من يؤمن بالمبادئ الاشتراكية والقومية والبعثية، فما كان إلا أن ولت على أدبارها مهزومة من قبل هذه العصابة، وسلبت من أيديها مقدسات الأمة واحتلت أراضيها”.
أما “المقاومة اليوم لا تقاس عدة ولا عددا بشيء من تلك الجموع (الاحتلال الإسرائيلي وداعموه)، وإذا هي بتأييد الله تعالى تقلب الموازين رأسا على عقب حتى أعادت إلى الأمة عزتها وكرامتها، وما ذلك إلا لأنها موصولة بالله”.
وختم الخليلي بالآية الكريمة التالية: “﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الحكيم آل عمران: ٠١٢٦”.
ارسال التعليق