قوى العدوان تحرق آخر أوراقها في اليمن..
تواصل قوى العدوان السعودي محاولتها لتحقيق أي تقدم في اليمن بعد تجربتها كل الوسائل الإجرامية الممكنة ضد هذا البلد، فمن الاعتداءات العسكرية واستهداف البنى التحتية للدولة وضرب المدارس والمستشفيات ودور العبادة إلى القتل المتعمد للمدنيين العزل من رجال وأطفال ونساء بدون أي وجه حق، وصولاً لتشديد الحصار البري والبحري والجوي على البلاد منعاً لدخول المواد الغذائية والطبية إلى اليمنيين عقاباً لهم لوقوفهم بوجه العدوان ما أدى إلى انتشار المجاعة والأوبئة على نطاق واسع مع بروز التهديدات من أزمة انسانية غير مسبوقة.
فشل المشاريع السعودية... وسقوط الفتنة
كل ذلك لم يسعف المعتدين من تحقيق أي انتصار فعلي يمكنهم من خلاله الخروج إلى العالم أو إلى الرأي العام في دولهم للادعاء أنهم حققوا النصر الحاسم الحازم في اليمن، بل الأيام تثبت فشل كل تحالفات وعواصف العزم والحزم والأمل التي أعادت الأمل لليمنيين أن النصر حليفهم في كل مرة تسعى مملكة آل سعود لتنفيذ مخطط جديد في البلاد، وبالسياق حاولت العقلية السعودية الحاكمة استخدام آخر أوراقها في اليمن عبر بث الفتنة بين اليمنيين أنفسهم وبالتحديد بين القوى التي توحدت وتعاونت فيما بينها في مختلف المجالات لصد العدوان منذ انطلاقته ولإفشال المشاريع السعودية الأميركية المعادية في اليمن، أي بث الفتنة بين حركة أنصار الله وجماعة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يترأسه علي عبد الله صالح قبل مقتله عبر محاولات استمالت صالح إلى جانبها اعتقادا منها أنه قادر على قلب موازين القوى في الداخل.
لكن سرعان ما انكشف صالح أمام اليمنيين عبر تواطئه مع قوى العدوان السعودي الأميركي مع تسريب معلومات منذ فترة ليست بقصير عن فتح قنوات اتصال مع الإمارات، كما انكشف صالح قبيل مقتله أمام قوى العدوان نفسها حيث ظهر أنه أعجز من تمكينهم من السيطرة على العاصمة صنعاء أو إحداث خرق في جبهات القتال المختلفة بما يسمح للعدوان بتحقيق انتصارات ميدانية حاسمة أو جزئية، ما أدى إلى فشل الرهان السعودي على آخر أقنعة الخيانة في اليمن، التي ستريح في الأيام القادمة اليمنيين في مقاومتهم للعداون بعد تطهير البلاد من الخونة والمتآمرين بنسبة كبيرة.
استيعاب الصدمة.. وتحويل الأزمة إلى فرصة
كما أن سرعة استيعاب أنصار الله والأجهزة العسكرية والأمنية والشعب اليمني بشكل عام لما جرى وقدرته على امتصاص "صدمة" انقلاب صالح ومن معه من ميليشيات حزب المؤتمر وليس كل أعضاء هذا الحزب الذين منهم الشرفاء، أظهر القوة التي يتمتع بها اليمنيون وصلابتهم الحقيقية على الأرض، ناهيك عن قدراتهم العالية في الإدارة والتحكم التي تضاف إلى قدرات أمنية وعسكرية عالية المستوى حيث تمكنت في غضون ساعات قليلة من إفشال مخطط تم الإعداد له لأشهر وسخرت له ماكينات إعلامية وسياسية وأمنية ودفعت في سبيله الأموال الطائلة.
وهذه القوة على الأرض حولت الأزمة التي كانت تنتظرها مملكة آل سعود وتعدها لليمنيين إلى فرصة يعيدوا فيها رفع معنويات الناس أكثر فأكثر ويشدوا من أزر المقاتلين ويساهموا برفد الجبهات بالمقاتلين الأشداء الذين لن تهزهم مؤامرات تحاك في غرف الفنادق المكيفة وعلى طاولة الطعام الدسمة في الرياض وأبو ظبي، واللافت هنا أن القوة الصاروخية اليمنية أطلقت بنجاح صاروخاً جديداً باتجاه موقع قرب العاصمة الإماراتية أبو ظبي في دلالة على القوة اليمنية والقدرة على الاستمرار في أصعب وأدق الظروف، ما يؤكد أن الجيش واللجان الشعبية في اليمن لن تلهيهم بعض المناورات الفاشلة من قبل أمراء ومشايخ حديثي العهد في السياسة والعسكر.
جنون العداون.. والأفق المسدود
لكن يبقى السؤال الأهم كيف يمكن لقوى العدوان الاستمرار بعد كل هذا الفشل الذريع وبعد سقوط الورقة الأخيرة التي كانوا يعوّلون عليها في عقر الديار اليمينة، هل سيتواضع ولي عهد مملكة آل سعود محمد بن سلمان ويدرك ويفهم أن القضية ليست باختراع وافتعال المشاكل والاضطرابات وأن العبرة في الخواتيم أم أن صاحب الطموح الجامح سيواصل الاستماع إلى "مرشده الروحي" في أبو ظبي محمد بن زايد عله يفيده في مشورة واحدة في يوم من الأيام بدل أن يوصله إلى الخراب كما يحصل دائماً.
وهنا يكفي رؤية الجنون والهستيريا التي أصيب بها قوى العدوان بعد إنهاء انصار الله والجيش اليمني لمخطط الفتنة، حيث عادت طائرات العدوان لتكثيف الغارات على صنعاء في وحشية مفرطة وبدون أي فوائد عملية على الأرض، في تأكيد على قوة الصفعة اليمنية التي وجهت لأصحاب القرار في رأس السلطة السعودية، والأكيد أن تكثيف الغارات على مباني القصر الجمهوري في صنعاء لن يحقق في ليلة ليلاء الانتصارات لعدوان فاشل منذ انطلاقته وكل ما يحصل اليوم يوضح الخيبة التي أصيب بها قادة العدوان بعد فشل مخطط الفتنة وسقوط أحلامهم بالدخول إلى صنعاء وباقي المحافظات اليمنية العصية على القهر والظالمين.
ارسال التعليق