WSJ: تغريدة لأميرة معتقلة تقدم صورة لاضطرابات آل سعود
التغيير
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن التغريدة التي نشرتها الأميرة بسمة بن سعود بن عبد العزيز، من سجنها، تكشف عن مدى التوترات داخل عائلة آل سعود، بعد كشفها عن إهمال طبي تتعرض له داخل السجن. في ظل اعتبارها أحد الداعمين لولي العهد السابق محمد بن نايف.
ولفتت الصحيفة، إلى أن التغريدة أعربت فيها الأميرة عن مخاوفها من الإصابة بفيروس كورونا، داخل مقر اعتقالها، في سجن الحائر للرياض، وحذرت من تدهور صحتها ووصولها إلى مرحلة الخطر، التي ربما تؤدي لوفاتها، دون أن تقدم أي تفاصيل.
وأضافت: "رسالة الأميرة تقدم نظرة نادرة عن الاضطرابات الأخيرة داخل العائلة، في ظل صعود محمد بن سلمان. وشنه حمله اعتقالات بحق الأمراء وآخرهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك وابن عمه ولي العهد السابق محمد بن نايف. وجاءت الاعتقالات ضمن محاولات ابن سلمان القضاء على أي تحد لصعوده المحتمل على العرش والذي يحتاج لمصادقة مجلس العائلة أو هيئة البيعة".
وقالت "ستريت جورنال" إن الأميرة بسمة، سجنت بدون توجيه تهم لها، وهو ما كشفته في مناشدة نادرة أرسلت إلى الملك سلمان وولي عهده، ودعتهما للإفراج عنها.
ونقلت الصحيفة عن مقربين من عائلة الأميرة، أنها اختارت نشر الرسالة بسبب "خوفها من انتشار فيروس كورونا في السجن الذي تعتقل فيه، وهو سجن الحائر قرب الرياض الذي يعتقل فيه السجناء السياسيون، ومن أدينوا بتهم الإرهاب".
وقال شخص على معرفة بالعائلة، إنها معتقلة في القسم المخصص لأمراء وأميرات العائلة المالكة. وتعاني من عدة مشاكل صحية بما فيها مشاكل في الرئة والقلب، مما يجعلها في خطر كبير إذا أصيبت بفيروس كورونا، حسب ما قال أشخاص على معرفة بالعائلة وسجلها الطبي الذي اطلعت عليه "ستريت جورنال".
وكانت الأميرة بسمة من دعاة التغيير الاجتماعي في مملكة آل سعود، فهي سيدة أعمال وصحافية، كتبت وتحدثت في المنابر العامة عن حقوق المرأة، وأصدرت كتابا دعت فيه لاحترام حقوق الإنسان العامة.
وكشفت لقطات، صورتها كاميرات المراقبة في منزلها، كيف حضر رجال الأمن ببنادقهم، قبل منتصف ليلة 28 شباط/فبراير 2019. وقال رجال الأمن إنهم مبعوثون من الملك لاصطحابها إلى مقابلته، بحسب ما أفاد به شخص من عائلتها.
وفي تغريدتها قالت الأميرة إنه لم يوجه إليها اتهام ولا إلى ابنتها سهود البالغة من العمر 28 عاما. وفي رسالة خاصة أرسلتها العام الماضي إلى الملك كتبت قائلة "لا اتهامات ضدي بل شكوك".
يأتي هذا بالإضافة إلى عريضة أرسلتها عائلتها إلى الأمم المتحدة أشارت إلى أن اعتقالها كما يفهم نابع من موقعها "متحدثة صريحة عن انتهاكات حقوق الإنسان في البلد"، ولأنها تساءلت عن ثروة تعود لوالدها الملك سعود جمدتها الحكومة، وفي ظل النظر إليها كداعمة لولي العهد السابق محمد بن نايف.
وقالت الصحيفة إن بعض الأمراء، المعارضين لابن سلمان، اقترحوا تولي عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز العرش، عند وفاة شقيقه الملك سلمان، ونقلت عن السفير الأمريكي السابق لدى الرياض روبرت جوردان قوله: "لقد مزق ابن سلمان بالكامل فكرة التوافق بين الأعضاء الكامل في العائلة، وهو ما كان مزعجا ومدمرا لبقية الأعضاء".
ولفتت إلى أن الملك سلمان، فكك خط الوراثة بتعيين ابنه في ولاية العهد، عام 2017، ووضع حدا للسلام الهش الذي ساد أفراد العائلة لعقود، وأنهى حس الأمن الشخصي والتميز الذي شعروا به، وهم من تقدر أعدادهم بعشرات الآلاف مع أن الثروة والقوة تتركز في يد نحو ألفي أمير.
ونقلت الصحيفة عن عضو في عائلة آل سعود قوله: "لا أحد يعرف من سيعتقل أو يحظر عليه السفر، أو يعزل، والرسالة الخفية واضحة جدا: أنا أسيطر على الوضع ولا أحد يمكنه تحدي إرادتي أو يأمن غضبي".
ارسال التعليق