معهد واشنطن أيام محمد بن نايف في رئاسة مجلس الشؤون السياسية والأمنية معدودة
توقع الخبير الأمريكي “سايمون هندرسون”، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن أن تكون أيام الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد السعودي، في مجلس الشؤون السياسية والأمنية، الذي يترأسه معدودة.
ونشر “هندرسون” مقالا له بعنوان “عام واحد على رؤية السعودية 2030” تحدث فيه عن العلاقة بين الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان .
وقال إن هناك توتر سياسي أقل ظهوراً بين الرجلين مقارنة بالعام الماضي، ولكن يبدو أن الأمير محمد بن سلمان محكماً السيطرة على الإستراتيجية العسكرية السعودية، والسياسة الخارجية، والتخطيط الاقتصادي، وقد تم التأكيد على ما يبدو على هذه النقطة الأخيرة يوم السبت عندما أعلنت الرياض عن تعيينات جديدة في الحكومة تسهم في توسيع قاعدة نفوذ الأمير الأصغر سناً على حساب الأمير محمد بن نايف.
ولفت إلى أن التعيينات الجديدة التي صدرت بأوامر ملكية، السبت الماضي، تعزز من سيطرة الأمير محمد بن سلمان على الإستراتيجية السعودية.
وأضاف هندرسون “كان العنوان الأكبر يخص الأمير خالد بن سلمان، وهو شقيق الأمير محمد بن سلمان الذي يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً، إذ تم تعيينه سفير المملكة في واشنطن”.
متابعا قوله: “فضلاً عن ذلك، يبدو أن أيام الأمير محمد بن نايف كرئيس لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، الذي يفترض أن يكون الهيئة الرئيسية المسؤولة عن اتخاذ القرارات في مجال الدفاع والسياسة الخارجية في المملكة أصبحت معدودة”.
ولفت هندرسون إلى أنه “من شأن أي تهميش من هذا القبيل أن يزيد من عداء أولئك من أفراد العائلة المالكة الذين يشعرون بالفعل بالقلق مما فعله الأمير محمد بن سلمان حتى الآن”.
كما أبرز الخبير الأمريكي خلال المقال إنه “يُنظر إلى الرؤية، على أنها آلية لتحقيق الطموح الشخصي للأمير محمد بن سلمان، الذي يبدو أن احتمال وصوله إلى العرش قد أصبح مرجحاً على نحو متزايد”.
وتابع: “مع ذلك فإن الوسائل التي سيستخدمها تحديداً لتخطي ولي العهد الحالي — ابن عمه الأكبر سناً، الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية في المملكة والمحاور الرئيسي مع واشنطن حول مكافحة الإرهاب — تحيّر المتابعين لشؤون الخلافة السعودية”.
وأضاف: “وفقاً لقواعد النظام الراهن، من المفترض أن يصبح الأمير محمد بن نايف ملكاً عند وفاة الملك سلمان بن عبد العزيز، ولا يعرف إذا ما كان سيعمد حينذاك إلى تنصيب الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد”.
وأشار إلى أنه “في الوقت الراهن، هناك قسم كبير من أعضاء العائلة المالكة الذي يشعر بالاستياء من عدم مبالاة الأمير الأصغر سناً تجاه تقليد احترام الأقدمية، ومن الممكن أن تحفزهم رغبتهم في التوصل إلى توافق ظاهري على الأقل، على دعم وصول الأمير محمد بن نايف عندما يأتي وقت الخلافة”.
واختتم الخبير الأمريكي مقالته بقول: “على الرغم من أهمية تحسن العلاقات الثنائية وتشجيع مقترحات «رؤية السعودية 2030» الأكثر واعدة، إلا أنه لا يزال على واشنطن حل بعض الخلافات بشأن السياسات مع الرياض، وخاصة حول النفط واليمن. كما سيكون من الحكمة أن تمتنع الإدارة الأمريكية عن التحيز لأحد الأطراف إذا اشتدت التوترات داخل العائلة المالكة. ينبغي أن يقتصر دور الولايات المتحدة على تقديم الدعم العلني لـ «الرؤية 2030» في الوقت الذي تعمل فيه بهدوء على توجيه المملكة بعيداً عن الأهداف المفرطة الطموح التي يمكن أن تقوض إمكانيات الخطة”.
ارسال التعليق