متى يعلن ابن سلمان عن زواج السعودية بإسرائيل رسميا
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” مقالا للكاتب “نيفيل تيلر” أكد فيه بأن التطبيع بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي أصبح مسألة وقت لا أكثر.
وقالت الصحيفة في المقال الذي جاء بعنوان: “متى ستُعلن العلاقات الإسرائيلية السعودية؟”: “لقد أصبح السر مكشوفاً، فالجميع يعلم بأن التعاون الدبلوماسي والاستخباراتي بين تل ابيب والرياض مستمر بكثافة وراء الكواليس منذ عدة سنوات”.
حرص محمد بن سلمان على التطبيع:
وأكدت الصحيفة على ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حريص على إبقاء خيار التطبيع مع إسرائيل مفتوحاً. لافتة إلى أن -بشائر- إعلان الطابع الرسمي على العلاقات بين السعودية وإسرائيل أمراً سيحدث قريباً.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله ولي العهد السعودي مؤخرا لمجلة “ذا أتلانتيك”: “نحن لا ننظر إلى إسرائيل على أنها عدو”.
وتوضح “جيروزاليم بوست” أن هذه التصريحات لم تكن مفاجئة، حيث أنه منذ عدة سنوات كان التعاون الدبلوماسي والاستخباراتي المكثف وراء الكواليس بين البلدين سراً. بما في ذلك زيارة سرية إلى المملكة العربية السعودية في نوفمبر 2020 من قبل رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو.
وتساءلت الصحيفة عن القضايا التي تمنع السعودية من الانضمام إلى حلفائها الخليجيين الرئيسيين – الإمارات العربية المتحدة والبحرين – في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما فعلت تلك الدول الخليجية في سبتمبر 2020، خاصة بعد حديث “ابن سلمان” حول بعض القضايا التي تحتاج إلى حل قبل التطبيع مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن “أحد الاعتبارات الرئيسية هو أن المملكة العربية السعودية، الوصي على أقدس موقعين في الإسلام، مكة والمدينة، ينظر إليها عدد كبير من المسلمين في جميع أنحاء العالم على أنها راعية القيم الإسلامية.
وهذا يجعل فكرة التطبيع مع إسرائيل، حتماً، أكثر حساسية للسعودية من دول الخليج الأخرى.
لكن لن يكون هناك شيء صادم أو غير مسبوق في السعودية التي تتخذ هذه الخطوة.
تمسك العجوز “سلمان” بمبادرة السلام العربية:
ولذر الرماد في العيون ولخداع الحمقى العرب، يدعي العجوز السعودي سلمان بن عبدالعزيز بأنه متمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 قد تم وضعها واقتراحها من قبل أخيه غير الشقيق (وسلفه على العرش)، حينما كان وليا للعهد آنذاك الملك عبد الله.
واستذكرت الصحيفة أنه في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2021، تجاهل الملك سلمان الإشارة إلى اتفاقيات التطبيع. وألزم السعودية مرة أخرى بالمبادر العربية للسلام. مؤكدًا أنها تقدم “حلاً شاملاً وعادلاً” للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة، فإنه في الآونة الأخيرة، لم يشر محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، ومتحدثون سعوديون آخرون إلى المبادرة. لكنهم جميعًا قالوا مرارًا وتكرارًا أن التطبيع لن يكون ممكنًا حتى يتم حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
واعتبرت الصحيفة انه عندما تزن السعودية إيجابيات وسلبيات تطبيع علاقتها مع إسرائيل، أو الانضمام رسميًا إلى اتفاقيات التطبيع، فإن تصميم إسرائيل على مواجهة طموحات إيران بالسيطرة على الشرق الأوسط سيكون أحد الاعتبارات الرئيسية. حيث يأمل محمد بن سلمان أيضًا في أن تساعد هذه الخطوة في إصلاح العلاقات المتوترة بين المملكة العربية السعودية وواشنطن.
كيف ستساعد إسرائيل محمد بن سلمان؟
وفي محاولة لابتزاز ابن سلمان، اعتبرت الصحيفة أن التطبيع سيجعل إسرائيل تسعى لتغيير التصورات لدى الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة حول السعودية خاصة وأن أصداء مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر / تشرين الأول2018 لا تزال تتردد في الأوساط السياسية الأمريكية.
وأكدت الصحيفة أن محمد بن سلمان كان حريصًا على إبقاء خيار التطبيع مفتوحًا. وأنه بدلاً من إدانة دول الخليج المجاورة، أشارت السعودية إلى دعم ضمني للإمارات والبحرين.
ولفتت إلى سماح السعودية بوصول غير مسبوق للمجال الجوي السعودي للطائرات التجارية الإسرائيلية. ولا تزال تقارير عن اجتماعات رفيعة المستوى بين ممثلين سعوديين وإسرائيليين تظهر في وسائل الإعلام.
واختتمت الصحيفة بالقول: “تبدو البشائر التي سرعان ما تُضفي على السعودية وإسرائيل طابعًا رسميًا على ما هو بالفعل قريبًا من الشراكة تبدو جيدة.”
ارسال التعليق