آل سعود.. من بيع فلسطين الى المتاجرة بأطفالها
آل سعود.. من بيع فلسطين الى المتاجرة بأطفالها
* جمال حسن
يروي هاري سانت جون بريدجر فيلبي المعروف باسم "جون فيلبي" أو الشيخ عبد الله، عميل مخابرات مكتب المستعمرات البريطاني، أن مسؤول "المكتب الهندي" أي مكتب المخابرات البريطانية الكولونيل "برسي كوكس" الشخص الثاني الذي دعم العرش السعودي من لا شيء ووقف معه بكل قدرات بريطانيا وخبراتها وبخطط الصهاينة كلها حتّى النهاية، قال للآمير عبد العزيز بن سعود، وفي أول لقاء لهما: "انك شخصية قوية يا عبد العزيز، فرد عبد العزيز بقوله : انتم الذين كونتم لي هذه الشخصية وهذا الجاه، ولو لا بريطانيا العظمى لم يكن يعرف احد ان هناك شيئا اسمه عبد العزيز آل سعود، انني بكم وصلت الى لقب الامير عبد العزيز بن سعود وسوف لن انسى لكم هذا الفضل مدى حياتي وسأبقى لكم خادما مطيعا منفذا لما تريدون".. فرد عليه كوكس "ان عندنا الان مشكلة اليهود وفلسطين، اننا نريد حسمها لنمكن اليهود من العيش بسلام في وطن لهم..انني واثق منك يا عبد العزيز بانك سوف لا ترد لنا طلبا.. ولو لم تكن ايها السلطان موضع ثقة منّا لما دعمناك وحاربنا من اجلك.. نريد منك ان تعترف لنا بجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود اننا نطمع بالموافقة؟"..
فرد عبد العزيز قائلا : "نعم .. لاشك .. وإذا كان لإعترافي هذه الاهمية عندكم فأنا اعترف الف مرة بإعطاء اليهود وطنا في فلسطين أو غير فلسطين، وهذا حق وواقع".. وهنا دس عبد العزيز يده في جيبه ، واخرج ورقة صغيرة وكتب السلطان بخط يده يقول: (انا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود اقر واعترف للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى ، لا مانع عندي من اعطاء فلسطين لليهود أو غيرهم كما ترى بريطانيا التي لا اخرج عن رأيها حتّى تصيح الساعة)! .. وصياح الساعة معناه : قيام الساعة أي القيامة، بتاريخ 3 يناير سنة 1915 - من كتاب تاريخ آل سعود .
أكثر من قرن مضى على الاتفاقية التي وهب خلالها السلطان ما لا يملك، حيث عانى ما عانى الفلسطينيون من خيبات أمل ونكبات وخدع وتمزيق وتفتيت وإفشال لثوراتهم ومخططاتهم وقدراتهم في محاربة الصهاينة المحتلين على يد آل سعود حتى يومنا هذا، وقصة اجتماع فيصل بن عبد العزيز بقيادة الثورة الفلسطينية في القدس الشريف عام 1936ورسالة والده التي كتبها مستشاره جون فيلبي باسم القادة العرب وأطلقوا عليها أسم (النداء) كانت بداية الضربة القاصمة للشعب الفلسطيني، تلك التي خاطبهم فيها عبد العزيز "إلى أبنائنا الأعزاء عرب فلسطين... لقد تألمنا كثيراً للحالة السائدة في فلسطين فنحن بالاتفاق مع ملوك العرب والأمير عبد الله ندعوكم للإخلاد إلى السكينة وإيقاف الإضراب حقناً للدماء. معتمدين على الله وحسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم"، حيث كانت بداية انقسام الشعب الفلسطيني الى عدة أقسام وتفككه وبدأت أنفاس ثورته تخمد شيئاً فشياً حتى هذه الساعة حيث لا قرار له ولا أرض .
لا يمكن للتاريخ أن ينسى خيانات آل سعود المتكررة طوال العقود الطويلة الماضية في إخماد الثورة الفلسطينية والتمهيد لاحتلال فلسطين وما إصرارهم على تنفيذ "مبادرة بيروت للسلام" والتي اقترحها عبد الله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد خلال مؤتمر قمة جامعة الدول العربية التي انعقدت في بيروت في مارس 2002؛ إلا استمرار لخياناتهم السابقة التي بدأت مع حرب التطهير العرقي لفلسطين 48-1947 أي النكبة 1948 لتندحر القوات العربية أمام فئة قليلة من المهاجرين اليهود الصهاينة تسحب من ورائها ذيول الخيبة؛ ثم طعنهم (آل سعود) بالظهر للجيوش العربية التي شاركت في أربعة حروب كبرى اخرى مع المحتل الاسرائيلي خلال أعوام 1956، و1967، و1973، و1982.. حيث راح ضحيتها أكثر من 200 ألف شهيد من القوات العربية، وبلغت الخسائر حوالي 300 مليار دولار، أدت في نهاية المطاف الى تغيرات أساسية على الأرض الفلسطينية لصالح المحتل الاسرائيلي منحته السيطرة على القسم الأعظم من الأرض الفلسطينية وأراض عربية في سيناء المصرية والجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وجزيرتي تيران وصنافير السعوديتين حتى يومنا هذا .
اليوم تتكرر القصة ذاتها حيث شحذ آل سعود سيوفهم على رقاب أطفال فلسطين وأستهدفوها بتهديدهم قطع المساعدات المالية للمنظمات الأممية التابعة للأمم المتحدة إذا لم يتم حذف أسم السعودية وتحالفها من القائمة السوداء التي أصدرتها المنظمة الدولية للدور الريادي الكبير لتحالف العدوان السعودي - الأمريكي في قتل وإعاقة الآلاف من الأطفال في اليمن بإستهدافهم المتعمد بالقنابل العنقودية والفراغية ومختلف أنواع الأسلحة الأمريكية والبريطانية المحرمة دولياً، وهو ما أعترف به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بصراحة قائلا أمام المراسلين: إن "رفع التحالف السعودي من القائمة السوداء حصل بسبب ضغوط وتهديدات من السعودية بقطع التمويل عن وكالات المنظمة وبرامجها وخصوصاً المتعلقة منها بالطفولة، إذا أبقى الاتهامات الموجهة للتحالف السعودي الذي يقود العدوان على اليمن"، مضيفاً أن “الأطفال يتعرضون بالفعل لمخاطر في فلسطين والعديد من الأماكن الآخرين وسيكون هناك مزيد من اليأس".
وكان لابد للحليف الاستراتيجي الذي أسس كيانه المحتل بمساعدة خيانات وأموال آل سعود على أرض فلسطين المقدسة أن يرد بعض الجميل لهم، بعد أن استعان السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي بزميله الاسرائيلي لدى المنظمة الدولية "داني دانون" لتسخير نفوذ اسرائيل في الامم المتحدة لدعم مساعي البعثة السعودية لحذف اسم "التحالف السعودي من القائمة السوداء" - حسب تقرير "راديو اوسن" نقلا عن مراسله في نيويورك وهو يقول: "إن إقدام الامم المتحدة على حذف اسم التحالف السعودي من القائمة السوداء رغم وجود تقارير موثقة تدين التحالف السعودي بارتكاب جرائم قتل للاطفال والمدنيين ومن بينها منظمة هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية واطباء بلا حدود وأوكسفام وغيرها وشهادات موظفين أمميين.. جاء بفضل اللوبي الصهيوني النشط في الأمم المتحدة" .
وزارة الخارجية الأمريكية وعلى لسان نائب المتحدث بأسمها "مارك تونر"، هي الاخرى أعربت عن تأييدها لموقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وتصريحاته،وأنه تعرض لتهديدات من السعودية لإزالتها وتحالف العدوان على اليمن من القائمة السوداء بعد تقرير عن قتل أطفال اليمن.
صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية كتبت في مقالها، أن الرياض حذرت من انها ستسحب مئات الملايين من الدولارات من برامج للامم المتحدة وانها ستحرم الأطفال الفلسطينيين من اي مساعدة مالية قادمة اذا لم يرفع اسمها من القائمة السوداء.
أما صحيفة "التلغراف" البريطانية فقد كشفت عن ضغوط مارستها لوبيات اسرائيلية لشطب التحالف مما وصفته "قائمة العار" واصفة ذلك بالانحطاط الجديد. فيما قالت زميلتها "الغارديان": ان السعودية منحت بالقرار الاممي الاخير بطاقة مجانية لقصف المدارس والمستشفيات في اليمن.. معتبرة ان الأمم المتحدة اصبحت نادياً للأغنياء والأقوياء، يتم التستر على أعضائها الذين يرتكبون جرائم حرب.. أما الاطفال اليمنيون فلم يعد لهم عزاء بعد ان شطبت أسماؤهم من قائمة البشر في منظمة يفترض انها تمثل مجتمعاً يقال انه انساني.
ارسال التعليق